From Speed Cameras to Street Violence: The Challenge to State Power المهرجان الثاني لفنون الشرق الأوسط.. احتفالية الثقافة والإبداع والتراث ”روايتان جديدتان تتحديان المحرمات في ندوة إنسانيون الثقافية” الاستقواء بقوانين الازدراء تشارلي كيرك ”شهيد الكلمة” ... و”فرج فودة” الغرب كورال هوس إيروف يضيء ويرتل أنغام السماء في شرق كندا أنا حمار... أنت مش عارف أنا أبن مين ؟!‎ بين التقليد والتجديد.. صِراعٌ أم تكامُل؟ هل عرف المصريين قيمة الرئيس السيسي؟‎ كيس الشيبس: أنا عملت كل ده؟!! اعملوا مادام نهار

جورج موسي يكتب: قصة قصيرة... قلم جاف

كانت تجلس بجواره في حوارٍ تليفزيوني، كان كلاهما ضيفان في حلقة تليفزيونية واحدة ولكنهما على طرفي النقيض، هي تدعوا للتحرر وهو يدعو للتزمت، هي مع حرية المرأة في الملبس والخروج والعمل وتجريم تبرير التحرش بالنساء، وهو عكس ذلك، يتحدث عن العادات والتقاليد والعيب والحرام وأن لبس المرأة من أعظم أسباب التحرش بها وأن مكان المرأة هو المنزل، جلوسها بجواره جعل عطرها يخدر عقله، هام في رائحة عطرها فنسي الكلمات وتلعثم، وغابت عنه الأفكار، كان يتحاشى النظر إليها فهي تمتلك أنوثة أخاذة حتماً ستأخذه حيث لا يريد. ركز ناظريه علي القلم التي تمسك به يدها وتكتب ملاحظاتها بين الحين والآخر ، عشق القلم وحقد عليه في آن واحد لأن أناملها تلتف حوله، قتلته أنوثتها الطاغية، ذاب في كلماتها، كان يسرق النظرات إلى عينيها المتوهجتين، كان يذوب في مخارج الألفاظ من شفتيها، ضحكاتها كانت كالطعنات التي تلهب فؤاده، عشق تفاصيلها، حتى صمتها كان يشعل فيه براكين، أنوثتها خطفته إلى دهاليز عوالم خارج الزمان والمكان الذي كان يتواجد فيه، وانتهت الحلقة وذهب كل منهما إلى حال سبيله بعد أن أيقن هو أن عقله وجسده قد تربيا أنهما أضعف من أن يحتملا التواجد في حضرة أنثى . حين عاد إلى منزله رمي جسده المنهك المخدَر برائحة عطرها التي مازالت في أنفه على كرسي هزاز ، كان جسده يهتز وعقله يهتز أيضاً، أغمض جفونه وراح يهيم في (أحلام يقظته) التي وجد فيها أحدهم يطرق الباب، فتح الباب فوجدها هي، أعطته قلمها وقالت له هذا لك، أعلم أنك تريده وأنا أيضاً أريدك أن تأخذه هو لك، بل و لك أكثر من هذا إذا أردت، أخذ القلم وذهبت هي، أما هو فوضع القلم على فمه ليقبله قبلة تلي القبلة تلي القبلة في جنون وشبق عظيمين، ثم فجأة نهض من أحلام يقظته على صوت جرس الباب فهرع إليه مسرعاً و هو متأكد أنه سيجدها على الباب لتعطيه القلم الذي أخذه منها في أحلام يقظته، فتح الباب فوجد عامل النظافة يعطيه ايصال وقلم ويطلب منه التوقيع، وقّع الإيصال وأخذ القلم ووضعه علي فمه ليقبله وأغلق الباب وذهب ليكتب محاضرته التالية عن العادات والتقاليد والعيب والحرام مهاجماً لبس المرأة الذي يحرض الشباب على التحرش!... تمت.... وتبقي كلمة: التحرش في كل بلاد الدنيا جريمة لا يمكن تبريرها، وتبرير فعل مجرم قانوناً في حد ذاته جريمة في حق القانون الذي يجرم الفعل، لو لم تقف الدولة المصرية في وجه تلك الوجوه التي تبرر التحرش وتلقي باللوم على المرأة وملبسها، فأن مصر لن تستطيع السيطرة على هذه الظاهرة الكريهة لأنها ستكون مختومة بختم الدين. أرجوكم لا تسمحوا لرجل دين أو أي مدعي تدين أن يحول حياة نساء مصر إلى جحيم، كل المطلوب هو تفعيل القانون، للمرأة الحق في أن تلبس ما تشاء وقتما تشاء وأينما تشاء ولا تتعرض للمضايقة. يوما ما قال رئيس الجمهورية حين كان يشغل منصب وزير الدفاع، أي مروءة نعيش بها لو روع أحدهم الشعب المصري؟ بنفس المنطق يا سيادة الرئيس، أحمي نساء مصر من المتحرش ومن الذي يبرر التحرش، فكلاهما سُبة على جبين مصرنا الحبيبة.