احتفاء كبير بالكاتب خالد منتصر والكاتبة سماح أبو بكر عزت في كندا ”لامين” و ”ويليامز”... وخيانة الوطن The Erosion of Civility, A Canadian Crisis للمرة الـ4 في تاريخه.. منتخب إسبانيا بطلاً لـ”يورو 2024” رسميا... ريال مدريد يعلن موعد تقديم كيليان مبابي جوارديولا ... أفضل مدرب كرة قدم في العالم محامي اللاعب المصري الراحل أحمد رفعت يكشف تفاصيل الأزمة لماذا ينبغي تغيير ملابس السباحة المبتلة فوراً؟ هل يساعد خل التفاح على التنحيف؟ دراسة تؤكد ارتباط مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن ما أسباب تشنجات باطن الساق؟ غزوة موتيابا

عبد المسيح يوسف يكتب: كيف ينشط الأقباط سياسيا في المجتمع الكندي؟ ... دعوة لتبادل الأفكار (1)

عندما كنت طالباً للدراسات العليا في معهد العلوم السياسية وباحثاً شاباً في المركز القومي للبحث العلمي CNRS في فرنسا، كان دائماً اسمع وأري أمرين في أساتذتي الفرنسيين، استعجبهما جداً، الأمر الأول أنهم دائماً يقولون "لا تضعك بيضك كله في سلة واحدة" للدلالة علي عدم الرهان على أمر واحد في حياتك، دون أن تكون هناك بدائل. والأمر الثاني، خاصة وأنني كنت شاباً في مقتبل العمر، قادم من مجتمع تقليدي، عندما أرى أحدهم يحدد مواعيده مع الآخرين، خارج وداخل فرنسا لمدة لأكثر من 6 شهور قادمة، في تحدي لعنصر الوقت والزمن من وجهة نظري. 

إلا أنني فيما بعد عدة سنوات من المعيشة والمعايشة في فرنسا وغيرها من المجتمعات الغربية، أن هذا هو التخطيط السليم، الذي ربما تطرأ عليه تعديلات، إلا أنه يضع الصورة نسبيا واضحة أمامك، وفق نظرية الاحتمالات والبدائل، وأن حياتك ليست رهينة حصان واحد. لا أنكر أنني أحب بشدة الثقافة والحضارة المجتمع الفرنسي، الذي عشت فيه سنوات طويلة، وتأثرت بها تأثرا كبيرا، وكان أحد أسباب اختياري للكيببك تحديدا، وليس لأي إقليم آخر انجلوفوني أو حتى الولايات المتحدة.

أجد نفسي أمام هذه المقدمة، للتعبير عما بداخلي من تساؤلات، ومحاولة جادة لفهم سيكولوجية الأقباط، في أغلبهم، الذين يراهنون فقط على التيار اليميني المحافظ، وأتفهم هذا تماما، لما يتسق معهم في قيمهم المحافظة الخاصة بالعائلة والدين وغيرها من الأمور. وهذا اتساق منطقي وطبيعي واتقبله واتفهمه واحترمه. ولكن ما يثير حفيظتي أنهم يرفضون بصورة مطلقة أي رهان آخر على سلة أخرى، غير سلة المحافظين، مثل سلة الحزب الليبرالي، ويعتبرونه رجسا من عمل الــــــ...... وأختلف تماما مع هذا الطرح.

بل أنني أدعو وأشجع الكثير من الأقباط، للانتشار في الأحزاب السياسية الفاعلة في المجتمع الكندي والامريكي وغيره من المجتمعات الغربية، خاصة وأن هناك ديناميكية كبيرة داخل هذه الاحزاب، حسب نوعية الاشتراك، المحددة وفق قيمة الاشتراك، والتي تتراوح في الأحزاب الكندية، ما بين 5 دولارات لعضوية عادية، أو 25 دولارا لعضوية فاعلة مشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات والتصويت على القرارات الحزبية. 

