بولتون ينتقد اعتذار كارني لترامب: أظهر ضعفًا وسيؤثر على المفاوضات المقبلة
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون إن رئيس الوزراء مارك كارني ارتكب خطأ عندما اعتذر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الإعلان المناهض للرسوم الجمركية الذي أغضبه ودفعه إلى تعليق المفاوضات التجارية مع كندا.
وأوضح بولتون أن اعتذار كارني “أظهر ضعفًا”، مشيرًا إلى أن ذلك “سيبقى في ذهن ترامب أثناء تقييمه للخطوات المقبلة في التفاوض مع كندا”، مضيفًا: “لم نسمع الرئيس الصيني شي جين بينغ يعتذر عن أي تصرف قام به”.
وكان الإعلان الذي مولته حكومة مقاطعة أونتاريو قد تضمن مقطعًا للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان يقول فيه إن “الرسوم الجمركية تضر بكل أمريكي”.
وقد بُث الإعلان خلال مباريات السلسلة العالمية بين فريقي تورونتو بلو جايز ولوس أنجلوس دودجرز، ما دفع ترامب إلى إنهاء المحادثات التجارية وفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على السلع الكندية.
وأكد ترامب لاحقًا أن كارني قدم اعتذارًا رسميًا، وهو ما أقره الأخير، إلا أن الرئيس الأمريكي قال إنه لا يعتزم استئناف المفاوضات التجارية في الوقت الراهن.
وأوضح كارني أن المباحثات كانت تحقق تقدمًا في قطاعات مثل الصلب والألمنيوم قبل أن تتعطل بسبب الخلاف حول الإعلان.
من جهته، رفض حاكم أونتاريو دوغ فورد الاعتذار، مؤكدًا أنه “لن يعتذر حتى لو وُضع على آلة تعذيب”.
ورأى بولتون أن الإعلان “أصاب ترامب في الصميم”، موضحًا أن تصريحات ريغان كانت تشير إلى رفض الرسوم الجمركية إلا في “ظروف محددة ومؤقتة” بغرض الضغط على اليابان آنذاك.
ونصح بولتون كندا بإبطاء وتيرة التفاوض إلى حين صدور قرار المحكمة العليا الأمريكية بشأن صلاحيات ترامب في فرض الرسوم الواسعة، مؤكدًا أن الحكم المنتظر “قد يغيّر جذريًا موازين التفاوض”.
ويأتي ذلك بينما تستعد واشنطن وأوتاوا لإجراء مراجعة رسمية لاتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (CUSMA) العام المقبل، وسط ترقب لنتائج المعركة القضائية التي قد تعيد رسم ملامح العلاقات التجارية بين البلدين.


