استعداد لانتخابات الكيبيك البرلمانية أكتوبر 2026:
لماذا لا تجرب أن تعطي صوتك للحزب الليبرالي الكيبيكي؟ (1)

أمران أود الإشارة إليهما صراحة في بداية المقال، الذي سيكون الحلقة الأولي لسلسلة مقالات حول الانتخابات في إقليم الكيبيك، الانتخابات البرلمانية، التي ستعقد أكتوبر 2026، ولا يجب أن تصطدم من العنوان، خاصة وأنه جري العرف أن الأقباط في كندا يصوتون في الانتخابات وكذلك في الكيبيك دون أن يحققوا أي مصالح حقيقية. وإذا كانت لك مصالح تريد تحقيقها، فإن هناك أدوار وواجبات عليك القيام بها، لأن السياسة عملية غير صفرية النتيجة، بمعني أن المرشح من المهم أن يفوز بصوت ودعمك التطوعي والمالي خلال الحملة الانتخابية من ناحية، وأن يمكن التواصل مع المرشح الذي أصبح نائب لكي يسعي لتحقيق مطالبك ومصالحك مع الجماعة التي تنتمي إليها.
= أهمية الاستعداد للانتخابات في الكيبيك .. كيف تحقق مطالبك؟
إن أهمية الاستعداد لهذه الانتخابات، لكي نستوعب أولا المشهد السياسي في الإقليم ونلم بأبعاده، أما الأمر الثاني، لماذا تصويت الأقباط دائما في قوالب للمحافظين؟ لماذا لا تفكر هذه المرة للتصويت لصالح الليبراليين؟ مع الآخذ في الاعتبار أن هناك بعض المقولات والقوالب غير الصحيحة، التي تقول أن الليبراليين يعلمون ضد العائلة والدين والقيم، مقارنة بالمحافظين الذي يدافعون عن هذه القيم. وهذا أمر مناف للحقيقة في كثير من الأحيان لاعتبارات سياسية وانتخابية. إن العمل السياسي يتطلب قدرا من التفكير والرهان الرشيد عن حزب سياسي يحقق مصالحك. وهذه المصالح تستوجب أن يكون هناك تواصل وتفاعل بينك كناخب وبين المرشحين، الذين يعدون نوابا محتملين في الجمعية الوطنية الكيبيكية "البرلمان الكيبيكي".
= حرية اختيار الحزب المناسب .. مع ترشيح الحزب الليبرالي ليكون خيارا قويا لك
إن محاولة جدوى التفكير للتصويت في الانتخابات للحزب الليبرالي الكيبيكي في الانتخابات البرلمانية القادمة في أكتوبر 2026، لا تعني بأي حال من الأحوال "الحجر" على حرية الاختيار في أن تصوت لأي حزب تكون على قناعة ببرنامجه ومرشحيه، سواء الحزب الليبرالي، أو حزب التحالف من أجل مستقبل الكيبيك "الكاك"، أو حزب الكتلة الكيبيكية، وكلا الحزبين من ذوي التوجهات اليمينية، الكاك يعتبر يمين وسط، أما الكتلة الكيبيكية فهو حزب يمين صريح. كما يحق لك اختيار التصويت مع أجل حزب الديمقراطية الجديدة ذو التوجهات اليسارية.
= نماذج رائعة لنواب ليبراليين يدافعون عن العائلة ومكانة الدين وقيم إيجابية كثيرة
وأذكر أن هناك مجموعة كبيرة من النواب عن الحزب الليبرالي التي تدافع عن القيم التي ندافع عنها نحن جميعا، مثل حماية الأسرة والدفاع عن العائلة، احترام مكانة الدين، والطبيعية الإنسانية، التي خلقنا عليها الله، وحرية العبادة وغيرها من القيم السامية، والقائمة طويلة، وإن كنت أذكر علي سبيل المثال هنا، النائب المحترم الذي يمثل الدائرة الانتخابية التي اسكن فيها وهو السيد المهندس فيصل الخوري Fayçal El-Khour، النائب عن الحزب الليبرالي في مجلس العموم الكندي عن دائرة لافال ليز إيل Laval Les-îles.
