حكاية البنت التي كفرت وشربت القهوة قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: خطوة على طريق الاتجاه نحو نوبل للسلام Strikes: From Ancient Egypt to Modern Society — A Reflection on Collective Action and Social Responsibility هل هي بالحقيقة ثقيلة ثياب الحملان؟ ”أنثى” في مجتمع مهووس أقصر الطرق للوصول إلى اللحمة!! لأجل صحافتنا الرصينة في ناس رخصت نفسها من أروع ما قيل! نسجتني في بطن أمي ”ابن الإنسان” (2) حالة ”ما قبل السكري” تشكل خطراً في عمر معين

قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: خطوة على طريق الاتجاه نحو نوبل للسلام

هل يسعي الرئيس الأمريكي للحصول على جائزة نوبل للسلام؟ نعم، ترامب يبذل مجهودا كبيرا من أجل الاقتراب من الجائزة، التي ستعطيه مكانه دولية وتخلد اسمه تاريخيا في النظام السياسي الدولي، والأحداث العالمية الأكثر تأثيرا في تاريخ الإنسانية والعلاقات السياسية والعسكرية.

في هذا السياق، منتصف أغسطس 2025، احتضنت ولاية ألاسكا الأمريكية لقاء مثيرا للجدل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول زيارة للأخير إلى الولايات المتحدة منذ عقد كامل. وعلى الرغم من الطابع الاحتفالي للقمة وما رافقها من أجواء استثنائية، فإن المحادثات التي استمرت نحو ثلاث ساعات لم تثمر عن أي اتفاق واضح بشأن الحرب في أوكرانيا.

استقبال تاريخي استثنائي للزعيم الروسي

حطت طائرة بوتين في أنكوريج وسط مشهد غير مألوف: تحليق للطائرات المقاتلة، سجادة حمراء، وتصفيق حار من الرئيس الأمريكي نفسه. المشهد بدا بمثابة إعلان رسمي عن عودة بوتين إلى الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة الغربية. الإعلام الروسي سارع إلى وصف المصافحة بين الزعيمين بأنها "تاريخية"، فيما اعتبر مراقبون أن مجرد ظهوره على الأراضي الأمريكية يعد مكسبا سياسيا لموسكو، خاصة وأن هناك مذكرة توقيف دولية في حق بوتين بسبب ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

لقاء قصير وغامض

رغم التوقعات بأن تمتد الجلسات من خمس إلى سبع ساعات، اختصر البرنامج إلى اجتماع واحد استمر أقل من ثلاث ساعات، شارك فيه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ووزير الخارجي الروسي سيرجي لافروف إلى جانب الرئيسين. حتى مأدبة الغداء التي كانت مدرجة في الجدول ألغيت في اللحظة الأخيرة، ما زاد من الغموض الذي أحاط بالقمة.

وفي المؤتمر الصحفي الذي لم يتجاوز ربع ساعة، اكتفى ترامب بالتأكيد على أن "الاجتماع كان مثمرا"، بينما وصف بوتين المحادثات بأنها "صريحة وبناءة". غير أن أي تفاصيل ملموسة لم تكشف، ما جعل المراقبين يعتبرونها أقرب إلى عرض سياسي منها إلى مفاوضات حقيقية.

ترامب يسعى إلى جائزة نوبل عبر بوابة أوكرانيا

باتت تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ملف الحرب الأوكرانية تقرأ في أوساط سياسية غربية باعتبارها جزءا من سعيه لنيل جائزة نوبل للسلام. فبعد استضافته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة ألاسكا، يستعد ترامب للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، وسط جهود حثيثة لتسويق خطته لإنهاء الحرب. مؤيدوه يرون أن نجاحه في إرساء وقف لإطلاق النار سيجعله مرشحا طبيعيا للجائزة، فيما يحذر منتقدوه من أن اندفاعه وراء هذا الهدف قد يمنح موسكو مكاسب سياسية دون التزامات حقيقية بإنهاء العدوان.

وعود ترامب وحدودها: لقاء بوتين وزيلينسكي المحتمل

في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أكد ترامب أن المفاوضات شملت ملفات حساسة تتعلق بالضمانات الأمنية وترتيبات تخص الحدود الأوكرانية، مشددا على أن القرار النهائي "يعود إلى كييف". وأضاف أنه قد يحضر لقاء مقبلا يجمع بوتين بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إذا طلب الطرفان ذلك.

لكن رغم نبرة التفاؤل، اعترف ترامب بأن القمة لم تحقق الهدف الذي أعلن عنه قبل ساعات من انعقادها، وهو التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وصرح قائلا: "أحرزنا تقدما، لكن لم نصل إلى هناك بعد".

عودة بوتين من العزلة

بالنسبة لبوتين، كانت القمة بمثابة عودة قوية إلى المسرح الدولي. فمنذ غزو أوكرانيا عام 2022، واجه الزعيم الروسي عزلة سياسية غير مسبوقة وتهديدا بالملاحقة القضائية من المحكمة الجنائية الدولية. لكن ظهوره في الولايات المتحدة إلى جانب ترامب منحه صورة جديدة على أنه شريك دولي لا يمكن تجاهله.

