٢٠٠ صاروخ إيراني... والقتيل ”فلسطيني” ! تقارب بين ترامب وهاريس قبل شهر من انتخابات 5 نوفمبر القادم ”روبرتو باچيو” الرجل الذي مات واقفا ... دون داعي!‎ كما تتفاقم الأخطاء…كذلك أيضا تتوفر الفرص! اضطراب التسوق القهري... ”إدمان التسوق ” كبار السن.. بين الجنون والتقديس! ”تيتا زوزو”... وحلم الهروب من الجامعة من الخاسر في معركة لبنان‎؟! وصباح الخير يا سينا!! الخروج من القمقم أحد لم يفقد ”وتعرفون الحق...والحق يحرركم” (أنجيل يوحنا ٣٢:٨)

مجدي حنين يكتب: ثلاثة غربان بحجر واحد

أمريكا شُرطي العالم، مؤدبة الشعوب، قاهرة الأمم، من الذي يقرر وأمريكا موجودة، من الذي يريد والبيت الأبيض لا يريد، إنهم هناك في أعالي الجبال هم التشامخ والمعنى الحقيقي لتكبر القلب. البداية كانت مثالية عندما كانوا يخافون الله ويتمسكون بالقيم التي تأسس عليها الاتحاد الأمريكي، ولكن رويدا رويدا زحفوا إلى اعلى المنحدر وهربت الأمور من زمام بابل ومثل كل الإمبراطوريات التي كان مسيطرة وأُبيدت، هذا ما هي عليه الآن ومع آخر رقصة لها على المسرح أرادت إن تصيب ثلاثة غربان بحجر واحد وهي بذلك تقامر بكل شيء على طاولة قمار واحدة، إما أن تكسب كل شيء أو تخسر كل شيء. فدفعت الروس لحرب أوكرانيا ومن خلال هذه الحرب ركزت على ثلاث قوى أولهم الصين، فحينما غزت روسيا أوكرانيا أصبح الوقت مناسب للصين لغزو تايوان بل وقامت أمريكا باستفزاز الصين عن طريق زيارة نانسي بيلوسى لتايوان ومرور حاملات الطائرات من بحر الصين من قبالة السواحل التايوانية أملا إن يستجيب التنين الصيني ويدخل حرب قاسية وطويلة. ولكن هيهات فالصينيون اذكى جدا من ذلك وهم يدركون تماما إن تلك الحرب سوف تعيدهم إلى نقطة الصفر ولم يبتلعوا الطعم الأمريكي بل وضعوا كل تركيزهم على دعم الاقتصاد وشراء العالم القوى الثانية التي أرادت إن تسقطها أمريكا هي أوروبا فمع تنامي سيطرة اليمين والقوميين على الحياة السياسية تتجه أوروبا إلى كسر طوق الرقبة الأمريكي والاهتمام أكثر بشؤون أوروبا الداخلية فدبرت أمريكا حرب أوكرانيا لزيادة عبودية أمريكا لأوروبا ولابتلاع اقتصاد أوروبا حتى آخر يورو فاندفعت أوروبا إلى الحضن الأمريكي أكثر واكثر خوفا من الدب الروسي. وهنا بدأت أمريكا بسحب الاستثمارات الأوروبية من أوروبا وتوطينها في أمريكا لأنها ملاذ أمنا وأيضا نتيجة غلق صنبور الطاقة الروسي باعت أمريكا الغاز لأوروبا بثلاثة أضعاف وبدأت مرحلة انهيار اقتصاد الدول الأوروبية حتى قبل بداية الشتاء.     إما الغراب الثالث والأخير الغير مهم لأمريكا هو جر روسيا إلى حرب طويلة الأمد في مستنقع أوكراني وحتى هذا فشلت فيه أمريكا باقتدار وضاعت أوكرانيا بسبب غباء أمريكا إذا مقامرة أمريكا فاشله وهي قد خسرت كل شيء، فالصين أصبحت أكثر قوة واقتصادها أكثر ثباتا، والشعوب الأوروبية فهمت إن الديمقراطيين الأمريكيين لا يصلحون ليكون أصدقاء، وروسيا تبتلع أوكرانيا وتهضمها ببطء وهدوء وسقطت سقطة بابل العظيمة.