بحضور الأنبا بولس:
كورال هوس إيروف يضيء ويرتل أنغام السماء في شرق كندا

في أجواء مفعمة بالفرح والإيمان، وبرعاية وحضور نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس "أسقف الرعاية والعمران"، أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، أضاء كورال الإيبارشية "هوس إيروف" مساء الأحد 7 سبتمبر 2025 سماء كندا بحفله السنوي الثاني الذي حمل عنوانا مهيبا "والدة الإله". وقد استضافت كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز هذا الحفل السنوي الثاني لكورال هوس إيروف، ويقوم على خدمة الكنيسة أبونا الحبيب الغالي أبونا أنطونيوس ميخائيل، "كاهن الكنيسة، أب المحبة والحكمة". ورغم مشغوليات نيافته في خدمة شعب شرق كندا، وتفويض قداسة البابا تواضروس الثاني لنيافته مسؤولية خدمة شعب وكنائس إيبارشية تورنتو وضواحيها خلال المرحلة الحالية، وقبل الاحتفالية كان نيافته في مؤتمر لمدرسة دراسة الكتاب المقدس في مدينة سان سوفير يشارك فيه أكثر من 60 شخصا من الدارسين في أكاديمية دراسة الكتاب المقدسة على مدار ثلاثة أيام، وجاء نيافته مباشرة من سان سوفير، لسانت تريز ليبارك بالحضور الحفل.
لوحة روحية نادرة جمعت شعب الله في وحدة حية من التسبيح والمحبة
شهد الحفل مشاركة كوكبة من الآباء الكهنة الأجلاء، في مقدمتهم: أبونا الحبيب أبونا فيكتور نصر، كاهن كنيسة مار مرقس بمونتريال، قلب الخدمة والأبوة النابض للكنيسة، القمص روفائيل بشارة، كاهن كنيسة مار جرجس والقديس يوسف بالويست آيلاند، القس جابرييل ثروت، كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال، القس مينا يوسف، كاهن كنيسة القديس يوحنا المعمدان في فودري.
كما امتلأت جنبات الكنيسة بالحضور من أبناء الإيبارشية والكنائس المجاورة من مونتريال، لافال، بروسار، أوتاوا، وغيرها من المدن الكندية. وكان المشهد لوحة روحية نادرة، جمعت شعب الله في وحدة حية من التسبيح والمحبة.
حوارا روحيا مع السماء وصلاة متجسدة في نغم
أبونا الأنبا بولس، رجل الله المحب للتسبيح والصلاة، لم يكن مجرد داعم وراعٍ للحفل، بل كان قلبه النابض وروحه المضيئة، وكلماته العميقة عن الألحان القبطية – بوصفها "حوارا روحيا مع السماء وصلاة متجسدة في نغم" – لامست القلوب وأحيت النفوس.
وقد عبر نيافته عن سعادته البالغة بمشاركة الأطفال "الملائكة الصغار"، الذين أضافوا إلى الحفل بهجة خاصة، مؤكدا أنهم مستقبل الكنيسة ونبراسها. ولا يخفى على أحد أن الأنبا بولس لا يدخر جهدا في رعاية كل خدمة، ولا يبخل بوقته أو جهده في متابعة التفاصيل الدقيقة، يمد يده كأب راع ومدبر بصير، ويساند بروح الأبوة والرعاية والمحبة، مما جعل الإيبارشية منارة في كندا.
أبوة لقلب مملوء بالمحبة والحكمة
أما أبونا الحبيب أنطونيوس ميخائيل، راعي كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز، إذ يقدم قدسه الحب الفياض، الحكمة الهادئة، والروح الأبوية الصادقة، بابتسامته الدافئة وكلماته المشجعة، كان أبونا أنطونيوس كمن يوزع الطمأنينة على كل قلب. وقد أكد الحضور أن أجواء المحبة التي تظلل الكنيسة وبين الكورال، إنما هي ثمرة روحه الأبوية وخدمته الأمينة.
وفي لفتة وفاء جميلة، قدم أبونا أنطونيوس هدية تذكارية إلى نيافة الأنبا بولس، تقديرا لنيافته وتعبيرا عن المحبة وتقدير ورعاية نيافته الدائمة للخدمة في الكنائس ونموها.
