From Speed Cameras to Street Violence: The Challenge to State Power المهرجان الثاني لفنون الشرق الأوسط.. احتفالية الثقافة والإبداع والتراث ”روايتان جديدتان تتحديان المحرمات في ندوة إنسانيون الثقافية” الاستقواء بقوانين الازدراء تشارلي كيرك ”شهيد الكلمة” ... و”فرج فودة” الغرب كورال هوس إيروف يضيء ويرتل أنغام السماء في شرق كندا أنا حمار... أنت مش عارف أنا أبن مين ؟!‎ بين التقليد والتجديد.. صِراعٌ أم تكامُل؟ هل عرف المصريين قيمة الرئيس السيسي؟‎ كيس الشيبس: أنا عملت كل ده؟!! اعملوا مادام نهار

دردشة…بالعربي الفصيح:

”على حافة الإلحاد!!!”

بعد أن لَفَتّ نظر حضراتكم لهذا العنوان المثير، اسمحوا لي أن نتخيل سوياً هذا السيناريو:

كان لديك صديق عزيز في نفس البلد؛ كنتما بالحقيقة أصحاباً. تسألان على بعضكما البعض، تساعدان بعضكما البعض، تناجيان بعضكما البعض…الخ! لكن مع الوقت أخذتك مشاغل الحياة عنه، وبدلاً من التواصل اليومي الحميم، أصبحتما تتواصلان مرة واحدة في الأسبوع! ثم لم يمض وقت طويل، إلى أن قل ذلك التواصل تدريجياً ليصبح شبه معدوماً؛ فما عاد يخطر صديقك على بالك إلا أحياناً، وتتردد في الاتصال به لأنك لا تجد عذراً مقبولاً تبرر به هذا الجفاء! فأصبحت تخجل من مواجهته، بل وتحاول جاهداً أن تتحاشاه، لأنك لا تحتمل الإحساس بالذنب كلما رأيته!

وعلى الرغم من بشاعة الموقف، إلا انه متعارف عليه اجتماعياً ويحدث مع معظمنا؛ لكنه قد يتدهور أكثر إلى الآتي:

تبدأ في سؤال نفسك: لماذا لا يبادر صديقي بالكلام، ما دام لا يزال متواجداً في نفس المكان؟! وتنخرط بعدها في إيجاد الأعذار لنفسك ليصير هو أيضا ملاماً! وقد يخيل لك عقلك وقتها انه يبغضك!! وإذا أسلمت نفسك تماماً لهذا الفكر السلبي، ستبدأ، لا إراديا، في كراهيته واعتباره عدوك!

ومع هذا القلق المزمن، سيكون من الأفضل لك أن تتناساه أو تفترض عدم وجوده إلى أن يبادر هو بالتواصل معك من جديد! وإن لم يفعل، ستتمادى في إقناع نفسك بعدم وجوده والامتناع عن ذكر اسمه في المجالس؛ وقد تخفي سيرته عن أولادك، وإن اضطررت، فلن تذكر إلا مساوئه، فتحثهم هم أيضا على كراهيته لتعزيز موقفك!

كل تلك التطورات بدأت بفتور بسيط في العلاقة، ما لبث أن تضخم مروراً بسلسلة متتالية من آليات الدفاعات النفسية! وهكذا تحول الجفاء إلى ذنب، وتحول الذنب إلى غضب، والغضب إلى عداوة، والعداوة إلى إنكار وجود...الخ

لكن هل لاحظت أن المشكلة بأكملها بدأت وانتهت في خيالك أنت وحدك، قد لا يكون لها أية علاقة بما حدث في الواقع! بنفس الأسلوب، علاقتنا بالله قد تفتر إلى تلك الدرجة!!! الفارق الوحيد هو أن الأصدقاء قد يتغيروا فعلاً تجاهك، لكن الله لا يتغير؛ فالله محبة!

قد يرى البعض أن الإلحاد أكثر تعقيداً من ذلك! فهو عقيدة عميقة بها فلسفة مبنية على براهين وخلافه! هذا صحيح بلا شك، لكن الإلحاد لا يبدأ من عدم، ولا يظهر فجأة في كامل صوره! لكنه يتكوّن تدريجياً! فالإيمان بالله هو علاقة كأي علاقة بشرية، تحتاج إلى وقت كافي حتى تكتمل، وإذا توترت لا تنتهي بين يوم وليلة، بل تحتاج لبعض الوقت! وحين انتهت تموت معها المشاعر! وهذا هو الإلحاد في أبسط صوره؛ هو انقطاع العلاقة مع الله، وبالتالي هو موت الله في عين الملحد آجلاً أم عاجلاً!

لهذا السبب وجب الحذر، حتى لا تجد نفسك على حافة الإلحاد، فينشأ عنك جيل جديد لا يعرف الله، أو يعتبره مجرد أسطورة!

قد تكون أنت البداية!!!