ميلاد ميكائيل مرشح المحافظين الفيدرالي عن مسيسوجا – إرين ميلز.. وحديث مع ”جود نيوز” هل نضب ”المعين”؟ ” لو كنتَ ههنا لَم يمُت أخي“... لماذا تأخر الرب؟ الحوار الذي لم يُنشر عن ما حدث في تورونتو ”محمد صلاح” الدماغ قبل القدم ما بين زيارة مجلس الأعمال المصري الكندي ... والانتخابات البرلمانية الكندية 28 أبريل الزواج في مُجتمعاتنا العربيَّة.. إلى أين؟ ايها الاقباط اما الأن او سنندم هل للمرنمات dress code معين؟! شهادة الوفاة تصدر الآن‎ ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (7) هل فعلا ابتهال أبو السعد ب 100 راجل!!

يحيي عواره يكتب: ليتني كنت أعرف أنه كان ممكنًا !

كنتُ منهمكًا في واجب منزلي ثقيل الظل، عندما ومض في ذهني تساؤلٌ استدعى فكرةً أحالتني بدورها إلى تذكرِ حكاية صغيرة قرأتُ عنها، لأصلَ إلى استنتاجٍ أظنني تأخرتُ كثيرًا في استخلاصِه على هذا القدرِ من الوضوحِ والجدارةِ بالاعتبار. أما الواجبُ الثقيل فهو من ذلك النوع من الأعباء التافهة التي يزعجنا إلحاحُها على ذهننا، بأكثر مما تزعجنا مشقةُ القيام بها، وأما الحكاية التي قرأتُ عنها، فقد أنتهى إليى خبرُها من خلال قراءة قديمة لمقدمة كتاب، في سياق لم أعد أتذكره بوضوح. تعودت أسرتي - للسنوات القليلة الماضية - على وجود هذا الكابل الأبيض الطويل بمنزلنا المتواضع الحجم والمساحة، ذي المستويات الثلاثة.. تعودنا على وجوده نائمًا في حضن الكثير من زوايا الأرضيات والحوائط، وحول كثير من إطارات الأبواب والنوافذ.. انه كابل الإنترنت الذي مُدَ - منذ سنوات - ليعمل كشريان يغذي أجهزة الكمبيوتر والاتصال والتسلية المنتشرة بأرجاء البيت، بنبضاته من ال"مودم / راوتر" الذي يعمل عمل القلب وهو قابع في ركن من أركان البيت. ونظرًا لطول المدة وطول الكابل والحماسة التي تُؤدَىَ بها عملية التنظيف الأسبوعية للمنزل كله، فقد أصبح من واجباتي الروتينية أن أراجع ترميم تثبيت هذا الكابل اللعين، مرة على الأقل كل عدة أسابيع حتى أعيد تثبيت أجزائه المتمردة التي تحررت من مثبتاتها، لتشوه المظهر وتحاول "شنكلة" مشاة البيت الغافلين. كنت منهمكًا في القيام بهذا الواجب السخيف، عندما ومضَ في ذهني تساؤلٌ عن ضرورة استمرار هذا الوضع، وعما إذا كان هناك بديل يعفيني مما أقوم به دوريًا، ويحررني من عبء الترقب الدائم لعواقب التأخر أو الإهمال.. قمتُ بتتبع مسار الكابل ونهاياته، لأكتشف أن هذا الشريان - وإن كان مازال متصلًا بالقلب - لم يعد متصلًا بأيٍ من الأطراف؛ كانت كل الأجهزة التي اعتمدت عليه في امدادها باشاراته الشفرية قد استعاضت عنه - عبر الوقت وبالتدريج - بالموجات اللاسلكية التي تعمل بكفاءة لمثل هذه المسافات القصيرة.. اكتشفت اننا كنا نحتفظ بجثةٍ ميتة بلا داعٍ، وانني كنتُ - ويا للأسف - أحملُ عبءَ رعايتِها رعايةَ الأحياء لوقتٍ طال. استدعى هذه الموقف الطريف إلى ذهني ما ذكره كاتب في مقدمة كتاب له، عما أخبرته به زوجته من أنها - لسبب ما - كانت تمقت المدرسة التي قضت بها بعض سنوات دراستها، حين كانت طفلة صغيرة، وأنها لم تذكر هذا لأحد لظنها أن التحاقها واستمرارها بهذه المدرسة أمر لا خيار فيه. بعد أن انتهت الفتاة من دراستها وصارحت أمها بمعاناتها السابقة، قالت لها أمها أن نقلها إلى مدرسة أخرى كان أمرًا في غاية اليسر وأنها ما كانت لتتردد في عمله لو أنها علمت من ابنتها بضيقها في حينه، وقتها تمتمت الطفلة: ليتني كنت أعرف أنه كان ممكنًا ! يبدو أننا - بالتعود وتحت تأثير الوهم - نستسلم أحيانًا للاعتقاد بأن واقعًا فكريًا أو ماديًا ما، يقع خارج نطاق المراجعة أو التعديل أو الاستغناء، ويبدو أن هذا يوقعنا أحيانًا في أسر معاناة أو تضييق لا ضرورة لهما، ولا عائد من ورائهما، ويسببان - على الأرجح - انتقاصًا من القدرة على الإبداع والإنتاج والعطاء. ما أحوجنا إذن إلى مراجعة دورية ومتواترة للأفكار التي نتبناها، والممارسات التي نزاولها، والأشياء التي نقتنيها، والعلاقات التي نرتبط بها، لنتخفف من كل ما يقيد حريتنا أو يحد من متعتنا بلا عائد، ولمجرد أن هذا كان ميراث أعزاء أو كان ضروريًا أو مستحسنًا في وقت ما أو في ظروف مغايرة. في ظروف حياتنا المعاصرة، أصبح معدل التغيير في كل ما يحيط بنا متسارعًا بدرجة لم يسبق لها مثيل والمرجح أن هذا التسارع لن يقف عند حد، ولهذا تصبح هذه العملية المشتملة على المراجعة والتعديل وفقًا للمعطيات المستجدة، أكثر ضرورة لما تنطوي عليه من تأثير ذي قيمة متزايدة على الدوام. بعض الأساور تصبحُ - بعد بعض الوقت - قيودًا... وبعضُ المقامات تصبحُ - بطول المكوث - أنكى من معسكراتِ الأسرِ أو زنازين الاعتقال !! يحيى عواره تورنتو،30 يونيه 2014.