أعمدة الخدمة المضيئة… جهد وخدمة وتعب محبة
لا يمكن الحديث عن نجاح هذا الحفل دون التوقف عند اثنين من أعمدة الخدمة المضيئة:
• المحاسب الشماس أمجد شكر الله "دياكون شنودة": رئيس شمامسة كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز. رجل الخدمة المخلص، الذي يحمل هم الكورال على كتفيه بمحبة نادرة. كلماته التي ألقاها في الحفل كانت شهادة شكر وتقدير، عكست قلبا يعرف معنى الوفاء.، وشخصية جادة متلزمة تعرف تحقيق الأهداف المخطط لها بدقة وإلتزام.
• المهندس الشماس بيتر سعد: رئيس شمامسة كنيسة القديسين بطرس وبولس في بوانت كلير. بجهده الدؤوب وتنظيمه الدقيق كمهندس استشاري يمتلك من القامة والمكانة الكثير، أضفى على الكورال روحا من الانضباط والجمال، حتى صار عمله مع أمجد مثالا للتعاون المثمر والخدمة الصادقة، وشكلا الإثنان فريقا طريقه النجاح.
أمجد وبيتر ليسا مجرد قادة للكورال، بل هما خادمان يمسكان نبرسا وشمعتان تضيئان الطريق بروح العطاء، يسهران على كل تفصيلة، من البروفات الأسبوعية، التي تستضيفها واحدة من كنائس الإيبارشية، ويمتد جهدهما حتي إلى تنسيق الأصوات، ليكون كل لحن رسالة حب لله وللكنيسة.
إبداعات كورال هوس إيروف
قاد البروفيسور ميشيل حنين – مدير كورال سان كيرل الأوروبي للألحان القبطية – التدريبات والبروفات، كما قاد الحفل باقتدار ليس بغريب علي البروفيسور ميشيل حنين، أحد العلامات المشرفة في التراث والفن والألحان القبطية الثرية في كنيستنا القبطية الراسخة بجذورها منذ آلاف السنين، كواحد من أقدم المؤسسات في العالم، وكان وجوده البروفيسور ميشيل حنين إضافة إضافة فنية وروحية قيمة.
الألحان لم تكن مجرد موسيقى، بل كانت صلوات مرتلة، ورسائل حب للعذراء مريم، والدة الإله، التي كانت محور الحفل. قدم الكورال مجموعة رائعة من الألحان القبطية المبهجة، منها: السلام لك يا مريم الحمامة الحسنة" (شيري ني ماريا)، السلام لمريم الملكة الكرمة غير الشائخة" (شيري ماريا تي أورو)، إي بارثينوس" اليوم البتول تلد الفائق الجوهر. افرحي يا مريم العبدة والأم" التي رددها الجميع بقيادة الأنبا بولس والآباء الكهنة الأجلاء والكورال والشعب.
الأطفال الملائكة… مستقبل الكنيسة
الجديد هذا العام كان مشاركة الأطفال الملائكة، الذين أعطوا الحفل روحا مختلفة. ببراءتهم وأصواتهم النقية، أضافوا بعدا من الفرح والرجاء. وقد أشاد الجميع بهذه الفكرة البديعة، التي جعلت الكورال عائلة روحية تضم الكبار والشباب والأطفال، ذكورا وإناثا، شمامسة وغير شمامسة.
شخصيات عامة سياسية شاركت في الاحتفال
الحفل لم يكن كنسيا فقط، بل حضره أيضا عدد من الشخصيات العامة والسياسية، بينهم: دوج هيرلي Doug Hurely, L’île-Bizard-Sainte-Genviève Mayor، عمدة إيل بزار وسانت جنيفيف، ديمتروس جيم بيس، عمدة بيير فوند وروكسبورو Dimitrios Jim Beis, Pierrefonds-Roxboro Mayor، كريستان شارون، عمدة سانت تريز Christian Charon, Ste Thérèse Mayor، الراهبة أندريا تورجون، الدكتور سعد غالي، رئيس هيئة المعونة القبطية Dr. Saad Ghali, Coptic aid foudation president. مشاركة هذه الشخصيات عكست التقدير الكبير الذي تحظى به الكنيسة القبطية في المجتمع الكندي، ودورها الفاعل في نشر ثقافة المحبة والسلام.
