إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة استريحوا قليلا

إعلام الغرب عندهم ... سامسونج زينا

اتعودنا الفترة الأخيرة، في أداء بعض من وسائل الإعلام المصري، أن نتندر أحيانا على ازدواج المعايير، أو لما نسمع خطاب إعلامي موحد في اكتر من قناة، تتطابق رسالته بالحرف مع بعضهم البعض، فنواجه الأمر بسخرية ونطلق الافيه الشهير "إعلام السامسونج"، كتعليق ساخر على الواقعة الشهيرة، التي كانت بطلتها إحدى المذيعات، حين كانت تقرأ الاسكريبت الموجه، ثم نسيت في آخر الخبر وقالت: تم الإرسال من جهاز سامسونج!!

إلا أننا اكتشفنا بعد طوفان الأقصى وما تلاه من أحداث...أو بعضنا اكتشف ما كان معروفا من البداية، أن نفس الخطاب الموحد، والرسالة الإعلامية المنحازة أحادية التوجه، حاضرة أيضاً في الإعلام الغربي الذي كنا نظنه منارة للموضوعية، والمادة الخام للمصداقية وحامي حمى ميثاق الشرف الإعلامي.. لكن ولأن الناس مقامات، فلا اعتقد أنهم يستخدمون السامسونج، فلديهم أحدث أجهزة الآي فون..

منذ أن بدأت الحرب، بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. واستحوذت أحداثها على اهتمام العالم وما ظهر منها في النقلة النوعية لأساليب المواجهة، وما حدث من حجم الخسائر والفشل العسكري غير المسبوق للمحتل الصهيوني، وبرغم فداحة الثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني .. لكن إن كان لهذه الحرب من مكاسب، فهي كشفت القناع عن أشياء عديدة، منها وعلى رأسها الإعلام الغربي.. الإعلام الابيض الموضوعي المستقل جدا ..الذي كان طول الوقت يروج لنا كنموذج وقدوة في المهنية والموضوعية وحرية التعبير. والمصداقية في تداول المعلومات والأخبار والتحليلات ..لكن كل ذلك الزيف كشفته حرب الإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل، وأوقعت آخر ورقة توت كانت تستر عورات الإعلام الغربي

اكتشفنا الواقع الإعلامي لهؤلاء، وفلسفته واستراتيجيته.. اكتشفنا ما كان يجب اكتشافه من زمن .. إن أي وسيلة إعلامية لها مالك وممول يدفع الأموال. وهذا المالك له أجندته وسياسته ورسالته الأحادية التي يريد إيصالها. هذه الرسالة تعمل كمصفاة، تطرد من لم يستوعب أهدافها الحقيقية.. ويمر من خلالها المذيع أو المراسل.. المعد أو المخرج، الذي لقط الإشارة، وعرف من أين تؤكل الكتف، وأدرك توجه القناة ونوع الرسائل الذي مهمته تمريرها. وما هي الرسائل التي يجب أن تُدفن وتُحجز.. أو تختفي تماما.

تلك هي الحقيقة التي كشفها أداء الإعلام الغربي، وهذا هو الواقع الإعلامي الحقيقي وخصوصاً في الغرب.. الإعلام الأوروبي والأمريكي، والمؤسسات الإعلامية العريقة ذات الأسماء الرنانة والتاريخ البعيد، اكتشف بعضنا متأخراً، ونحن ننتظر منها المهنية والمصداقية المزعومة، ان الذي يقوم بالصرف عليها دول وحكومات وأجهزة مخابرات.. وسائل اسمها إعلام، لكن في حقيقتها، هي سلاح، قيمته تتساوى، بل أحيانا تفوق عن أهمية الطائرات والصواريخ والمدرعات.. الإعلام.. السلاح الذي يقدر أن يشعل حرباً أو يوقفها. ويشيطن الملائكة أو يضع الأجنحة البيضاء فوق أكتاف الشياطين.. وحدها فلسطين جعلتنا وجعلت حتى شعوبهم في الغرب ترى الصورة الواقعية لهذا الإعلام المغرض صاحب العين الواحدة.

فلسطين جعلتنا ولأول مرة، نرى الشعب الأمريكي والعديد من شعوب أوروبا، مع سيل عمليات القتل والجرائم على رؤوس الأشهاد في غزة.. رأيناهم مصدومين وغير مصدقين لما يشاهدون ويسمعون من أداء إعلامهم، وطريقة عرضه للأحداث، ممارسات فتحت أعين الكل على حقيقة الإعلام الغربي. والكم المهول من التدليس والكذب وازدواج المعايير، بل وأيضاً وصل للمساندة والدعم العلني، لجيش يمارس جرائم حرب كاملة الأركان.. وحرب إبادة جماعية، لا تحتاج لمجهود حتى توصف بأنها عملية تطهير عرقي.. انحياز الكامل لإسرائيل ورواياتها التي لا تنطلي على طفل صغير.. إعلام هرع بالأوامر لإنقاذ كيان يعيش أضعف أيامه منذ حرب أكتوبر 73

إسرائيل استنجدت بشكل واضح وعلني بالغرب الديمقراطي المتحضر. وإعلامه الذي لا يقل عن حكامه وضاعة وخبث.. عملية طوفان الأقصى فعلت كل ذلك.. هي من أخذت الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين، من مرحلة الطرف القوي، الذي يمارس بكل أريحية وهدوء عمليات القتل والحصار والانتهاكات والاعتقالات، دون صخب وتركيز إعلامي وجعل الكل يستيقظ على عملية غير عادية، خطورتها على الكيان الإسرائيلي ومصلحة الغرب في المنطقة، كانت أكبر من قدرتهم على استكمال أكذوبة الحياد والموضوعية.. من هنا تخلى الإعلام الغربي عن نظرية الرقص على السلم في التناول الإعلامي لما يخص طبيعة الصراع، فقرر الغرب خلع برقع الحياء علانية.. وألقى بعيدا لافتات الإنسانية والحرية وحقوق الإنسان.. أمن إسرائيل واستقرارها ومصالحهم في الشرق الأوسط خط احمر ولم يعد

للغرب رفاهية ادعاء الحياد وحل القضية بشكل عادل يحقق السلام للمنطقة وكل تلك المسكنات والأكاذيب القديمة.. من هنا سقطت كل الأقنعة، وظهر الوجه الحقيقي للإعلام، يعبر عن وجهة نظر حكامه ومهمته تمرير رواياته ورسائله.. كل القيم المزيفة التي كانت تروج عن الصدق والمهنية سقطت للأبد على يد المقاومة وصمود أهل غزة.. وأخيرا.. اللهم نصرك لأهلنا في فلسطين على تتار العصر، وجنب العالم كله ويلات الحروب.