حضور كبير بمهرجان فنون الشرق الأوسط والبعض يصفه بـ ”الأروع على الإطلاق” غضب الشباب يتصاعد بتونس.. فهل يتكرر سيناريو ”ثورة الياسمين”؟ بطرس غالي من «الدفاتر القديمة» إلى المشهد الاقتصادي المصري التوتر مستمر مع مصر.. إثيوبيا تصعد بتحرك عسكري جديد في الصومال مرض أسوان الغامض.. تضارب في أرقام وزير الصحة ورئيس الوزراء.. والمحافظ: الأمور تحت السيطرة تعديلات على إجراءات منح الإقامة الدائمة في كندا إهانات بين بوليفير وسينغ في البرلمان ترودو يعين أنيتا أناند وزيرة للنقل المحافظون يفوزون بانتخابات شرق أونتاريو اعتماد تقنية أمنية جديدة في مطارات كندا ارتفاع معدلات الجريمة في أكبر مدن كندا خرافة التيجاني والعقل البتنجاني

حيرني هذا القبطي‎

تُري ما هي فرصة حصول الأقباط على نصف حقوقهم في بلدهم الأم؟! في ظني هذه الفرصة تقترب من الصفر! عزيزي القارئ هذا ليس تشاؤماً ولا نظرة سوداوية للأمور، ولكنها وبكل أسف الواقعية... والواقعية فقط!

هناك عدة عوامل تجعلني أؤمن أيماناً راسخاً بأن الأقباط لن يحصلوا على شيء حتى ولو بعد ألف قرن من الآن، وأهم هذه العوامل هم غالبية الأقباط أنفسهم، فعلى مدار العصور ونتيجة للظلم والقهر والتهميش الذي عاشه ويعيشه وسيعيشه القبطي، أصبح غالبية الأقباط لا يصدقون أن لهم حقوق من الأساس فما بالك بالحق في المواطنة، القبطي أصبح يعيش حالة من اللا معني تتمركز حول التفاني في إرضاء من حوله من الأغلبية بالقول والفعل والتنازل تجنباً لغضب هذه الأغلبية.

وأصبح النفاق وسيلة عند الغالبية العظمي من الأقباط لإرضاء الجميع! القبطي الذي يردد صباح مساء في الكنيسة بكل إيمان لا تخافوا، هو نفسه الذي يخرج من الكنيسة وهو يخاف من كل شيء وعلى كل شيء! ولا ألوم على أحد منهم هذه الازدواجية الغير منطقية فما عاناه الشعب القبطي كان كفيلاً بأن يمسخ الشخصية القبطية مسخاً نهائياً ولكن في الشخصية القبطية شيئاً محيراً لا أستطيع فهمه إلى الآن.

الأقباط شعب أستطاع رغم كل هذا الاضطهاد الاحتفاظ بإيمانه ولم يتنازل عنه، ضيقوا عليه الطريق وأخذوا أمواله وحاربوه في رزقه وقوت يومه واضطهدوه وأهانوه وقتلوا أبناؤه وخطفوا بناته ورغم ذلك لم يترك إيمانه! هذا القبطي الذي أرتضى أن يعيش مهمشاً حتى أصبح لا يجرؤ على استجداء حقوقه هو نفس القبطي الذي لا يترك إيمانه حتى إلى الممات!

وهنا يأتي السؤال لماذا يخشى القبطي أن يطالب بالحقوق؟! هل لأنه وقر في قلبه وصدق على ذلك عقله أنه لا حقوق له أو أنه نصف مواطن؟! أم أنه فقد الأمل في تلك الحقوق فأصبح لا يرى جدوى في المطالبة بها؟! أم أن هذا ما زرعوه بداخله ولا سبيل لاقتلاع هذا اليقين المتجذر في أعماقه؟! حيرتني هذه الشخصية القبطية ولكنها تظل شخصية احتفظت بكل هذه التناقضات داخلها، الأقباط شعب من أقدم شعوب الأرض هم أصحاب تاريخ يرجع لآلاف السنين وهم امتداد للفراعنة، فهذا الشعب يحمل في جيناته أصالة وصلابة وحضارة نادرة الوجود، شعب تحمل قسوة الظروف والاضطهاد والظلم والبطش وما بدل تبديلا!

هذه الصلابة والقوة الداخلية رأيتها في صورة أقباط قرية الفواخر وهم يصلون في منزل بائس مع الأنبا مكاريوس ليلة عيد القيامة بعد ما حدث لهم قبل العيد من حرق للمنازل ومحاولة اغتصاب النساء وخطف الأطفال! رغم كل شيء ذهبوا للصلاة! رغم عيدية الدولة عليهم كعادة الدولة الظالمة في كل مناسبة ولكنهم شعب يأبى الانكسار.

وهنا أود أن أوجه ثلاث رسائل، أولهما لأقباط الفواخر، أنتم أصل هذا البلد، والرعاع المجرمون الذين حرقوا منازلكم وحاولوا اغتصاب نسائكم وخطف أطفالكم لابد وأن يقدموا للعدالة وإن لم تفعل الدولة ذلك، فحق علي كل قبطي حول العالم داخل مصر وخارجها أن يفضح ما فعلته وما تفعله الدولة بكم، أما الرسالة الثانية فهي لنيافة الأنبا مكاريوس ، أنت هو العطر الباقي من سلالة الأساقفة الذين قرأنا عنهم في كتب التاريخ، نعلم قدر الضغط الذي يُمارس عليك ونعلم أنك لست منافقاً ولا تبتغي وجه السلطان ولا تخشي من السلطة، أنت في قلب كل الأقباط الأحرار يا أبانا، نفرح برؤيتك ونتذكر عطر كنا قد اقتربنا على أن ننساه!

أما الرسالة الأخيرة فهي للمجرم مدير مدرسة الفواخر الذي أهان التلميذات القبطيات أمام زملائهن، وأقول له: في دولة غير هذه التي تحيا فيها كنت ستحاكم بالقانون على جريمتك ولكنك تحتمي باللا قانون يا ابن تلك المرأة التي لو أحسنت تربيتك لما فعلت ما فعلت!

وسمعت أنه يتداول أنه حين جاء الأهالي ليشتكوا ويعترضوا بكل احترام على ما فعلته ببناتهم قمت بطردهم بل وقلت لهم بكل عجرفة "أنتوا متعرفوش أنتوا بتكلموا مين وأنا أبن مين؟!" وأنا أرد عليك السؤال: هم لا يعرفوا أبن من أنت؟! ولا أظنك أنت تعرف!