قصة تسبيح وخدمة مثمرة تعطي سلاما داخليا
كورال هوس إيروف هو كورال إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا. بدأ بذرة صغيرة في أرض مباركة وكنيسة محبة للسيد المسيح هي كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز، ثم نما وانتشر ليجمع كل كنائس الإيبارشية. في أول عام ضم الشباب والكبار المحبين للتسبيح، أما هذا العام فقد انضم الأطفال ليصبح الكورال عائلة متكاملة تمثل المستقبل، مستقبل الكنيسة. كورال هوس إيروف ليس مجرد فريق للتسبيح، بل هو خدمة مثمرة تعطي راحة نفسية وسلاما داخليا وسط ألحان الكنيسة القبطية العريقة. لذلك يشتاق الجميع لحضور حفلاته السنوية والاستمتاع بجمال الألحان وأجواء المحبة، وتهتم العائلات أن تصطحب أبناءها وبناتها لحضور البروفات والاستعدادات من مدن الكيبيك المتنوعة استعداد لهذه الاحتفالية.
الخدام والشمامسة… جهد لا يُنسى
لا بد من الإشادة بجهود جميع الخدام والشمامسة الذين وقفوا خلف نجاح هذا العمل، ومنهم: الشماس لوقا جرجس، رئيس شمامسة كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال. الدكتور الشماس فادي صفا حبشي، مسؤول خدمة الشباب بكنيسة مار مينا، الذي يشهد الجميع بأن وجوده سبب بركة ونجاح لأي خدمة. إضافة إلى عشرات الخدام والخادمات الذين بذلوا جهدا عظيما في التنظيم والتدريب واللعب على الآلات الموسيقي التي صاحبت الاحتفالية.
الكنيسة الحية … فرحة وسلام
اختُتم الحفل بترتيل ألحان الفرح للسيدة العذراء مريم، وسط تصفيق الجميع والتقاط الصور التذكارية مع أبونا الحبيب الأنبا بولس، وأبونا أنطونيوس ميخائيل، وأعضاء الكورال. لقد كان المشهد الختامي تجسيدا لمعنى "الكنيسة الحية" التي توحدها المحبة، والتي تثمر دائما تسبيحا لله.
شهادة من القلب… أنغام السماء تلامس الأرواح
ما عشناه الليلة لم يكن مجرد حفل موسيقي أو أمسية فنية، بل كان لقاء سماويا بكل معنى الكلمة. عندما ارتفعت أصوات الكورال، شعرت أن أبواب السماء قد فُتحت، وأن العذراء مريم تحيطنا برعايتها. كلمات أبونا الأنبا بولس، أبونا الحبيب والأسقف المبارك، أنارت قلوبنا وأعطتنا رجاء عظيما. وأبونا أنطونيوس بحضوره الأبوي جعلنا نشعر أننا عائلة واحدة. أما الدكتور ميشيل حنين وأمجد وبيتر فقدموا لنا درسا عمليا في الخدمة والتعب من أجل مجد اسم الله. لقد خرجنا من هذا الحفل وقلوبنا ممتلئة بالسلام، وكأننا تذوقنا طعم السماء على الأرض.
لقد كان هذا المساء استثنائيا بكل المقاييس. ما قدمه كورال هوس إيروف لم يكن مجرد عرض فني، بل رسالة روحية عميقة ارتفعت بها قلوبنا نحو السماء. إن رعاية وتدبير وبصيرة أبونا الأنبا بولس، رجل الله المحب للصلاة والتسبيح، في أن الألحان صورة من صور الحوار مع الله والصلاة، منحت المناسبة بعدا أبويا عميقا. لقد غادرنا الكنيسة ونحن نحمل في قلوبنا فرحا وسلاما لا يوصفان، وكأننا عشنا لحظة من السماء على أرض كندا. وننتظر متابعة الاستعدادات والبروفات لاحتفالية العام القادم.