أنصر أخاك ”الباكستاني”

انتشرت في الآونة الأخيرة أنباء عن تصاعد التوترات بين الجارتين الآسيويتين، الهند وباكستان، وتتزايد المخاوف الدولية من انجرار الدولتين النوويتين إلى حرب شاملة، بعد هجوم إرهابي أودى بحياة 26 سائحا في الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير المتنازع عليه.
الحادث أشعل أزمة دبلوماسية وعسكرية بين الهند وباكستان؛ إذ ألقت نيودلهي باللائمة على إسلام آباد، ما دفع الطرفين إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية. مما يزيد المخاوف لحرب نووية بينكم قد تقضى على حياة الملايين في العالم.
وكعادة الشعب المصري الذي يمزح مع كل حرب أو وباء أو كارثة، بدأت تنتشر الــ "كوميكس" إننا في انتظار الهنود والهنديات في مصر ليحتلوا ما بقي من شوارع فيصل ومناطق أكتوبر وعين شمس والى أخره من المزاح. لأجد في تعليقات المصريين إننا لن نقبل الهنود في أرضنا، وان "أخي الباكستاني" أفضل وأقرب لي من "الهندي"، رغم انه في حقيقة الأمر الاثنين يبعدون عنا كثيرا وليس لنا صلة بكليهما، ولكن ذلك كان ناتج عن ثقافة إن من كان على نفس ديني هو الأقرب وان كان مخطئا أو ظالما أو قاتلا... الخ، وهو امر غير مقبول.
هنا ظهر تساؤل طرح نفسه: ما موقف الشعب المصري نفسه تجاه تلك الحرب، مع من سيقف؟! ومع من سيدعم؟! ومع مع سيتم الدعاء بالنصر ومن بالهزيمة؟! وانا هنا اتحدت عن رأي الشعب المصري وليس الرأي السياسي للدولة المصرية ولكن رأي الأفراد أو كما يقولون العقل الجمعي للدولة.
من المفترض أن كلنا أناس لنا الحق في الحياة، ولا نتمنى موت أحد عن أحد أو نفضل أحد عن أحد، أو نشمت في هزيمة فرقة على حساب فرقة أخرى، خاصة إن كان ليس لنا في الدور أو الطحين.
وان كان التفكير على ذات المنوال لماذا صمتوا حينما حاربت داعش جبهة النصرة أو خلافه من الجبهات الجهادية الإسلامية في سوريا بعضها البعض؟! لماذا لم نسمع لهم حسا، لان الفرقتين من ذات الدين.. وهكذا، انه تفكير عقيم... رحمنا الله من تلك السنوات العضال، ومن مواقع التواصل الاجتماعي التي فضحت ما في القلوب، وكيف أن القلوب ملآنة كراهية وشماتة وحقد ونصرة للظالم على حساب المظلوم فقط من اجل الدين وليس من اجل الإنسانية.