احتفاء كبير بالكاتب خالد منتصر والكاتبة سماح أبو بكر عزت في كندا ”لامين” و ”ويليامز”... وخيانة الوطن The Erosion of Civility, A Canadian Crisis للمرة الـ4 في تاريخه.. منتخب إسبانيا بطلاً لـ”يورو 2024” رسميا... ريال مدريد يعلن موعد تقديم كيليان مبابي جوارديولا ... أفضل مدرب كرة قدم في العالم محامي اللاعب المصري الراحل أحمد رفعت يكشف تفاصيل الأزمة لماذا ينبغي تغيير ملابس السباحة المبتلة فوراً؟ هل يساعد خل التفاح على التنحيف؟ دراسة تؤكد ارتباط مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن ما أسباب تشنجات باطن الساق؟ غزوة موتيابا

أيام العوتمة

منذ عدة سنوات في احد أبحاثي المنشورة استخدمت هذا المصطلح (العوتمة) الذي اخترعته دامجة بين كلمتين هما العولمة والاعتام، ووقتها بهرتني فكرة عالم واحد قرية صغيرة، تعددية ثقافية، حقوق المعرفة، الملكية الفكرية، وشركات متعددة الجنسيات هذا كله كان أواخر الثمانينات أوائل التسعينات.

ففكرة العولمة والانفجار المعرفي واتاحة المعلومات بالإنترنت والثورة المعرفية انه من حق الجميع الاطلاع علي كل شيء حتى اسرار الدولة العليا، ومن حق المواطن ألا يعتم عليه اي معلومة.... وغيره من الشعارات التي اثبتت فشلها، فمن حق الوالدين معرفة كل شيء عن اولادهم إلا ما أعلنه الأولاد لهم، كذلك الدولة من حقها اعلان بعض الحقائق ولكن ليس كلها.

وهكذا اصبح عالمنا يتخبط بين ما هو صحيح وما هو خطاء، ما هو من حقي ان اعرفه وما هو ليس من حق الجميع الاطلاع عليه او الاطلاع على كل شيء؛ فمن حق المريض ان يعرف حالته الصحية على حقيقتها أو رأي طبي اخر يحجب الحقيقة عن المريض بحجة ان حالته سوف تسوء اكثر اذا عرف مدى خطورة حالته.

هل من حقي ان اعرف كل شيء؟ بدأ الأمر "نعم" من حقك ثم بمرور الأيام اصبح عليك ان تدفع حتى تحصل على المعلومة بعد أن كونوا داخلك اتجاه ادماني نحو المعرفة، فمتعاطي المخدرات يأخذ اول جرعة هدية ثم عليه بعد ذلك ان يدفع.

إن المعرفة في ذاتها سلاح ذو حدين يمكنه ان يساعد الانسان كما يمكنه ان يدمره ايضا. فالإنسان بطبيعته فضولي يحب منذ مولده ان يعرف، يمكنك ملاحظة سلوكيات الطفل منذ لحظات مولده كذلك اسئلة الطفل الدائمة عن كل شيء.

لذلك حذر الرب الإله ادم وحواء من الاكل من شجرة معرفة الخير والشر قائلا: يوم تأكلان منها موتا تموتا (تكوين 2: 17 ). لأنه عالم ان الانسان لن يحسن استخدام المعرفة. لكن الوضع مع المسيح والكتاب المقدس هو وضع مختلف فالرب يسوع قال: انا هو الطريق والحق والحياة( يوحنا ١٤ : ٦) وهو صادق في ذلك كما صرح لهؤلاء الذين يؤمنون به انه في العالم سيكون لهم ضيق لكن ينبغي لهم الثقة بانه قد غلب العالم (يوحنا 16 : 33 ).

كما قال الكتاب انه وهب لكم ان لا تؤمنوا فقط به بل ان تتألموا من اجله ايضا(فيلبي 1 : 29) والكتاب المقدس يؤكد ان يسوع المسيح وحده هو المذخر فيه كل كنوز المعرفة والحكمة والعلم (كولوسي 2 : 3 ) ويعلنها بولس لأعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته(فيلبي 3 : 10 ).

فالمعرفة شيء رائع ولكن إن توفرت في الموقف الصحيح وفي الوقت الصحيح، وهذا ما أكده يوحنا حيث اعلنها جهارا: تعرفون الحق والحق يحرركم (يوحنا ٨: ٣١ - ٣٢) .

فالكتاب المقدس صراحة يحذرنا من الخداع واستغلال جهل الناس وعدم معرفتهم، ملعون من يضل الأعمى عن الطريق (تثنية 27 : 18). لكن سياتي الوقت الذي تحجب فيه معرفة الرب فيصير جوع في الأرض ليس لشيء إلا لمعرفة الرب وكلمته (عاموس 8 : 12)؛ كما أيضا سيأتي وقت تمتلئ فيه الأرض من معرفة الرب كما تملأ المياه البحر(اشعياء 11 : 9).

لذلك عزيزي هل تؤمن به وتتمتع بمعرفته والشركة معه، فلك أن تعرفه من الكلمة المكتوبة اي الكتاب المقدس التي هي كلمة الرب الإله الحية والفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته (عبرانيين 4 : 12 )... أعرفه لأنه هو سبق وعرفك.