نسرين جمعة تكتب: الزواج المختلط بحب و لا من غير ؟؟؟

بقلم: نسرين جمعة
السؤال صراحة عفوا يوحى باللى بيطلب كشرى و يسألوه بتقلية و لا من غير ؟؟ معلش القافية حكمت , نخش فى الموضوع , فيه نسبة من البشر تزوجت من ناس مش من جنسيتها , و عاشوا فى أى من البلدين , مش قادرة أعرف النسبة كام فى العالم , ماعنديش احصائية , لكن شايفة إن الأمر ده مهم جدا سواء على المستوى الشخصى بالنسبة لحياة الزوجين , و على المستوى العام بالنسبة للدول و العالم ككل .
حابدأ بالنسبة للمستوى الشخصى , عندى قناعة إن كل روح خلق لها زوج فى مكان ما , تهيم الروح على وجهها حتى تجد نصفها الآخر لتسكن إليه, و ده ما نطلق عليه حب حقيقى متجرد , يعنى لا وجود للمادة بأى شكل من الأشكال , بعد كده تأتى المادة للمعيشة , مافيش أى غرض أو مصلحة من هذا الزواج سوى الحب , السكن فقط , هذا الزواج ناجح بغض النظر عن جنسية كل من الزوجين المختلفة , أكيد بيحصل تطبيع متبادل للهوية و الثقافة و بيصلوا لأفضل ما يمكن , و بتكون الحياة فيها مثمرة أكثر نظرا للمعرفة المختلفة , يعنى بيكون فيه ثراء فى العلاقة , فضلا على مواجهة التحديات المختلفة سويا , يعنى مثلا لما زوجة مصرية و الزوج كندى تجدهم مهمومين بمشاكل وطنين , تجدهم على دراية أيضا بكل مافى هذين الوطنين , بالتالى أولادهم ستنقل لهم هذا الثراء المعرفى .
أما لو كان هذا الزواج تم لمصلحة ما لأحد الطرفين أو لكلاهما و لم يكن سكن , نتصور الوضع كيف يكون ...
أما بالنسبة للدول , ده بيزيد من ارتباط الدول ببعضها و زيادة أعداد المنتمين له , و على الدول أن تستثمر هذه العلاقات الإنسانية فى تنمية الوعى فى دولهم و الاستفادة من خبرات هؤلاء المواطنين بشكل أو بآخر , فليكن لكل وطن مستشار من هؤلاء فى كل المجالات , حتى يتم الفهم الصحيح للقضايا المختلفة و أخذ آرائهم فى الاعتبار و أخذها مأخذ جد, بالتأكيد من يريد نفع وطنه سيعتنى بآرائهم , كما أنها ستقلل من نسبة المشاكل التى تحدث بين الدول و بعضها البعض , التواصل الإنسانى من أهم انجازات أى أمة تريد التنمية الحقيقية و نفع الناس.
بالنسبة للعالم , نحن بحاجة على هذه الأرض لقوة ناعمة جديدة ,قوة إنسانية تسعى للتعايش بسلام , الشعوب من حقها العدالة الإنسانية , المساواة , الحرية بما فيها حرية الانتقال المفقودة فى كل دول العالم , العالم بحاجة لتتضافر الشعوب لاثبات قوتهم و وحدتهم , و نزع حقهم ممن يحتكرون حكم العالم من أجل حفنة أموال من تجار أسلحة , لتجار بشر , لتجار أدوية , تجار مخدرات ...و ما يستحدث من غسيل أموال و ماهو تاريخى كالمافيا .
لا نستهون بالعلاقة الإنسانية البسيطة بين زوجين مختلفين فى الجنسية و الهوية و لكنهم مكملين لبعضهم البعض , هذه حكمة الخالق و ما العالم إلا فى الأصل آدم و حواء.
نسرين جمعة
[email protected]