لماذا خسر بوليفير الانتخابات؟! وهل سنرى حكومة محافظين في المستقبل ؟!

منذ أيام فاز الحزب الليبرالي الكندي بحكومة أقلية في الانتخابات الفيدرالية الكندية كما كان متوقع قبل الانتخابات، فعقب استقالة چاستين ترودو من رئاسة الحزب الليبرالي ومن رئاسة الوزراء وتولي مارك كارني الاقتصادي الشهير رئاسة الحزب أستعاد الحزب الليبرالي توازنه بعد أن كان حزب المحافظين بقيادة زعيمه بيير بولييڤر متفوق بفارق 25 نقطة كما أن بولييڤر نفسه خسر مقعد البرلمان في دائرة كارلتون التي ظل بولييڤر نائباً فيها على مدار عقدين من الزمان!
فماذا حدث حتى يخسر المحافظين ورئيسه الانتخابات بهذا الشكل؟! وهل خسر المحافظين بسبب ضعف الحزب أم ضعف خطاب رئيس الحزب أم بسبب ترامب أم بسبب ما قاله الحزب الليبرالي عن خطاب بولييڤر في أنه مشابه لخطاب ترامب وأن بيير "ترامباوي" الهوى؟! أم لقوة الليبراليين أم لقوة خطاب مارك كارني أم لثقة الكنديين في أن كارني الاقتصادي الشهير هو الأجدر لقيادة كندا في مواجهة تعريفات ترامب؟!
عزيزي مما لا شك فيه أنه قبل الانتخابات بثلاثة شهور كان المحافظين قاب قوسين أو أدنى من حكم كندا، منذ ثلاثة شهور فقط كان المحافظين متفوقون بفارق 25 نقطة ولم يكن ممكناً لهذا النتيجة أن تتغير إلا في وجود حدثاً يقلب هذه النتيجة رأساً على عقب وكان هذا الحدث هو فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية من ناحية، ومن ناحية أخري أطماع ترامب في كندا وموارد كندا وحديثه المهين والمتكرر عن رغبته في الاستحواذ على كندا وموارد كندا لتكون الولاية الواحدة والخمسين للولايات المتحدة الأمريكية.
ولابد هنا أن نفرق ما بين التأثير السلبي لوصول ترامب للحكم على فرص المحافظين في العالم أجمع وعن تأثيره السلبي على فرص المحافظين في كندا، في ظني أن صعود ترامب المحسوب على التيار المحافظ قد قلص فرصة وصول المحافظين للحكم في كل الديمقراطيات المستقرة حول العالم، نعم يا صديقي شعوب العالم أصبحت تخشى المحافظين بشكل أو بآخر فما بالك هنا في كندا حيث يخرج علينا ترامب ليل نهار بفكرة الولاية الواحدة والخمسون المهينة لكل كندي، ولا أعلم لماذا يصر ترامب على تكرار هذه الإهانات المتكررة لكندا والكنديين ، فيقيناً سيبقي هذا المشهد السيء وستبقي هذه الإهانات المتكررة عالقة في أذهان الكنديين إلي الأبد ناهيك عن الثقة في الصديق الأقرب والجار الشقيق التي ذهبت ولن تعود ! ولكن هل هذا كل شيء؟!
لا... فلابد أن نعترف أن حزب المحافظين الذي قاده رئيسه بولييڤر كان سبباً رئيسياً في خسارة الانتخابات في كندا، بولييڤر فشل في نفي تهمة الليبراليين له بأنه يحمل نفس خطاب ترامب، فترامب الذي أعترف بنفسه بأن كلاً من كارني وبولييڤر قد كرهاه ولكن فاز من كرهه أقل ولكن بولييڤر فشل في أن يقنع الكنديين بعكس ذلك فهذه الانتخابات كانت تتمحور حول السؤال الرئيسي: من يقف لترامب؟!
وقد شعر الكنديين أن كارني سيقف لترامب! ناهيك عن أن بولييڤر قد أعتمد في خطابه على مدار الأعوام السابقة على شيئين فقط أولهما فشل چاستين ترودو وثانيهما ضريبة الكاربون تاكس وفي لحظة مفصلية جاء الليبراليين بذكاء ليغيروا چاستين ترودو ويقوموا بإلغاء الكاربون تاكس فكانت ضربة معلم من الحزب الليبرالي قلبت الانتخابات رأساً على عقب!
بولييڤر الذي يبدو أن عليه شبه إجماع في حزب المحافظين على قيادة الحزب كان قد خسر الانتخابات في دائرته كارلتون ولكنه يدخل "الباي أيلكشن" مرة أخرى في البرتا للعودة لقيادة المحافظين من داخل البرلمان لتشكيل معارضة قوية لليبراليين الذين شكلوا حكومة أقلية! ويرى كثيراً من المحافظين أن بولييڤر قاد الحزب للفوز بمقاعد أكثر وأنه حصل على أصوات أكثر من الانتخابات السابقة خصوصاً من الشباب لهذا يفضلون بقاء بولييڤر لقيادة المحافظين ولكن تظل المعضلة: لماذا فشل المحافظين في الفوز رغم أنهم كانوا متفوقون بأكثر من 25 نقطة؟!
ويبقي السؤال هل نرى المحافظين يشكلون الحكومة في المستقبل أم أن الليبراليين سيهيمنون على الحكومات المتعاقبة على كندا سواء كانت أقلية أو أغلبية؟!