احتفاء كبير بالكاتب خالد منتصر والكاتبة سماح أبو بكر عزت في كندا ”لامين” و ”ويليامز”... وخيانة الوطن The Erosion of Civility, A Canadian Crisis للمرة الـ4 في تاريخه.. منتخب إسبانيا بطلاً لـ”يورو 2024” رسميا... ريال مدريد يعلن موعد تقديم كيليان مبابي جوارديولا ... أفضل مدرب كرة قدم في العالم محامي اللاعب المصري الراحل أحمد رفعت يكشف تفاصيل الأزمة لماذا ينبغي تغيير ملابس السباحة المبتلة فوراً؟ هل يساعد خل التفاح على التنحيف؟ دراسة تؤكد ارتباط مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن ما أسباب تشنجات باطن الساق؟ غزوة موتيابا

نسرين عيسي تكتب : فيلسوف الرسم !

الحياة مليئة بالصدف الجميلة وخاصة عندما تكون صدفة  مقترنه بشخصيات خاصة مميزة  و   مبدعة  تستطيع أن تضيف إليك الكثير من الرقى والمتعة و االتأمل الخاص عند النظر إلى أعمالهم والتى بدورها تنقلك إلى عالم من الفلسفة العميقة الخاصة بك أحياناً  أو قد تطرح أعمالهم الفنية بذهنك سؤال أو تحرك وجدانك تجاه نوع آخر من الجمال وهذا  ما شعرت به عندما وقعت عينى صدفة على لوحة من أعمال الفنان الرائع "أحمد زيدان". وهى لوحة لسيدة مرسومه بألوان زيتيه على توال وتم لصق التوال على MDF ومقاس اللوحة حوالى ٧٢ سم فى٩٢ سم، استوقفنى جمال اللوحه بشده فهى من أجمل اللوحات التى ابدعها الفنان "أحمد زيدان" ولا أنكر أننى عشقت هذه اللوحه لهذه السيده التى تغلب على ملامحها الأرستقراطيه ، وملامحها الرقيقه ،وجسدها النحيف وبقوة شديدة  خلقت بداخلى صوره عن من تكون هى صاحبة الشعر الأحمر والنظره العميقة ؟! ليس هذا فحسب بل ايضاً  طرحت العديد من علامات الأستفهام بذهنى و التى فرضتها على مشاعرى جمال وابداع خطوط الفنان أحمد زيدان وألوانه ، وبالتدقيق فى تفاضيل لوحة الفنان  "أحمد زيدان" وأسلوب فلسفته فى الرسم تستطيع أن تستشف عزيزى القارئ أنه يهتم بتصوير الملامح البشريه  ، فتجد لوحاته مشبعه بالألوان وقوة التضاد بين الضوء والظل التى تميزت بها المدرسه التعبيريه التى ينتمى إليها الفنان احمد زيدان والتى ايضاَ تلمس ذاته و وجدانه ويجد نفسه فيها ليس هذا فحسب فهو ليس فنان عادى متميز بل صاحب فلسفه خاصة جدا ينقلها إليك  بلوحاته. حصل الفنان احمد زيدان على بكالوريوس فنون جميلة سنة 1979 قسم تصوير زيتى ومنذ نعومة أظافره كان يحلم أن يكون رساما وحقق حلمه بالفعل  ، كانت أول خطوة تجاه هذا الحلم كلية الفنون الجميلة ، كانت سنوات الدراسة فى الكلية هى من أهم فترات حياته حيث ،أقترب من كبارالفنانيين المصريين ، وأستلهم منهم معنى الفن والجدية فيها ، فكان وقته مقسم مابين الكلية، المعارض ،والمتاحف ،المكتبات ،سورالأزبكية  و،اتيليهات الفنانين ، وكان هناك نشاط قوى جدا فى فترة السبعينات من المراكز الثقافية الأجنبية بالقاهرة مثل جوته ، والمركز الثقافى الإيطالى ، والفرنسى ، والأسبانى ، والإتحاد السوفيتى وقتها. كان "أحمد زيدان"  يرى فنانيهم ويشاهدأعمالهم الدراميه ويحضر حفلاتهم للموسيقى الكلاسيكية ،إلى جانب متحف محمد محمود خليل ومتحف الجزيرة وكلاهما يحتوى على لوحات كبارالفنانين العالميين كان يرى أصولأعمالهم و يتأملها بشغف ، كل هذاأصقله بقوة ثقافياً وفنياً وجعل حلمه أن يكون مثلهم ، وفى عامه الأكاديمى الرابع اجتهد فى اخراج شخصية له فنية متأثراً بكل ماسبق ذكره من  قبل . قام أحمد زيدان عام 1977 بالأشتراك فى معرض بمشاركة زملائه ،و كان بعنوان "جماعة 79" والسبب فى هذه التسميه هو نفس سنةالتخرج ،وأقام معرضه الثانى ، والذى يحمل نفس الأسم معرض جماعة 79  سنة 1982 وأقتنى وقتها متحف الفن الحديث أحد أعماله ، ثم بدأ بعد ذلك رحلته فى البحث عن الحياة ،والبيت ،والأسرة ،وكانت فترة الثمانينات من المنحنيات الحادة فى المجتمع المصرى ، مماأجبره على التخلى عن بعض أحلامه من أجل البيت وألأسرة ، ليكتمل الحصار وأبعد تماما عن وسط الفن التشكيلى لقرابة 30 عاما كاملة ، هل تستطيع أن تتخيل معى عزيزى القارئ حجم الثروة الفنية التى كان من الممكنأن تكون بيننا الأن أو تمثلنا خارج مصر إن فنان بحجم أحمد زيدان لا يجب أن يتوقف عن الرسم ولو ليوم واحد فهو ثروة قومية بكل المقاييس حتى لو كان قراره بل كان يجب ان تتوفر له كل الأمكانات الفنيه والبيئة المناسبة ليبدع. أين كان من هذا كبار الرسامين لماذا لم يثنيه أحد عن هذا القراراو إيجاد حل يناسب الوضع وقتها؟! وبالرغم من حزنى لانقطاعه طيلة هذه السنين إلا أن قراره بالعودة للرسم مرةآخرى غمرنى بالسعادة ليس أنا فقط بل كل محبى الفن الراقى الفريد من نوعه الذى يتمتع به الفنان "أحمد زيدان" عاد مرهآخرى إلى أكثر شئ أحبه فى الحياة وأقام مع  زملاء دفعته معرض جماعة "79الثالث" فى بيت حسن فى القاهرة الفاطمية وستتوالى المعارض وسيزدادالجمال المقترن بالفلسفه وستقتنى أهم الحواط لأهم الأمكان اجمل اللوحات بريشة وألوان فيلسوف الرسم الفنان أحمد زيدان 20200518_003459 20200518_003520