نسرين جمعة تكتب: يا مصريين خدوا بالكم من كندا

بقلم: نسرين جمعة
لا تندهش يا مصرى و يا مصرية, بافكر كتير فى أهلى خارج مصر , باتابعهم على الفيسبوك , على مدار أكثر من 3 سنوات , شفت اللهفة و الفرح و الحزن على مصر , شفت الحماس لعمل شئ أى شئ و شفت الخوف و الارتياب على حاضر و مستقبل مصر, كنت أشعر بكل مصرى مقيم خارج بلده فى الأحداث المتلاحقة المختلفة , متلهف على أى خبر يفهمه و يعرفه إيه اللى بيحصل بالظبط , السؤال اللى بيتردد ممكن نعمل إيه ؟و شعورهم بالقلق , و سؤالهم أى اتجاه يسيروا فيه , يوجهوا حديثهم أصلا لمين ؟ من المسئول المنوط لقضايا مختلفة , لمشاريع , لمقترحات؟ طبعا كانت حيرة , يمكن كنا فى مصر إلى حد ما فيه استيعاب و تقدير للموقف ,فاهمين حالة الاضطراب و القلق اللى بتمر به مصر و بنحاول نغير هذا الواقع , السير فى طريق بناء مصر الجديدة حتى وصلنا لما نحن فيه الآن , ثمن غالى ادفع من دم أبنائنا و بناتنا منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى الآن , يليه معاناتنا كشعب و تتابع الأزمات مما أهلكنا , لكن معرفة الحقيقة لها ثمن و دفعنا ثمنها و تكشفت أوراق اللعبة و استخدام الدين للمتاجرة بالشعوب لصالح بعض خونة الوطن رأيناهم على مسمع و مرآى من العالم , و سجل التاريخ و انطبع فى وجدان الشعب المصرى العدو الغير مباشر و الغير معروف له بل على عكس منهم من صدقه ورحب به " على أساس إنهم بتوع ربنا " و هاهم فى لحظة ما استندوا بالقوى العالمية و كبروا لوجود سفن أمريكية فى البحر المتوسط , و لازال المسلسل مستمر فى ليبيا , سوريا و إشعال الأمور فى العراق , فضلا عن السودان المقسمة و لبنان التى لم تندمل جراحها حتى الآن , كما أن أصل القضية فى فلسطين و لم تنته بعد.
مصر دولة ذات حضارة عريقة و الأطماع فيها ستزال مستمرة لكن يشاء الله أن يحفظها , مصر قلب العالم ,لابد لقلب العالم أن يمتلئ عطاء , حب , تسامح و إنسانية راقية , هكذا هو المصرى و المصرية أينما ذهبوا فالجينات الوراثية دائما أقوى من أى بيئة حتى لو بدا غير ذلك , تجدها فى الشدة و تكتشفها , حريصة على الحق و الدفاع عنه مهما طالها الهزال أحيانا تحت حكام طغاة.
يا مصريين , يا ابن بلدى الجدع الشهم , يا بنت بلدى الجدعة القوية الإنسانية محتاجة لكم , أى والله , أرى مواقف هزيلة من بعض الدول لمحاربة الارهاب الذى استشرى فى العالم و لا أرى غيركم من يقود محاربة الارهاب الذى توحش فى حضن أصحاب المصالح الأغبياء و الذى يطولهم أحيانا و متوقع ازدياده و تدفع الشعوب الثمن دائما , أثق أنكم على قدر هذه المسئولية و من الدلائل الواضحة هذه الجريدة، جريدة "جود نيوز" والتى أتشرف بأن أكون أحد كتابها فهى أداة قوية و مهمة , أى عمل ستشارك به أيا كان فهو مهم و هو طريق البناء لعالم أفضل .
علشان كده بأقول لكل مصرى و مصرية خارج مصر خدوا بالكم من بلادكم المقيمين فيها, و بصفة خاصة للمصريين بكندا.
نسرين جمعة
[email protected]