جواز السفر الكندي يتفوق على الأمريكي في حرية السفر دون تأشيرة كارني: سنعتقل نتنياهو فور دخوله إلى كندا... وإسرائيل ترد: هذه خيانة اعتداءات على منازل أقباط قرية ”نزلة جلف” ببني مزار بالمنيا نعم للطريقة... لا لشيخ الطريقة ترامب يعيد أمريكا للمسرح الدولي... والسيسي يسترد دور مصر الإقليمي هل كان تشارلي كيرك هو المسيح؟! اللى تعوزه ”مصر” يحرم على ”غزة” أيها العالم: لماذا هذا الصمت على اضطهاد المسيحيين في نيجيريا ؟!‎ وأخيرا انتصرت حماس‎!! مواقع التواصُل... وضحايا براءة الثقة ما تنسوا بحر البقر يا شعب قلبه أسود!! هل يتسبب الجنس البشري في الانقراض السادس للحياة علي كوكب الأرض؟!

دردشة…بالعربي الفصيح:

هل كان تشارلي كيرك هو المسيح؟!

كان تشارلي كيرك ناشطًا سياسيًا من الطراز الأول، واغتيل بسبب آرائه حول المثلية. كان شجاعًا حقًا في شهادته عن المسيح عندما كان يسأل عن إيمانه، وليتنا نتعلم منه جرأة المجاهرة.

شاهدت له فيديوهات عدة وهو يناظر البعض، وهو مناظر "جيد". لكن مع الأسف، كانت الردود والحقائق تتوه في مناظراته بين تصفيق المؤيدين وصياح المعارضين. لقد أسكت ألسنة العديد، كما أُخرس هو أيضًا من قبل العديد!

لكن هل يا تُرى قدم للمسيحية من ثمار محاضراته ومناظراته صفوفًا من التائبين؟ هل تراجعت أعداد من فصيل المثليين عن مثليتها بسببه؟ بمعنى، هل رأى المثليون فيه شخص المسيح؟

المسيح قال للخاطئة جملتين فقط:

١- "هل أدانك أحد؟" وهذا مجرد سؤال!

٢- "ولا أنا أيضًا أدينك... اذهبي ولا تخطئي ثانية!" بمعنى: أنا أيضاً لا أحمل شيئًا شخصيًا ضدك، لكن يجب أن تتوبي! وهذا مثال حي لـمحبة الخاطئ وكره الخطيئة.

هل فعل تشارلي كيرك ما يشبه هذا؟

ما شاهدت له من فيديوهات في الأيام الماضية كان محورها هو فتح باب النقاش، والتحفز، والتناظر، والتنافس، والدخول في الفرعيات لإثبات أنه الأصح. ورغم اعترافه بإيمانه عدة مرات وعن المسيح كمخلص، إلا أنني، للأسف، لم أرَ فيه شخص المسيح!

لم أشعر بتعزية سماوية أو حتى أرضية عندما سمعت خطاباته؛ كان دائمًا متحفز الوجه، متجهم وغير مبتسم إلا حينما يسخر ممن أمامه.

وهل كان المسيح هكذا؟ حاشا.

كان المسيح موبخًا ومناظرًا فقط للفريسيين؛ لأنهم رعاة وينبغي عليهم أن يكونوا قدوة لشعبهم. لكنه مع البقية كان لطيفًا ومحبوبًا جداً من الخطأة قبل الأبرار!

المثليون اليوم هم فئة من الشعب وليسوا جهة تشريعية دينية. بل على العكس، هم أناس مساكين مغيَّبون وضحايا يجب احتواؤهم تحت راية: "ولا أنا أيضًا أدينك... اذهبي ولا تخطئي ثانية!"

لكن المسيح وقتها طلب من المرأة الخاطئة أن لا تخطيء ثانية باسم شريعة موسى، التي كانت المرجع الأساسي لإسرائيل؛ لكن هذا التوجه المسيحي سيكون بمثابة إدانة إذا ما اتبع اليوم بدون حكمة في المجتمعات الغربية؛ لأن المجتمع لا يظن أن ممارسة المثلية خطيئة، وأي تلميح بهذا يعد تعدٍ لأن القانون اليوم، على عكس شريعة موسى، يقف في صفهم، وليس هناك أي مرجعية علمانية أخرى لدينا لنجعلهم يختبرون أنفسهم (حتى علم النفس تغير لصالحهم).

فكيف كان سيتصرف المسيح اليوم إذا سُئل رأيه في المثليين في مجتمع بلا مرجعية دينية؟

لو أتى المسيح اليوم، كان سيحتضنهم كما احتضن الخطأة الآخرين آنذاك. ودون أن يذكر أنهم مخطئون، هم سيرون في المسيح وتعاليمه ومحبته غير المشروطة وأعماله الصالحة خطاياهم، وهي ستدينهم وستدفعهم إلى التوبة. فسيكون شخص المسيح المحبوب هو من يعكس حقيقتهم لهم، وبالتالي سيطلبون أن يكونوا مثله!

هذا يطابق ما قاله القديس بولس في أفسس ٥: ١٣: "لأن الكل إذا توبخ (أي توبخ من مجرد رؤيته للنور) يُظهر بالنور". وكما هو مكتوب في عمل الروح القدس أنه يبكت العالم على خطية لأنهم لم يؤمنوا بالمسيح، فالإيمان بالمسيح يكشف الخطايا ويجعلها مرفوضة من صاحبها. رأينا هذا المثل حياً في بيت سمعان الفريسي حينما شهد لتوبة الزانية أمام المسيح دون أن يبكتها! ورأينا أن خطاياها الكثيرة قد غفرت لأنها أحبت كثيراً، أي أحبت المسيح كثيراً بسبب إحساسها بفيض غفرانه لها - دون أن ينطق!

أنا لا أقصد بالطبع أن تقوم كنائسنا اليوم بإجازة زواج المثليين ومسايرتهم كما تفعل بعض الكنائس الأخرى في الغرب، فهم بهذا ينفذون بغشامة الجزء الأول من رد المسيح وهو أننا لا نحمل شيئاً شخصياً ضدكم، ولكنهم بكل اسف يهملون الجزء الخاص بالتعليم الصحيح وهو: لا تخطئوا ثانية! وهذا التعليم لا يجب أن ينطق به جهراً، لكنه يأتي تدريجياً بالمحبة والعشرة والوعظ وتقديم المعونة الصادقة للغير، وليس بالضرورة تجاههم فقط، بل على وجه العموم كسلوك مسيحي صادق بلا رياء! هكذا كان سيكلم المسيح اليوم الذين بلا ناموس، بأحياء فيهم الضمير البشري الضروري للتوبة التامة وعمل الروح. وهذا ما علينا فعله اليوم كمسيحيين: أن يروا المسيح فينا وفى أعمالنا فيمجدوا أبانا الذي في السماوات.

فهل كان تشارلي كيرك يتبنى هذا الأسلوب المسيحي؟ مع الأسف، لا!

فعلاً قد تراه في مرة يقول لسيدة: "دعيني أصلي من أجلك"، لكن كانت صلاته تهكمية مقاطعة لما كانت تقوله ليُخرسها!

فلا يجب إذن أن نحمّل شخصيته أكثر مما تستحق. نعم، كان ناشطًا أمينًا، لكنه لم يكن مبشرًا. كان شخصية سياسية قوية، لكنها لم تكن دينية. كان شهيدًا لآرائه فقط، وليس شهيدًا للكنيسة... كان شجاعًا، بكل تأكيد، ولكنه لم يكن المسيح!