جواز السفر الكندي يتفوق على الأمريكي في حرية السفر دون تأشيرة كارني: سنعتقل نتنياهو فور دخوله إلى كندا... وإسرائيل ترد: هذه خيانة اعتداءات على منازل أقباط قرية ”نزلة جلف” ببني مزار بالمنيا نعم للطريقة... لا لشيخ الطريقة ترامب يعيد أمريكا للمسرح الدولي... والسيسي يسترد دور مصر الإقليمي هل كان تشارلي كيرك هو المسيح؟! اللى تعوزه ”مصر” يحرم على ”غزة” أيها العالم: لماذا هذا الصمت على اضطهاد المسيحيين في نيجيريا ؟!‎ وأخيرا انتصرت حماس‎!! مواقع التواصُل... وضحايا براءة الثقة ما تنسوا بحر البقر يا شعب قلبه أسود!! هل يتسبب الجنس البشري في الانقراض السادس للحياة علي كوكب الأرض؟!

مواقع التواصُل... وضحايا براءة الثقة

كأي ابتكارٍ جديد؛ كان "العالم الافتراضي" في بدايات نشأتهِ ترفًا يُضفي مزيدًا من الرفاهية على حياة فئاتٍ خاصَّة من المُجتمع، قبل أن يغدو هذا الفضاء عنصرًا أساسيًا من عناصر الحياة اليوميَّة لا سيما عند دخول الإنترنت مجال خدمات القطاعات العامَّة، ثم تحوَّل إلى "ضرورة" بعد انتشار الهواتف المحمولة الذكيَّة وتبسيط تطبيقاتها المخدومة عبر الشبكة الإلكترونيَّة ليكون استخدامها سهلاً ميسورًا للأميين وذوي الذكاء الأقل من المتوسط أكثر من الأذكياء والمُتعلّمين، ثم قفزَ هذا العالم الموازي قفزةً جديدة مع انطلاق تطبيقات "التواصُل الاجتماعي" وانتشارها، وهنا تضاعفت مخاطر اختلاط الحقيقة بالوهم، والصدق بالأكاذيب، والأبرياء بالمُجرمين المُتخفّين.

يومًا بعد آخر ترتفع مُعدَّلات الجرائم التي يستعين بها مُجرمون مُتخفّون للإيقاع بضحايا ضئيل الخبرة بالحياة، ومن المؤسف أن مُعظم أولئك الضحايا من الإناث، لكن ما يبدو على قدرٍ من الغرابة أن الوقوع المُستمر في هذا الفخ ليس من نصيب إناث المُجتمعات المُنغلقة أو المُحافظة وحَسب ممن يُعتبر تورطهن بهذا النوع من التجارب القاتِلة مسألةً يُبررها التوق لتجاوز القيود وتحقيق ما لا يُمكن تحقيقه على أرض الواقع المُعاش بتحوّل الأحلام إلى حقائق، بل من نصيب الآنسات والسيدات في مُختلف المُجتمعات بما فيها مُجتمعات أمريكا وأوروبا وشرق آسيا التي يُمكن اعتبارها أقل تشددًا في إتاحة فُرص اللقاءات الحقيقية المُباشرة بين الجنسين مُقارنة بغيرها ومن ثمَّ التأكُّد من الوجود الفعلي للطرف الآخر ومن نواياه!

السرقة، الابتزاز، الاستدراج نحو القتل، جرائم يكون أول أسلحتها الثقة بمجهولين عبر تطبيقات التواصُل الاجتماعي دون معرفة تاريخهم الحقيقي ودون أي معلومات تخصهم أحيانًا غير صفحتهم المفبركة على موقع التواصل! وبينما تبني بنت الناس في مُخيلتها قصورًا وحفل زفاف وأطفالاً تنجبهم يكون المُتربص على الطرف الآخر مُحتالاً ينتظر اللحظة الحاسمة قبل إقناعها ببيع مصاغها وأخذ قرض بضمان راتب وظيفتها ثم تحوّل له النقود قبل أن يلغي كل حساباته على مواقع التواصل ويتبخّر، أو مُدمنًا مُختلاً يُخطط للطريقة التي تجر رجلها فيغتصبها، أو قاتلاً مُتسلسِلاً يُعد العدّة لإضافة جثة جديدة للجثث المدفونة تحت أرضيَّة مسكنِه، أو طفلاً عابثًا يستمتع مُتسليًا بمشاعر امرأة ناضجة ليضيف عبثه بها إلى مخزون تجاربه السخيفة!

قد يكون العالم الافتراضي بوَّابة بدءٍ بالتعارُف مع أي إنسان، لكن عيش العلاقات فيه على مدى سنوات دون أن نعرف من هذا "الأخَر" ونفهم أهدافهُ الحقيقيَّة لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج طبيعيَّة، فكثير من المنبوذين ومن تحوَّلوا إلى أوراق لعبٍ محروقة بعد اكتشاف فضائحهم في محيطهم يسلكون هذا السبيل لتحقيق طموحاتهم الإجراميَّة مع من يجهلون حقيقتهم، وكثيرٌ من الفارغين العاطلين المُتبطلين لا يجدون وسيلة ترفيه تُشبع مطامعهم الشاذّة إلا التلاعُب بمشاعر البريئات والأبرياء، وهذا العالم يظلُّ وهمًا كبيرًا ما لم يكُن أشخاصه من معارفنا الحقيقيين على أرض الواقع.