”أنثى” في مجتمع مهووس

بات المجتمع المصري "يدوس" على المرأة المصرية بكافة الأشكال ويوجه لها كافة الاتهامات فقط لكونها "أنثى"، وباتت الحرب والعداء اشد ضراوة حينما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هو البلوعة التي أظهرت ما في نفس البعض من كراهية وعداوة للمرأة.
وأصبحت النساء المصريات (لن أقول بشكل عام) ولكن بشكل متكرر لا تجد أمانا في الشارع حيث تنصب لها الفخاخ وفي ذات الوقت لا تصبح ضحية بل مع الأسف تصبح أيضا "متهمة"، واصبح الجاني ناصب الفخ له دوافع وأسباب، والغريب أن المجتمع يتقبل أعذاره وأسبابه ليصبح "ضحية" بقدرة قادر، وأصبحت الأنثى المصرية الواقعة في الفخاخ هي الجاني، السيء في روايتهم كلهم، ولابد أن تقدم عريضة من المبررات وليت مبرراتها تشفع لها ان تقبل من هذا المجتمع الذكوري المتدين ظاهريا، فدوما صحيفة مبرراتها مرفوضة، فالمرأة السبب في كل شيء سيء والرجل هو الـــ " كيوت" المفعول به... سبحان الله!
ففي خلال أسبوعين فقط نجد العديد من الأمثلة:
- سيدة قررت تطلق من زوجها فرفض الطلاق لكى لا تأخذ حقوقها، بكل بساطة لجأت للقانون لكي تتنازل عن كافة حقوقها فمقابل الخلع، دخلت المحكمة مطمئنه والزوج حضر جلسة الصلح رفضت ترجع له! وهما مغادرين من القاعة اخرج سلاح أبيض ونزل ضرب ف جسمها، وانتقلت للمستشفى في حالة حرجة
- سيدة أخرى قررت تذهب للمحكمة بعد الطلاق تتضرر من عدم دفع طليقها للنفقة، وفي طريق عودتها للمنزل، قتلها زوجها في الشارع وسط الناس.
- مقتل طفله عمرها ١٥ سنة بعد اجبارها من والدها وجدها لتناول حبة غلة، نتيجة انها حامل بعد اغتصابها.
- بنت رفضت تكمل في الخطوبة من ابن عمها ، ولما أبلغت والدها بالرفض، ضربها والدها حتى ماتت، وصرح "مكنش قصدي اموتها كنت بعلمها الادب بس"
اما عن وجود المرأة في الشارع فحدث ولا حرج عن كم الجرائم التي تتعرض لها، فإن كانت تركب مواصلات عامة فهناك دوما المتحرش، وإن كانت تركب سيارات تابعة لتطبيقات التوصيل ففي أيضا ملامة ولا تنجو من التحرش، حتى – سبحان الله- ان ركبت سيارتها الخاصة يطاردها الغوغاء في الطرق.
- بنت ماشية على الرصيف في اسكندرية ٣ شباب قرورا يعملوا منها مادة للسخرية بفيديو اعتدوا بالضرب عليها من خلفها! في التحقيق قالوا "معلش والله كنا بنهزر علشان تجيب مشاهدات عالية و منعرفش البنت اهي واحدة كانت ماشيه ف حالها والسلام".
- بنت مصرية راكبة ميكروباص الشخص الجالس خلفها يفتح بنطاله ورائها قرر ويمارس العادة السرية – في المواصلات-، والنتيجة محاولات تبرئة الجاني بحجة انه "دكتور مجتهد".
- حبيبه الشماع قررت تركب أوبر لأنها يفترض وسيله انتقال أقل خطورة على البنات من المواصلات العامة لتتجنب التعرض للمضايقات والتحرش، برغم التكلفة الاقتصادية الكبيرة على عاتق البنات، لكن النتيجة محاولة تحرش انتهت بأنها ألقت نفسها من العربية وهي تجري وماتت بعد فترة في المستشفى
- بنت أهلها قرورا يحموها من أوبر والمواصلات العامة طالما في الاثنين هناك نسبة كبيرة للتعرض للتحرش والمضايقات؟ وعليها ان تقود سيارتها الخاصة، النتيجة ملاحقه وتحرش انتهت بحادثة لو لم يكن من صورها وتناولها على مواقع التواصل كان لن يصدقها أحد وكان القانون احتسبها حادثة عابرة من الحوادث اليومية على الطرق.
لن أعلق.. سأترك التعليق لكم.