٢٠٠ صاروخ إيراني... والقتيل ”فلسطيني” ! تقارب بين ترامب وهاريس قبل شهر من انتخابات 5 نوفمبر القادم ”روبرتو باچيو” الرجل الذي مات واقفا ... دون داعي!‎ كما تتفاقم الأخطاء…كذلك أيضا تتوفر الفرص! اضطراب التسوق القهري... ”إدمان التسوق ” كبار السن.. بين الجنون والتقديس! ”تيتا زوزو”... وحلم الهروب من الجامعة من الخاسر في معركة لبنان‎؟! وصباح الخير يا سينا!! الخروج من القمقم أحد لم يفقد ”وتعرفون الحق...والحق يحرركم” (أنجيل يوحنا ٣٢:٨)

نعمات موافي تكتب: اما بين رؤيتي والأمل

تغني فريد الأطرش قديماً وهو يترنح بكلمات الطيش فى أغنية "لحن الخلود" التي كتبها مأمون الشناوي قائلاً: "الحب من غير أمل أسمي معاني الغرام"، بينما تشدو الست أم كلثوم بأغنية "الأمل" كلمات بيرم التونسي قائلة: "الأمل لولاه عليَّ لكنت في حبك ضحية .. ".. وأبتلع المستمعين التناقض وعاشوا مترنحين بين الطيش والعقلانية لنرى عقلاء يبحثون عن لحظات الطيش ليحيوا أسمى معاني الغرام، بعدها يتأوهون بصرخات الضحايا، لذة ساعة وحسرات دهور، ومن شدة الألم يرددون "تفيد بايه يا ندم وتعمل ايه يا عذاب".. وفات الميعاد.. وكما قال الحكيم فى أمثاله: " طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ...". وخلاصة الأمر في الانسان المخلوق على صورة الرحمن هو ثلاثي الأبعاد محصور بين روح وجسد ونَفسٌ تحمل موازين الإنسانية وهي الذهن "العقل"، والمشاعر "الإحساس النابض بالحب والحياة"، والإرادة الحرة التي تحدد رؤيتنا في مسيرة الحياة لأنهُ بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الإنْسان، أَمَّا الذي يربط الرؤيةِ بالأمل فَطُوبَاهُ.. عندما يحيا انسانيته التي هي صورة الرحمن ويحيياها بكل مفرداتها ويسلك فيها كملك متوج بالبهاء النابع من انسانه الداخلي المملوء بالمجد الإلهي.. فنراه ناجح ويفيض سلامه كنهر وهو فى ملئ الأفراح النابعة من داخله والتي لا تعتمد على الظروف المحيطة به من مواد أو ممارسات تجعله راضي عن نفسه.. وبينما من لا يعيش هذه الصورة "الرؤيا" الإلهية أي صورة الرحمن، فبلوعة "بئر" اليأس عنوانه، يغوص فيها مترنحاً في الاحباط متخبطاً بين الضياع والفشل والشعور بالعاجز والسقوط مضيعاً أوقاته أي عمره في البحث عن شماعة من الآخرين لتبرير فشلاته الدوامية، وهذا الضياع هو خطة مرسومة ووسيلة إبليسية وأجندة شيطانية فعالة ومحبوكة ينفذها جنود الشر لتدمير حياتنا، لأبعادنا عن أن نكون صورة الرحمن فيبثون في مشاعرنا بذور اللعنة التي تثمر في نفوسنا ثمار اليأس وفقدان الشهية والشغف للحياة ويسربون لأفكارنا كل الوسائل التي تقودنا للتخلص من هذا الجحيم الذى نعيشه بالاكتئاب الذى يقود في بعض الأحيان للانتحار والتخلص من الحياة وليس بالقتل وحده، بل يكون لنا اسم أننا أحياء ونحن أموات، وهذا ما قاله الطبيب لمريض الخطية، " أَنَّ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ".. أى انسان بلا أمل ولا حنو، مربوط الإرادة ويُحكم فيه روحيا بلا كرامة ولا يفهم، يشبه البهائم التي تباد، وهو قبل الموت قبراً مبيضاً، مملوء الفساد والنتان، يحيا ليشبع رغباته المادية. وكما قال عنهم الفيلسوف لسان العطر: "الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ".. وعندما لا تتاح لهم الاشباع بالأرضيات..  يقررون أن يتخلصوا من حياتهم أو حياة المحيطيين المسببين لهم الألم، وهذا سر انتشار جرائم الانتحار وأطلق عليها جرائم لأنها جريمة في حق الإنسان الذي خلقه الله على صورته وكرمه وحباه بالحب والرحمة والمغفرة الإلهية.. هؤلاء يحتاجون إلى وقفة حقيقية مع أنفسهم، وقفة لتفعيل الإنسان الروحي الموزون بموازين الحق والمحبة والفرح والسلام بداخلهم فينتصر علي نفسه ومشاعره السلبية فيختار الحياة فيحيا، ويُفعل الجين الإلهي بداخله ولا يطفئه، لينبت في ثناياه الأمل، ويحيا الهدف والرؤيا المخلوق من أجلها ليكون صورة الرحمن في الله القادر أن يقيمه من ظلمته، ويحيا في جدة الحياة أي الحياة الجديدة تاركاً الحياة العتيقة التي ضاعت بين الطيش واللا معقولية، فضع أملك وثقتك في الله لتكون حياتك وردة عطرها الأمل والوانها الحياة الإلهية التي تبث فينا المحبة والفرح والسلام والطهارة والالتزام والتعفف وطول الأناة والصلاح أي عدم الفساد ..... تتيقن أن القادم أفضل دائماً لتحيا حياة الرفعة والرقي من مجد لمجد دائماً، ولن تشعر ببرودة الشتاء لأن قلبك وعيناك مملوءة بالربيع دائماً وكما تخرج اليرقة من الشرنقة فراشة تحلق فى اجواء الحياة بألوانها تداعب الشمس بأجنحتها الرقيقة، مليئة بالبهجة والحياة، متيقنة أن الله هو القادر أن يحفظ وديعتها إلى المنتهى.. ليشبعها فى زمن الجوع، مخرجاً لها من الاكل أكُلاً ومن الجافي حلو الحياة.. انتفض الآن خارجاً من بلوعة يأسك وشرنقة احباطك معلنناً زمن التعويض بالخير والرحمة ورد المسلوب منك سبعة أضعاف.. استمد قوتك من القدير الذي خلقك على صورته صورة الرحمن فالراجون اياه يجددون قوة ويحلقون بأجنحتهم كالنسور، يركضون ولا يعيون، يمشون ولا يتعبون. دمتم أملاً وتحيون في الرؤية الالهية، مملؤون بالقوة وحياة المجد تشعون بهاءاً بصورة الرحمن.