From Speed Cameras to Street Violence: The Challenge to State Power المهرجان الثاني لفنون الشرق الأوسط.. احتفالية الثقافة والإبداع والتراث ”روايتان جديدتان تتحديان المحرمات في ندوة إنسانيون الثقافية” الاستقواء بقوانين الازدراء تشارلي كيرك ”شهيد الكلمة” ... و”فرج فودة” الغرب كورال هوس إيروف يضيء ويرتل أنغام السماء في شرق كندا أنا حمار... أنت مش عارف أنا أبن مين ؟!‎ بين التقليد والتجديد.. صِراعٌ أم تكامُل؟ هل عرف المصريين قيمة الرئيس السيسي؟‎ كيس الشيبس: أنا عملت كل ده؟!! اعملوا مادام نهار

حين يتعلق الأمر بالحوسبة... فلا تحدثني عن الكهربا !!

كان صباحاً مشرقا، وسماء تبشر بيوم صحو لطيف، يلوح من وراء ستائر شباك غرفة نومي .. استيقظت على صوت نعيق طائري المحبب، وتميمة حظي المفضلة الغراب، الذي ما إن سمعته حتى انفرجت أساريري، ونهضت متفائلا مرحا مقبلا على الحياة، ثم كعادتي التقطت هاتفي بشكل تلقائي للاطلاع على أي مكالمات أو رسائل قد وصلتني أثناء نومي .. وقعت عيناي على رسالة تفيد بأنه تم تسجيل مخالفة مرورية قد ارتكبتها على طريق المنصورة شربين، موثق بها الوقت والتاريخ بدقة، مع تنويه في نهايتها، أن التظلم أو دفع المخالفة لاستخراج براءة الذمة، سيكون في أقرب مكتب بريد

شعرت للحظات بإحساس الذنب وتأنيب الضمير بسبب ارتكاب تلك المخالفة، برغم إني لم أسلك في حياتي طريق شربين المنصورة، علاوة على إني لا أمتلك سيارة من الأساس .. لكن لا بأس، لن ادع أي شيء يفسد يومي، وقررت أن اذهب في اليوم التالي إلى مكتب البريد لأتظلم، وحتى إن لم يُقبل تظلمي، فسأدفع بكل رضا قيمة المخالفة كأي مواطن صالح، لديه شجاعة الاعتراف بتقصيره وتحمل مسئولية أخطاؤه

ثم قمت بالاتصال بالأسطى درويش السباك ليجري بعض الإصلاحات البسيطة في الحمام، فاعتذر لي لانشغاله بكورس برمجة في مسطرد، ولم يكن لدي الكثير من الوقت، فذهبت إلى موعدي مع الطبيب المعالج للمرارة، وفوجئت أنه قد أغلق العيادة معلقاً على بابها لافتة تفيد بغلقها إلى أجل غير مسمى حتى انتهاؤه من الحصول على شهادة خبرة في مجال الحوكمة السحابية.. انتابتني الدهشة!!

فقد تحدثت معه من قبل، وأعرب لي عن نيته في ترك مجال الطب وبأنه كلف أحد أصدقائه في عمل دراسة جدوى عن فتح سلسلة محلات كشري بإمبابة والكيت كات وكفر طهرمس. . لكن لم أعلق على الأمر وتحركت إلى موقف الميكروباص بمنطقة عين شمس كي اتجه إلى أحد أصدقائي الذي يمر بحالة نفسية صعبة، كي أواسيه على فشله في المحاولة الرابعة للانتحار، فوجدت الموقف وقد خلا تماما من أي سيارة، فاتجهت إلى ناظر المحطة لأساله عما حل بالموقف، فرفع عينه من فوق اللاب توب ونزع إحدى السماعات من على أذنه وقال لي: كل السائقين عرضوا سياراتهم للبيع وهما دلوقتي موزعين نفسهم على مراكز لتعليم مبادئ الرقمنة، وبياخدوا كورسات في الذكاء الاصطباحي .. استأذنك تسيبني دلوقتي عشان فيه شوية خواريزمات كده معصلجة معايا ..

قررت العودة للبيت، ووجدت الكهربا قاطعة، فانتهزتها فرصة للاستغفار، والجلوس مع النفس للتفكير والتأمل، ومع عودة التيار الكهربائي وصيحتى المعتادة: النور جه، النور جه، يلا نهيص ونقول هييييه.. اتخذت قراري ببيع الشقة والعفش، ورهن القرنية وإحدى الكليتين والاستثمار في مجال الميكنة وقواعد الحفر على الناشف والله الموفق والمستعان.