قرار الفيزا وسحابة الصيف التي ولت Canada’s New Immigration ... A Miscalculated Crisis بعد لاس فيغاس.. أبوظبي تبني ثاني مجسم عملاق للكرة الأرضية مواطنون يرسلون حيواناتهم الأليفة للعمل في المقاهي جدري القردة يودي بحياة أكثر من ألف شخص الجلوس الخاطئ في السيارة قد يهدد حياتك! ما هي ”نظرية أكتوبر” التي تساعد على تنظيم حياتك؟ شخصان يتواصلان في الأحلام.. فيلم ”إنسيبشن” يتحول لحقيقة نصائح مثالية لمواجهة مخاطر المعاملات المصرفية عبر الإنترنت تسلا تقدم طلب تسجيل ”روبوت تاكسي” علامة تجارية حصرية فوبيا ”الشَعر” ... وفوبيا الحياة هل تفكر مصر في تصنيع السيارة الكهربائية؟

وللمشاهير أيضًا مشاعِرٌ وكرامة!

كل يوم تزداد التساؤلات بشأن ذوبان الحدود بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي، وتحوُّل تلك الظاهرة إلى سِلاح للتلاعب بالعقول ومن ثم توجيه أفعال وسلوكيَّات البشر، فالأكاذيب صار يتم تضخيمها وتغذيتها بالبهارات لتُحقق أهدافًا تُذكرنا بمقولة وزير الإعلام النازي جوزيف جوبلر: "اكذب اكذب حتى يُصدقك الآخرون"، وما من وسيلة للكذب أكثر سهولة من بث الصور والفيديوهات والمقاطع المصورة من عشرات ومئات الحسابات المجهولة عبر وسائط التواصل الإلكتروني ليعتبرها الأفراد في المُجتمعات غير الواعية من الحقائق المُسلَّم بها!

كما اعتدنا بين حينٍ وآخر منذ توحّشَّت آثار وسائط التواصُل الاجتماعي وتمدد تأثيرها على حياة البشر في العالم الواقعي؛ انفجرَت مؤخرًا حكاية نجم من نجوم الغناء في العالم العربي استفزَّهُ أحد الحاضرين إلى درجةٍ دفعتهُ لصفعِه واقصائه عن المسرح، وكالمُعتاد من ردود أفعال عامَّة الناس هذه الأيَّام تجاه أفعال المشاهير؛ تم تضخيم الحدَث باعتبار المُطرب ذاك الغول المتوحش الظالم المُتجبّر الذي يصب جام غضبه على جمهوره، وعادت أسطوانة "الدفاع عن الغلابة" وإن كانوا وقحين غير مُهذبين لإزعاجنا من جديد، وتذكيرنا بمستوى انحطاط الوعي الذي توّرَّطَت به البشريَّة بسبب فوضى اختلاط الطبقات المُجتمعيَّة في العالم الافتراضي غير الانتقائي، ثم انفجرَت ماسورة الحكايات (التي لا يمكن إثباتها أو تأكيدها بأي شكلٍ من الأشكال) من أشخاص يزعمون أنهم صادفوا المُطرب خلال حياتهم العامَّة فتعامل معهم بعنجهيَّة وغرور وربما في أماكن لم يدخلها ولم تطأها قدمه طوال حياته أساسًا!

ما حدثَ في تلك القصة يُذكرنا بمقولة الأديب المسرحي جورج برناردشو: "يستفزونك ليُخرجوا أسوأ ما فيكَ ثم يقولون هذا أنت، لا يا عزيزي.. هذا ليسَ أنا؛ هذا ما تُريده أنت"! إذ بينما تعمَّد الشاب الصعود إلى المسرح دون استئذان، والالتصاق بالمُطرب، ووضع يده على جسده دون احترام للحدود، ومحاولة إجباره على التقاط صورة معه، اتخذ وضعيَّة الضحيَّة مُطالبًا برد اعتبار معنوي ومادي مُقابل الصفعة التي كان سببًا في حدوثها! والعجيب أن هناك من يُسرفون في تحريضه على عدم قبول أقل من رد الصفعة للمطرب أمام الآخرين لاسترداد شرفه وكرامته المُهدرة!

المشاهير هم الآخرين "بشر" مثلنا، يجب احترام حدود خصوصيتهم النفسية والجسدية كما نُصر على احترام حدودنا، ليس من المعقول اعتبارهم مجرد "ملطشة" لمن هب ودب لمجرَّد أن أسماءهم معروفة وصورهم تظهر عبر وسائل الإعلام! يجب إيقاف تلك التريندات السخيفة عند حدودها لأنها تنال من سُمعة أشخاص لهم وزنهم وقيمتهم العالية في مُجتمعاتهم لمصلحة أشخاص فارغين "يستهبلون" أو محتالين يتعمدون استفزازهم لجني المال مُقابل صمتهم دون وجه حق، وتنال من عافية المشاهير النفسية ومشاعرهم وكرامتهم التي يجب أن تظل حقوقها محفوظة مثل غيرهم، لئلا يؤدي شعورهم بانعدام الأمان وعدم توفير الحماية الكافية إلى اعتزالهم الإبداع.