إيليا مقار يكتب: بين برلين وكفر مخيمر

بين برلين وكفر مخيمر- مروة علي الشربيني (7 أكتوبر، 1977 - 1 يوليو، 2009) صيدلانية مصرية كان عندها 32 عامًا لما إتقتلت في 1 يوليو، 2009 على يد مواطن ألماني يُدعى أليكس دبليو عنده 28 سنة داخل محكمة في مدينة دريسدن بعد ما طعنها 18 طعنة في 3 دقائق و بعد ما وصفها بالإرهابية بسبب ارتدائها الحجاب.وبعدها قامت مظاهرات في جنازتها شارك فيها مئات من المصريين والعرب امام مجلس بلدية مدينة نويا كولين منددين بالتطرف. وقامت مظاهرات في مدن غربية وعربية بتندد بالعنف ضد المسلمين في الغرب، وأمر النائب العام بمشاركة النيابة في مصر في التحقيقات ووافقت المانيا. وكلفت الخارجية طاقم محامين بمتابعة القضية، وبعد 5 شهور من الحادث، تم الحكم على القاتل بأقصى عقوبة في ألمانيا وهى السجن مدى الحياة.
Fast Forward
دخل مجموعة من الإرهابيين الإسلاميين علي مبنى فيه عمال مصريين في ليبيا، وسألوا على "النصارى" واخدوا 8 منهم، وإغتالوهم بدم بارد فقط لإنتماءهم الديني، وزارة الخارجية إقتصر دورها علي تنسيق نقل الجثامين، مقامتش مظاهرات شجب ولا إدانة، محدش مننا يعرف إسم واحد من أسماء السبعة اللي إستشهدوا (الثامن نجح في الهروب)، السبعة ناس فقرا من نجع اسمه نجع مخيمر، تبع لمركز إسمه مراغة في حتة إسمها الصعيد. مصر مش هتشارك في التحقيقات، وفي الغالب لن يتم القبض علي الجناة ولا محاسبتهم والحياة هتستمر.
مروة وطلعت وهاني ونادي وإدوارد وأيوب وإسامة وفوزي التمانية ضحاية الكراهية والعنصرية، يمكن السبعة الأقباط واجهوا إهتمام أقل علشان أقباط، او علشان غلابة، او علشان مفيش حكومة قوية في ليبيا نقدر نتكلم معاها،أو لأن مفيش مكسب سياسي تشجع الحكومة والمعارضة علي المزايدة على القضية المرادي... أو علشان الإسباب دي كلها مع بعض.
إنما سبب كمان إن قضية مروة حصلت في الغرب اللي بيعلي قيمة الفرد وبيحارب التطرف وبينظر لحرية الإنسان بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو لونه. سهل جداً اننا نحاكم الغرب طبقا لمعاييره، ونفضحه، ونحسسه بالذنب، إنما في حالة ليبيا، سجل ليبيا في مجال حقوق الإنسان ميتخيرش قوي عن مصر، منقدرش نتتهم ليبيا بالتطرف والعنصرية، واحنا في مصر بنعيش معاهم عادي، منقدرش نطالب ليبيا بالتحقيق العادل وإحنا عندنا قضايا بتتلفق لشباب كل يوم، منقدرش نطالب ليبيا بتطبيق القانون وإحنا لسة مسلمين ليبيا عدد من الإرهابيين الليبيين طبقا لصفقة لإطلاق سراح 5 من موظفي سفارتنا في بني غازي، بإختصار، كما قال المصري الفصيح: مبروم علي مبروم ميلفش وفي مقولة أخري: لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك.
مش هنقدر نطلب من الدول العربية تبطل تعامل شبابنا زي العبيد ويبقوا في ذمة الكفيل، الا لما نبطل نعامل المصري كأنه عبد جوة بلده. مش هنقدر نجيب حق شهداء ليبيا، الا لما نجيب حق شهداء يناير ومحمد محمود وماسبيرو والعباسية وحتي شهداء رابعة والنهضة اللي منهم مكانش شايل سلاح ضد الدولة، مش هنقدر نحمي دم وكرامة ولادنا برة، إلا لما نصون دم وكرامة المصريين جوة. الفرق بين برلين وكفر مخيمر، 2000 ميل... و2000 سنة إنسانية.
إيليا