خواطر مسافر إلى النور (٢٣٠)
” أبن الله “

الله هو الكينونة. والكينونة سبب الوجود. فالله ذاتِّي الوجود لأنه سبب ذاته. ليس فيه سابق ولا لاحق.
اسم الله هو فِعل غير منتهي، استمراره فيه. نطق أسم الله ليس استدعاء لله لأن الله هو الوجود. نطق أسم الله هو استدعاء لوعي الإنسان الشخصي إلي محضر الله سبحانه.
إرادة الله كينونة حادثة لا تنتظر الحدوث. ويشير إليها الآباء بتعبير ”التدبير“ تدبير الله هو الإرادة والفكر والحدث، بلا سابق ولا لاحق .
الله وكلمته وروحه جوهرٌ واحدٌ لا تعددية فيه .”كلمة الله“ ليس خارج كيان الله ” أنا في الآب والآب فيَّ“.
”كلمة الله“ هو نُطق كيانه و فعل كيانه . واحد في الله بلا سابق ولا لاحق. الله لا يتعهد بأنه سيفعل لأن كلمته فِعل .
”كلمة الله“ هو استعلان إرادة الله وفِعله مثل النور وشعاعه” أنا في الآب والآب فيَّ
” في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله“.
الأبن استعلان أبوه. الشخص يُدعَي أب فقط بوجود أبنه، لا سابق ولا لاحق.
السبب المُنشِئ للكينونة والوجود هو الكيان الواحد الدائم بلا بداية ولا نهاية للآب في الأبن والأبن في الآب .
الروح القدس هو إستعلان الحياة في الآب والأبن. البنوة أستعلان لحياة الآب المنسكبة في الأبن بالروح القدس. الله الآب مُستعلَن في الأبن بالروح القدس إله واحد آمين.
الله مستتر لأنه آخر بالنسبة للإنسان. ” الله محبة “.. حبٌ مُكتَمَل في كيانه الواحد الآب والأبن والروح القدس، لا يحتاج لآخر. لأنه حب مُطلَق لذلك ينسكب. تدبير خلْق الإنسان محبوب الله هو انسكاب حب الله .
# تدبير خلْق الإنسان تحقق قبل الأزمنة الأزلية في ” ابن الإنسان.. بداءة خليقة الله وبكر كل خليقة “ . مكتوب عنه ” الرب قنَّاني/ أنشأني“ .
الآب يعمل كل شئ بالأبن في الروح القدس. لذلك ” إبن الإنسان“ مخلوق علي صورة
” أبن الله“ ومشتركاً فيه من قبل الأزمنة الأزلية.
فإن تدبير خلق الله للإنسان لم يبدأ ليكتَمِل، بل الخلْق حقيقة تَكَمَّلَت في الزمن الغير مخلوق ” أبن الإنسان بداءة خليقة الله وبكر كل خليقة“ ثم أستعلنها الله في الزمن المخلوق :في خلق آدم ”نخلق الإنسان علي صورتنا كشبهنا“.
سقوط الإنسان بغواية الشيطان لا يهتز له تدبير الخلق عند الله لأنه أمرٌ مقضِّيٌ قد أكتَمَل ولن يتغير منذ خَلق ”أبن الإنسان“ .
بعد السقوط وأثناء خروج الإنسان من الفردوس الذي لم يعد صالحاً لسكني الإنسان لأنه محضر الله القدوس الذي لا يليق إلا بالقديسين وعَدَ الله آدم وحواء أن أصلهما المتحد بابن الله سيخلصهما من موت الخطية ”نسل المرأة يسحق رأس الحية“.
نسل المرأة هو التحقيق في الزمن المخلوق لِما هو كائن في الزمن الغير مخلوق ”مخلوقين في المسيح يسوع قبل الأزمنة الدهرية “.
فكان ميلاد المسيح من العذراء مريم ظهوراً لأبن الإنسان وأبن الله في ملء الزمان ، ليعود بطبيعة الإنسان الساقطة إلي أصلها المخلوق علي غير فساد ”أبن الإنسان“ المتحد بإبن الله .
والسُبح لله