وقال بوتين في أول تعليق بعد القمة إن الاجتماع "كان في الوقت المناسب ومفيدا للغاية"، مضيفا أن بلاده تحترم موقف إدارة ترامب الساعي إلى وقف الأعمال العدائية. ولمح إلى إمكانية عقد اللقاء المقبل في موسكو، ما اعتبره الإعلام الروسي إشارة إلى استعادة زمام المبادرة.

انتقادات أمريكية واسعة

على الضفة الأخرى، قوبلت القمة بعاصفة من الانتقادات في واشنطن. فقد اعتبر خبراء ومسؤولون سابقون، بينهم المستشارة السابقة لترامب فيونا هيل، أن اللقاء كان "خطأ"، لأنه منح بوتين شرعية مجانية من دون مقابل. صحيفة نيويورك تايمز بدورها رأت أن "لا تقدم حقيقيا تحقق"، فيما أشارت مجلى بوليتيكو إلى أن بوتين خرج من القمة منتصرا لمجرد جلوسه مع ترامب على الأراضي الأمريكية.

وأكدت أصوات عديدة أن بوتين لم يبد أي استعداد للتنازل عن أهدافه في أوكرانيا، بل واصل خطاباته التقليدية حول "المخاوف الأمنية الروسية" واعتبار أوكرانيا "دولة شقيقة".

أوكرانيا على الهامش وتصف اللقاء بالفاشل

كييف التي كانت تترقب القمة لم تجد في نتائجها ما يدعو للتفاؤل. نواب أوكرانيون وصفوا اللقاء بأنه "فشل"، مشيرين إلى أن ترامب لم ينتزع من بوتين أي التزام بوقف إطلاق النار أو حتى بخريطة طريق نحو المفاوضات. بالنسبة للأوكرانيين، كان المشهد أقرب إلى إعادة تأهيل بوتين على الساحة الدولية أكثر من كونه خطوة نحو السلام.

انقسام داخلي في الولايات المتحدة: "عرض بلا مضمون"

أحدثت القمة انقساما سياسيا داخل واشنطن. بعض الجمهوريين، مثل السيناتور ليندسي جراهام، رحبوا بمبادرة ترامب ورأوا فيها "محاولة جادة" لإنهاء الحرب، بينما اعتبر آخرون أن بوتين تلاعب بالرئيس الأمريكي مرة جديدة. الديمقراطيون من جهتهم وصفوا اللقاء بأنه "عرض بلا مضمون"، مؤكدين أن ترامب لم يحصل على أي مقابل ملموس.

صورة الانتصار في موسكو

في روسيا، قوبلت القمة بترحيب واسع. فقد اعتبر الكرملين أن المحادثات "إيجابية للغاية"، فيما رأت وزارة الخارجية الروسية أن استقبال بوتين في الولايات المتحدة دليل على أن موسكو ليست معزولة كما تروج وسائل الإعلام الغربية. ووصفت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا ما جرى بأنه "انتصار رمزي يثبت أن روسيا لا تزال لاعبا رئيسيا في صياغة النظام العالمي".

أسئلة مؤجلة ومستقبل مجهول

مع مغادرة بوتين ألاسكا، بقيت الأسئلة بلا إجابة: هل كانت القمة بداية لمسار تفاوضي حقيقي أم مجرد فرصة لبوتين للعودة إلى المسرح العالمي؟ حتى اللحظة، لم يجرِ التوصل إلى اتفاق حول أوكرانيا، ولم يعلن عن أي التزامات واضحة.

ترامب منح اللقاء تقييما بـ"10 من 10"، لكن محللين رأوا أن بوتين كان الرابح الأكبر، إذ حظي بالاعتراف والشرعية دون أن يتنازل عن شيء. وفي انتظار الخطوات المقبلة، يظل مستقبل الحرب الأوكرانية غامضا، فيما يواصل الزعيمان تبادل الرسائل الغامضة بشأن قمة جديدة قد تعقد في موسكو.

قادة أوروبا يشاركون في مباحثات خطة ترامب للسلام

في سياق متصل، يتحرك الملف الأوكراني إلى واجهة الاهتمام الدولي مع إعلان قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب مسؤولين أوروبيين آخرين، مشاركتهم في مؤتمر عبر الفيديو لمناقشة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام. ووفق مصادر دبلوماسية، يتركز النقاش حول الضمانات الأمنية المقترحة لكييف كجزء من أي اتفاق محتمل. ومن المقرر أن يستضيف ترامب غدا الاثنين في البيت الأبيض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور قادة أوروبيين بينهم ماكرون وميرتس وميلوني، لمتابعة مسار التسوية. زيلينسكي أكد مجددا رفضه أي تنازل إقليمي، معتبرا أن الدستور الأوكراني يقيد يديه في هذا الملف.

والجميع ينتظر الإعلان عن نتائج ملموسة علي أرض الواقع، لبدء عملية سلام حقيقي وانهاء الحرب الجارية رحاها بين روسيا وأوكرانيا، ترضي نتائجها جميع الأطراف بطريقة أو أخري، وإلا ستبقي الحرب قائمة بين الدولتين الجارتين، روسيا وأوكرانيا.