٢٠٠ صاروخ إيراني... والقتيل ”فلسطيني” ! تقارب بين ترامب وهاريس قبل شهر من انتخابات 5 نوفمبر القادم ”روبرتو باچيو” الرجل الذي مات واقفا ... دون داعي!‎ كما تتفاقم الأخطاء…كذلك أيضا تتوفر الفرص! اضطراب التسوق القهري... ”إدمان التسوق ” كبار السن.. بين الجنون والتقديس! ”تيتا زوزو”... وحلم الهروب من الجامعة من الخاسر في معركة لبنان‎؟! وصباح الخير يا سينا!! الخروج من القمقم أحد لم يفقد ”وتعرفون الحق...والحق يحرركم” (أنجيل يوحنا ٣٢:٨)

خطورة عرض ”الحشاشين” الآن ... وليس بعد ٢٠ سنة

من أفضل ما عرض في رمضان هذا العام بل من أفضل ما عرض على شاشات التلفزيون المصري من عشرات السنين هو مسلسل الحشاشين، إن العمل كمادة فنية هو إبداع غير مسبوق للدراما التاريخية المصرية عندما تشاهد المسلسل من الوهلة الأولى ترى أمامك أوركسترا فيلهارمونى من الممثلين والتصوير والمونتاج حتى أن تحرك الكاميرات وأماكن التصوير والتسلسل الدرامي كلها متداخلة بتناغم غاية في العزوبة والإبداع.

فما لك إلا أن تجلس وتسترخي وتتفاعل مع الأحداث كأنك جزء منها وقائد هذا الأوركسترا يجب المحافظة عليه إن كنا نرغب في رقى الذوق العام المصري أما من جهة تأثير العمل الفني على المجتمع فإني اجزم بان هذا العمل عرض قبل أوانه على الأقل بعشرين سنة، وان المجتمع المصري والعربي غير مستعد لفهم وتطبيق بل واستيعاب لعمق مضمون هذا العمل بل موقن أن هذا المسلسل سيكون له مردود كارثي على الشعوب العربية كلها لان الشعوب العربية عامة والشعب المصري بصفة خاصة أصبح مستقطب بين قطبين.

الأول هو التدين الظاهري والمصطنع من الجهل وعبودية رجال الدين وعدم المعرفة وقلة القراءة والخرافات المصنعة، أما القطب الثاني الذي استفحل أمره جدا وخصوصا بين الغوغاء هو الحشيش والمخدرات، بوجه عام، إن فكرة خلط الإيمان بالطاعة بالجهاد، وحماية رجال الدين بالتسلط والسيادة والحكم هي طريق رجال الدين التي يستخدمونها بكل حنكة ومكر وذكاء ليسيطروا على الشعب الجاهل المنبطح لأفكارهم، والجاهل أساسا بشؤون دينه والباني إيمانه على ما يلقى له من فتات، يلقى إليه من تجار الدين.

والمشكلة الحقيقة إن بلادنا العربية بما فيها مصر لديهم ما يكفي من أفكار الباطنية المتمثلة في القتل لإعلاء الدين والخلاص من المعارضين سواء الذين من نفس الدين أو أديان أخرى لإرضاء الله، ونيل الثواب بعد الموت. وعندنا أيضا الآلاف من شخصية حسن الصباح في مجتمعاتنا نوفر لها الحماية ونمكنهم من عقولنا ونأمنهم على إيماننا وقلوبنا.

ففي المسيحية في مصر أصدروا امر بقتل أسقف عالم ناسك زاهد كان كل هدفه تصحيح وتنقية الكنيسة الأرثوذكسية من الخرافات المصنعة والعجائزية الموضوعة بواسطة الناس لا الله، والدعوى إلى زهد الأساقفة والرهبان بدل من المظاهر الباطلة، فأرسلوا اثنين من الرهبان المفتونين بحلم الجنة ليقتلوه ويستريحون منه.

وفى الإسلام الداعية المشهور أبو إسحاق الحوين يحث اتباعه على الغزوات والسبي حتى يصبحوا أثرياء، وأيضا الشيخ محمد حسان يأمر اتباعه بقتل وحرق البهائيين فيذهبون ويقتلون البهائيين العزل فى بيوتهم ويحرقون أجسادهم.

إذن مجتمعاتنا العربية مجهزة ومستعدة لظهور طائفة حشاشين جديدة ولكن في ثوب وأسلوب عصري، والخوف كل الخوف من تبني أحد رجال الدين لفكرة خلط قطبي المجتمع لاستنساخ فكرة حشاشين جديدة، تذر ولا تبقى.

نعم إن مجتمعاتنا العربية وخصوصا مصر المتسلفة غير قادرة الآن على استيعاب ما تحمله فكرة هذا المسلسل أو فهم الهدف منه لان عقول المصريين محبوسة بين المكيفات بأنواعها والتدين ببدعه، فكان يلزم أن يعرض هذا المسلسل بعد ٢٠سنة من الآن، وهى الفترة التي من الممكن أن يشفى فيها المجتمع المصري من تأثير التدين الظاهري والفراغ الفكري بشرط أن تسمح القيادة السياسية بإطلاق أيدى التنويريين المغلولة أصلا بفعل الأزهر، والكنيسة متمثلة في الأساقفة والرهبان، وبعدها يمكن للعقل الجمعي المصري أن يستنير ويسترد طبيعته الأصيلة وعند ذلك يستطيع أن يفهم هدف مسلسل الحشاشين بدون وصاية من احد.