من حق الأقباط أن يمارسوا السياسة، كمواطنين، كاملي المواطنة الكندية، شأنهم شأن بقية الجاليات العربية والمسلمة والهندية واليونانية والأوكرانية والإيطالية وغيرها. ويجب أن تكون هناك عمليات تنشئة سياسية لهذه النخبة، على أن توجد دوائر مختلفة منها، لديها قدر من المرونة والفهم للعمل السياسي. 

فالسياسة، ليس كل من لديه رغبة لممارستها، قادر على النجاح فيها، بل كل من لديه فهم وتراكم خبرات مع الوقت، قادر على التطور والرقي في السلم الحزبي والعمل العام.

من المعروف، أن الأقباط، فئات ناجحة مجتمعيا ومهنيا، لكن من المهم خلال السنوات القادمة، أن تظهر قيادات كندية سياسية في الدوائر المختلفة، من أصول مصرية قبطية، وهذه عملية لن تتم بين ليلة وضحاها، ولكن تستغرق سنوات، على المدى المتوسط والبعيد، على أن يكون هناك تكاتف بين الكوادر المجتمعية والسياسية القبطية، حتى لو كانت من ألوان وأطياف سياسية مختلفة، فذلك لا يعني بالضرورة الصراع أو الخلاف، ولكنه توزيع إيجابي يمكن أن يحقق نتائج طيبة على مختلف الجبهات. 

كما أنه من المهم أن يتعلم الأقباط ثقافة التبرع للأحزاب والحملات الانتخابية، حتي يبرز وزنهم النسبي لدي القيادات الحزبية، لدي أكثر 3 أحزاب سياسية، وهي الحزب الليبرالي والحزب المحافظين، والحزب الديمقراطي الاجتماعي الجديد. أما بقية الأحزاب فهي صغير، وتأثيرها النسبي ضعيف على المستوى الفيدرالي. وما ينطبق على المستوى الفيدرالي، ينطبق على مستوى الأقاليم والتي توجد فيها أحزاب أخري ربما أكثر تأثير وفاعلية، مثلما هو الحال في إقليم الكيبيك حيث حزب التضامن من أجل مستقبل الكيبيك، برئاسة رئيس وزراء الكيبيك فرانسوا لوجو، يعد الأقوى والأكثر تأثيرا حاليا من الحزب الليبرالي وحزب المحافظين في الإقليم.

نجاح الأقباط في ممارسة السياسة بصورة صحيحة، وفق قواعدها، المعتمدة والمعمول بها من الجميع في الحقل السياسي، يتطلب أن يفكروا قليلا في مجموعة القيم التي يتبعونها في ممارسة السياسية، والتي تتنافي مع قاعدة المصلحة واستراتيجياتها. وهذا أمر يتطلب فتح نقاش وحوار بين عناصر المجتمع القبطي، ليتم اثراء الأفكار والمقترحات، التي تستهدف في النهاية، تشكيل نخبة قبطية في الاحزاب والمجتمع المدني، فضلا عن تشكيل نخب ثانوية من الشباب والفئات العمرية المختلفة، يكون هدفها تحسين أداء النخبة القبطية على المدى المتوسط والبعيد.

ودون أن يلعب الأقباط السياسية، فلا تنتظروا أن يأخذ صانع القرار الكندي بأولويات المجتمع القبطي، وهذا يتطلب أن يظهر هذا المجتمع القبطي أهميته، ووزنه السياسي، من خلال العضوية في الأحزاب، والمساهمة في حملات التبرع والتمويل للأحزاب والحملات الانتخابية..... الخ، وبعدها يستطيع صانع القرار أن يضع في حسبانه الوزن النسبي للمجتمع القبطي في قراراته، ولنبدأ عملية التفكير بصوت مرتفع لنتبادل الأفكار والمقترحات، من أجل تنشيط الجالية القبطية سياسيا على المستوى الفيدرالي الكندي، وكذلك داخل الأقاليم.