From Hospitality to Hostility: A Silent Transformation اغتالوا علماء المعامل.. لا علماء الفتاوي من ينتصر في الحرب الإسرائيلية الإيرانية: ومشهد دولي معقد؟ مصر والخليج يخططان لزعامة العالم... وسينجحون‎ متى سيخدمنا الذكاء الاصطناعي؟ وفي يوم خرج مرجعش !‎ تعليم مصر في خبر ”كان” ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (10) للحرية أسطول!! إن فسد الملح رسالة من ”ميامي” نشأة الثقة بالنفس “ Basic Trust ” بين علم النفس... وبين الرجاء المسيحي ” لأننا سنراه كما هو“ (١يوحنا ٢:٣)

متى سيخدمنا الذكاء الاصطناعي؟

مازالت أخبار مُنجزات الذكاء الاصطناعي ومُعجزاته تنهال على مسامع البشريَّة باعتباره خادمٌ أقرب إلى ما يُشبه "مصباح علاء الدين" السحري! يؤمرُ فيُطيع، يُطلب فيُنفذ، يُسأل فيُجيب ويستجيبُ بلمح البصر كعبدٍ يهمسُ "شُبيكَ لبّيكَ عبدك بين يديك دعني أُريحكُ مما لكَ وما عليك".. ثم فجأة تتبخَّر تلك الخيالات اللذيذة مُحطمةً بآمال الإنسان على صخرة الواقع الموجِع، حيث الوظائف المُنِهكة التي مازالت تعتمد على طُرُق بدائيَّة تمتاز ببطء سُلحُفي مُستهلكةً كُل وقت الموظف وطاقته النفسيَّة والجسديَّة لإنجازها في عصرٍ يتباها بتقنياتٍ لا تُستخدم فيما يخفف عن البشريَّة أثقالها الحقيقيَّة المُتمثلة بخطوات الوظائف التقليديَّة بدلاً عن التطفُّل على المواهب والمهارات الإبداعيَّة.

دعونا نعود بالزمن إلى الوراء خمس سنوات، هل تذكرون أسطورة "العالم بعد كورونا ليس هو العالم قبل كورونا"؟ أينَ تلك التغيرات الجذريَّة المنشودة التي تُسهل حياة البشريَّة ولا سيما فئة الموظفين؟ أين تيسير العمل عن بُعد وفُرص الدوام المرِن؟ مازالت البدائيَّة تُهيمن على هذا القطاع وكأن ثمَّة توجهًا من الرؤوس العُليا التي تُدير العالم بإبقاء كُل شيء يتعلَّق بالإنتاج والإنتاجيَّة البشريَّة مُتخلفًا لإبقاء أولئكَ البشر عبيدًا مُسخرين لا ينعمون بمذاق الرَّاحة التي توفرها تلك التقنيات التي نسمع عنها ولا نراها، وبينما تهتف التحذيرات من الضفَّة الأخرى بهيمنة الذكاء الاصطناعي على مُعظم الوظائف والتخلص من موظفيها بعد سنوات؛ لا يرحمنا هذا الذكاء ببضع أعوام دافئةٍ رغيدةٍ يتقلَّد فيها دور المُساند المُساعد الذي يُريح أولئك المطحونين الذين يتم رفع أعمار تقاعدهم باستمرار لحرمانهم من تنفُّس شيء من الحُريَّة قبل أن تزحف على أعضائهم الحيويَّة أمراض الشيخوخة!

متى سنستمتعُ حقًا برفاهيَّة أن يُصبح الذكاء الاصطناعي خادمًا لنا يجعل من حياتنا أكثر يُسرّا وراحةً وبهجة بدل أدواره الإجراميَّة في انتحال أصوات البشر وصورهم واحتلال الأماكن التي تستحقها مواهبهم كالرسم والتأليف والتصميم والتمثيل؟ متى سيتكفل الذكاء الاصطناعي برعاية الأطفال بينما والدتهم تحظى بغفوة هنيئة؟ متى سيخدم الموظف بأن يغدو وسيلة لتقليص ساعات عمله وجعلها أكثر راحة دون مساسٍ بحجم أجره ليحظى بوقتٍ يُمارس فيه هواياته؟ متى سيتولى أمر المشاوير التقليدية المُملة لتأدية مهام روتينية بدلاً عن البشر؟

كُل ذكاءٍ آلي عاجز عن خدمة الطبقات التي تُفني ذاتها في سبيل الارتقاء لا يستحق أن يُدعى "ذكاءً"؛ وما جدوى ذاك الذكاء إن كان لا يُرى إلا في التجسس والانتحال ومُزاحمة البشر والتهام فُرصهم بدَلَ أن يكون سببًا في مُضاعفة وقتهم والتحسين من مستوى ظروفهم المعيشيَّة؟