= الكبيبك شأن بقية أقاليم شرق كندا الأطلسية ذو ميول وتوجهات ليبيرالية غالبة عكس أونتاريو
تاريخيا معروف أن الكيبيك، تختلف كلية عن إقليم أونتاريو، الذي يتمتع به الحزب المحافظ بقوة كبيرة تجعله قادرا على الفوز بأغلبية مريحة في الانتخابات الإقليمية وكذلك الفيدرالية. وتعد حالة فوز دوج فورد اليميني المحافظ خير مثال علي قوة اليمين "الحزب المحافظ" في أونتاريو. والحال في أونتاريو هو نفس الحال في أقاليم غرب كندا الأنجلوفونية، في مانيتوبا وساسكاتشوان وألبرتا وبريتش كولومبيا، حيث يغلب عليها التوجه اليميني المحافظ، حيث نري هناك قوة كبير للحزب المحافظ.
في المقابل، نجد أن أقاليم الشرق الكندي على المحيط الأطلسي، في نوفا سكوتشيا، ونيو برونزويك، ونيو فوند لاند وليبرادور وجزيرة البرنس إدوارد، يغلب عليها التصويت الليبرالي، في كلا من الانتخابات الإقليمية والفيدرالية. وكثيرا ما كانت هناك مطالبات بإعادة النظر في الانتخابي الكندي على مستوي توزيع الدوائر الانتخابية وفقا للوزن النسبي للسكان. إلا أن هذا يتطلب مقالات وتحليلات مستقبلية سنقوم بعرضها.
= التصويت للحزب المحافظ يعني إهدار صوتك: الاختيار بين الحزب الليبرالي والكتلة الكيبيكية
نعود إلى الانتخابات في الكيبيك، تاريخيا معروف أن الحزب المحافظ حزبا ضعيفا للغاية في الكيبيك، ومن ثم التصويت له يعد إهدارا للتصويت لأي مرشح تابع للحزب المحافظ الكيبيكي. وهذا أمر يعود إلى خصوصية التركيبية الديموغرافية "السكانية"، والثقافية واللغوية لإقليم الكيبيك الفرانكفوني، والذي دائما ما يذهب تشكيل الحكومة فيه إلى أحد تيارين: التيار الأول هو تيار يسار الوسط، ويمثله الحزب الليبرالي. أما التيار الثاني فيتمثل في التيار المحافظ ممثلا في حزب الكتلة الكيبيكية، التي تدعو أحيانا للاستفتاء على استقلال الكيبيك عن كندا. وبعد صراعات داخلية في حزب الكتلة الكيبيكية، شكل مجموعة من أعضاءها السابقين حزب يميني جديد يحارب من أجل الهوية والخصوصية الكيبيكية ولغتها الفرنسية، وهو حزب التحالف من أجل مستقبل الكيبيك "الكاك" برئاسة رئيس وزراء الكيبيك الحالي، فرانسوا لوجو، ولكنه حزب لا يدعو للاستفتاء على استقلال الكيبيك على كندا.
= فشل حكومة الكاك وتدني شعبية حكومة فرانسوا لوجو
بعد أكثر من دورة نيابية، وتشكيل الحكومة، بدأ حزب الكاك بزعامة فرانسوا لوجو، يعاني فشلا ذريعا علي المستوي السياسي والاقتصادي والمجتمعي، خاصة وأن سياسيات الحكومة خلال السنوات الأربعة الأخيرة، جعلت الحكومة تعاني عجزا عميقا، فرض عليها اتباع سياسات تقشفية، كان من شأنها إلغاء العديد من الوظائف المؤقتة في الجهاز الحكومي للوظائف العامة، وارتفعت مستويات الأسعار بصورة منقطعة النظير، ولم تعد المرتبات قادرة علي مسايرة ارتفاع الأسعار، وتعددت مظاهرات النقابات المهنية في مختلف القطاعات للتعبير عن هذا الاستياء والمطالبة بزيادة الأجور في الصحة والتعليم والبناء وغيرها من القطاعات الحيوية، وغرقت الكثير من الأسر والأفراد في بحور الديون باستخدام القروض أو الكروت الإئتمانية، وهو ما أدي لسيادة حالة عامة من الاستياء تجاه رئيس الوزراء وحكومته، بعد أن فشلت في تحقيق آمال وطموحات الكيبيكيين، واظهرت استطلاع الرأي انخفاضا كبيرا في شعبية الكاك لمصلحة الليبراليين والكتلة الكبيبكية.
