From Speed Cameras to Street Violence: The Challenge to State Power المهرجان الثاني لفنون الشرق الأوسط.. احتفالية الثقافة والإبداع والتراث ”روايتان جديدتان تتحديان المحرمات في ندوة إنسانيون الثقافية” الاستقواء بقوانين الازدراء تشارلي كيرك ”شهيد الكلمة” ... و”فرج فودة” الغرب كورال هوس إيروف يضيء ويرتل أنغام السماء في شرق كندا أنا حمار... أنت مش عارف أنا أبن مين ؟!‎ بين التقليد والتجديد.. صِراعٌ أم تكامُل؟ هل عرف المصريين قيمة الرئيس السيسي؟‎ كيس الشيبس: أنا عملت كل ده؟!! اعملوا مادام نهار

دولا أندراوس تكتب: بين حانا ومانا ضاعت قضايانا

إذا كنت تحاول أن تفهم السر وراء الغضب والهياج والاستياء الشعبي العارم الذي يصدر عن عامة الشعب في بلادنا العربية العريقة تجاه بعض الوقائع في حين تقابل وقائع أخرى -أكثر أو على نفس درجة الأهمية- بصمت وخنوع ولا مبالاة، فلسوف تصاب بلوثة وبكل الامراض الفصامية والأعطاب النفسية التي يصعب علاجها إلا إذا كنت -مثلي- تعرف كلمة السر القادرة على استنفار مكنون الهياج الذي يحفل به مزاج الشارع العربي ألا وهي الدين. النعرة الدينية ببساطة هي ما يحدد سرعة الانفعالات ونوعها وحجمها لدى العامة. فلقد تمت خلال العقود القليلة الماضية صياغة الانسان العربي الحديث بصياغة دينية بحتة حتى يسهل على أولي الأمر تحريكه في أي اتجاه يريدون. يكفي أن يتكلموا باسم الدين ليستطيعوا تمرير ما يريدون من معلومات وأفكار وتوجهات يعززون بها مصالحهم دون أي فحص أو بحث أو اعتراض من قبل الجماهير. ومن أجل حماية هذا السيناريو ومن أجل بقاء الامور على حالها نلاحظ تقلصاً للمادة الجادة والجرعات العلمية والفكرية التي يتلقاها المواطن العربي من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية ليفرخ لنا المجتمع نوعين سائدين من الشخصيات. شخصيات سطحية هشة سهلة الانقياد والتبعية وشخصيات مدعية تتظاهر بالبطولة والمثالية وتنحاز إلى القضايا الجدلية الشائكة بغرض التربح أو الشهرة أو تحقيق مصالح شخصية. وقد تدور بين الطرفين صراعات ومكائد ومعارك غير أخلاقية تحت رعاية الدولة التي تصنع من خلال هذا الصراع رباطاً لصيقاً بين وجودها وبين الدين والوطن ليكون أي انتقاد لها هو هدم للدين وخيانة للوطن. وبالإضافة إلى التديين فإن من أسوأ الاستراتيجيات التي تعمد الدولة إلى تبنيها من أجل القضاء على فكرة معينة هو الشخصنة. فلقد يستغرق الأمر كثيراً من الوقت والجهد من أجل هدم فكرة ما أيديولوجياً في حين أن التركيز على الأشخاص هو الأسهل دائماً. أن تجعل من الشخص رمزاً للفكرة ثم تهاجمه وتعمل على تشويهه وهدم مصداقيته حتى تتخلص منه وبسقوطه تمحى هوية الفكرة بالتبعية. هذا الفخ يسقط فيه الأغلبية بما فيهم الطبقة المثقفة التي يتحدد موقفها من القضية تبعاً لموقفها الشخصي من الشخصية التي تتعرض للقصف. في إطار زيارة الكاتبة فاطمة ناعوت إلى كندا التي بدت وكأنها استعراض هستيري استفزازي لتجميع الأصوات الداعمة لها في قضيتها الأخيرة ولتوصيل رسالة إلى الدولة المصرية تؤكد بها على مكانتها بين أقباط المهجر، أود أن أقول أن هذا تلاعب مضاد بالعاطفة الدينية لم تكن بحاجة إليه فأي عاقل يعرف أننا بصدد قضية حرية رأي وتعبير وأن من واجبنا جميعاً أن نخوض هذه الحرب الضروس ضد كل من يحاول تحجيم العقل ومنع التفكير ومصادرة الرأي بغض النظر عن قائله. ومرة أخرى أحذر من السقوط في فخاخ الدين والشخصنة لئلا نحيد عن الموضوعية ولئلا نغفل تفنيد ومعالجة القضايا الجوهرية في خضم التحزبات الدينية والتحيزات الأخلاقية والانتقادات الشخصية ولئلا تضيع قضايانا ما بين حانا ومانا.