نسرين جمعة تكتب: قراءة مختصرة للمشهد العام

بقلم: نسرين جمعة
مبروك لمصر , مبروك لكل المصريين المخلصين الوطنيين , المشهد اليوم ليس مجرد فوز المواطن عبد الفتاح السيسى برئاسة مصر , فهو ليس الهدف الأساسى له و لنا , لكنه بداية الطريق للوصول لأهدافنا الأساسية كمصريين ألا و هو طريق التقدم و البناء و توفير حياة كريمة لكل مصرى , و أن تكون مصر فى المكانة التى تستحقها عالميا فهى مؤسسة الحضارة الإنسانية منذ 7000 عام , مرت عليها ثقافات مختلفة على مر العصور مما جعلها ذات بعد إنسانى عريق , و مهما طمس الفساد ملامحها فهى عريقة و أصيلة و تحمل فى طياتها أشكال و ألوان إنسانية مختلفة تبلورت و أصبحت جزء من الشخصية المصرية التى نعيد اكتشافها بأنفسنا.
مشهد الانتخابات تحديدا هو الإرادة القوية للمصريين على اجتياز مرحلة التحول إلى مرحلة البناء و العمل الجاد , اصرار الجميع على ظهورها بالشكل المشرف و الذى يفخر به كل مصرى أمام نفسه و أمام أبنائه كان تحديا , لم يكن صعبا على المصرى الذى عانى لعقود من القهر و الذل , أصر المصريون على ازاحة المفسدين من أذيال الفساد المباركى و قطعا ازاحة كل المتأسلمين المتطرفين المتلاعبين و المتاجرين , المصرى الموظف , سواق التاكسى , العامل , الفلاح , المهني ,الحرفى , المدرس , ربة المنزل....و غيرهم الجميع أصر أن يشارك و يدلى بصوته و يختار بإرادته دون توجيه أو قهر , دون تزوير أو تلاعب , الجميع أدى ماعليه سواء من نظم العملية الانتخابية و من أدارها , من أشرف عليها , من أمنها , للجميع عظيم التقدير و الاحترام .
ترى هذا المشهد يرضى أعداء الوطن ؟ قطعا لا و هم يعلمون تماما إذا وصل المصريون لهذه اللحظة فهى شهادة الوفاة الرسمية و المعترف بها عالميا للاخوان الارهابيين , أيضا هى السقوط المدوى لخطط التقسيم فى المنطقة و افشالها , كانت هناك محاولات مستميتة لعدم الوصول لهذه اللحظة نشر الاشاعات , ترويع الناس , أما مشهد الفزع الإعلامى بعدم وجود مصوتين كافيين فهو يؤكد على فساد بعض رؤوس الأموال المحسوبة على النظام المباركى الفاسد و الذى أطل بوجهه القبيح من خلال إعلامه , و أكد دون أن يشعر أن هذه الانتخابات شديدة النزاهة و لم يدفع فيها هؤلاء المفسدين أى شئ كما كانوا من قبل و يبطلوا حجة الاخوان و من لازال يصدقهم أن نظام مبارك يرجع مرة أخرى بوجود الرئيس عبد الفتاح السيسى , لا يعلموا أنهم قدموا الدليل الواضح لمن فهم خطأ حتى يصوب خطئه و يفهم حقائق الأمور , و بالتاريخ مافات لا يرجع , هناك إرادة مصرية و عزيمة وفرحة المصريين برجوع بلدهم التى عاشوا فيها الاغتراب الكامل مع معاناة دون أى مكسب لا تضاهيها فرحة , فزغردت النساء و رقص الجميع على أغنية جمعت كل محافظات مصر ببشرة خير , و هم يعلموا تمام العلم أن رحلة الكد و التعب و العمل الشاق لم تنته بعد لكنه يعلم أيضا أنه فى صالحه و صالح الأجيال القادمة و هو لها,و أكيد بكرة أحلى إن شاءالله .
نسرين جمعة
[email protected]