= التنافس المستقبلي بين الحزب الليبرالي وحزب الكتلة الكيبيكية الداعية للاستقلال
أداء حكومة اليمين الوسط للكاك بزعامة فرانسوا لوجوFrançois Legault ، وسياسات التقشف بدعوى تحقيق التوازن المالي، أدي إلي تدني توجهات ونوايات التصويت لها في الانتخابات القادمة، في أكتوبر 2026، وأصبح التنافس سياسيا وواقعيا محصورا بين الحزب الليبرالي الكيبيكي بزعامة، Pablo Rodriguez، وحزب الكتلة الكيبيكية بزعامة بول سان بيير بلوموندو Paul St-Pierre Plamondon، وإن كانت فرص الليبراليين أعلي من الكتلة الكيبيكية، خاصة وأن اليمين يحكم الكيبيك منذ عام 2018، عندما فاز حزب لوجو علي الحزب الليبرالي بزعامة فيليب كوييار Philippe Couillard.
= كيف تشارك بفاعلية في الانتخابات البرلمانية الكيبيكية؟
هل المطلوب الرهان على فوز الحزب الليبرالي؟ في السياسة هناك قاعدة شهيرة ومعروفة وهي "لا تضع كل البيض في سلة واحدة"، لكنه مطلوب على الأقل من الأقباط التفكير في جدوى التصويت لمصلحة الحزب الليبرالي، خاصة وأن التصويت للحزب المحافظ في الكيبيك، يعني أن صوتك يتم اهداره. هنا تظهر أهمية وضع عدة سيناريوهات معبرة عن الواقع وفقا لنظرية الاحتمالات السياسية، بناء علي معطيات المسرح والعملية السياسية والحزبية والانتخابية.
= الانتخابات ليست فقط أن تعطي صوتك لمرشح معين .. تطوع وتبرع وتواصل مع المرشح
من الضروري معرفة وأدارك أن المشاركة بفاعلية في العملية الانتخابية، لا توقف عن "فعل" أن تذهب إلي لجنة الانتخابات، لاختيار المرشح الذي يناسبك، ووضع اسمه في صندوق الانتخابات. هذا فهم غير كامل للمشاركة السياسية الفعالية. لكي تكون مؤثرا ودورك مؤثرا في العملية الانتخابية، عليك مثلا أن تتواصل مع الحملة الانتخابية لمرشح الحزب الذي يناسبك، والذي أرشح لك أن يكون الحزب الليبرالي، وأن تسجل اسمه على قواعد الداعمين والمتطوعين في حملته الانتخابية. كما يحبذ أن تشجع وتحشد غيرك من الناخبين الذي يشاركونك نفس توجهاتك ومصالحك، من المصريين والأقباط وغيرهم، لدعم هذا المرشح، الليبرالي الذي أرشحه لك، أو غيره من المرشحين.
هذه المشاركة يجب أن تكون مغايرة عن مشاركاتك السابقة، التي كانت تقتصر علي التصويت لاسم مرشح ووضع ورقة اختيار اسم المرشح في الصندوق الانتخابي.
كما أنه يحبذ أن تقوم بالتبرع لهذا المرشح الليبرالي الذي تدعمه أو ماليا، أو غيره من المرشحين، حسب إمكانياتك، ويا حبذا لو استطعت أن تجمع عدد من المشاركين معك لنفس التوجهات لدعم هذا المرشح أو ذاك، لتكون قيمة التبرع الذي تقدمونه لهذا المرشح يعتد بها، وهذا كله يتوافق مع القوانين الانتخابية. هنا تستطيع أن تطلب مقابلة المرشح وتبادل الأفكار والتفاوض معه على مطالب محددة لجماعتك أو جاليتك أو المجموعة التي تنتمي إليها، وهذه كلها أمور مشروعة وشرعية وفق القوانين المنظمة للانتخابات في الكبيبيك وكندا. وللحديث بقية....