٢٠٠ صاروخ إيراني... والقتيل ”فلسطيني” ! تقارب بين ترامب وهاريس قبل شهر من انتخابات 5 نوفمبر القادم ”روبرتو باچيو” الرجل الذي مات واقفا ... دون داعي!‎ كما تتفاقم الأخطاء…كذلك أيضا تتوفر الفرص! اضطراب التسوق القهري... ”إدمان التسوق ” كبار السن.. بين الجنون والتقديس! ”تيتا زوزو”... وحلم الهروب من الجامعة من الخاسر في معركة لبنان‎؟! وصباح الخير يا سينا!! الخروج من القمقم أحد لم يفقد ”وتعرفون الحق...والحق يحرركم” (أنجيل يوحنا ٣٢:٨)

جورج موسي يكتب: النائب عجينة وكرامة الطبيب المصري

لا يختلف أحد على الدور التاريخي الذي يقوم به الأطباء وباقي العاملين في الحقل الطبي في أيامنا الصعبة هذه وفي ظل الجائحة التي يعاني منها كل سكان كوكبنا المتعوس هذا، ولا يختلف أحد أن الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة وطواقم التمريض وكل من يعمل في الحقل الطبي يعرض نفسه وأسرته لخطر الموت من أجل رسالة سامية آمنا بها ونقوم بها عن طيب خاطر. في كل بلاد الدنيا يقدرون دور الطبيب ويرفعون قدره إلى عنان السماء ولكني لا أعلم لماذا يصر البعض في مصرنا الحبيبة على التقليل من شأن الطبيب والتقليل مما يقدمه الطبيب، منذ عدة أسابيع أنتشر مقطع فيديو لزيارة النائب البرلماني المغوار "إلهامي عجينة" المفاجئة لأحد مستشفيات المحروسة وبالتحديد مستشفى شربين العام، النائب الذي تعمد تصوير زيارته الميمونة للمستشفى حتى يقوم بنشرها على العامة. ظهر النائب في الفيديو الذي يبدأ بسؤال مبهم لسيادة النائب عن (أونر) المستشفى العام وكأنه يسأل على مالك سيارة معروضة للبيع ثم نجده يعطي أوامره للعاملين بالمستشفى لفتح الدفاتر تارة ويسخر من الأطباء وطقم التمريض تارة أخرى بينما يتحدث مع الفريق الطبي والإداري للمستشفى بطريقة لا تليق بقدرهم ولا بدورهم المحوري في الدفاع عن صحة المواطن وسط أجواء شديدة الصعوبة، وعلى الرغم من أن النائب يعلم أنه يسير في مستشفى وبين مرضي إلا أنه لم يرتدي ماسك طبي لحمايته وحماية الآخرين، ولا عجب فلا حاجة للرجل أن يرتدي الماسك فالرجل يريد أن يظهر بكامل هيئته وهيلمانه مرتدياً ملابسه الرسمية لزوم الشو الإعلامي الذي سينشره على صفحته على الفيسبوك. فقد ذهب يتعالى بسلطته وحصانته على أطباء وممرضات يقدمون رسالتهم في زمن الوباء الخطر. والحق أن تلك ليست السقطة الأولى لسيادة النائب المغوار ، فالنائب المغوار اعتاد أن يطلق بين الحين والآخر تصريحات غريبة الشكل وتعكس القدرات العقلية والثقافية لهذا النائب الذي يشرع للشعب المصري، فمنذ عدة سنوات خرج علينا سيادة النائب يستهجن ملابس بعض زميلاته في البرلمان بحجة أن ملابسهن تفتقر الحشمة وأن بنطلوناتهن ضيقة، وفي تصريح آخر طالب سيادته بكشف العذرية على كل الفتيات قبل دخولهن الجامعات المصرية، ثم أتحفنا بتصريح آخر عن ختان الإناث يعكس طريقة تفكيره ثم ما لبث أن أتحفنا بتصريح شهير يقول أن أكثر من نصف رجال الشعب المصري يعانون من ضعف جنسي ولا تعليق عن تصريحاته تلك التي لم تحرك ساكناً للبرلمان المصري إلا حينما أطلق تصريحه الشهير بأن البرلمان المصري منبطح وتابع للحكومة، هنا فقط تم تحويله للجنة القيّم في البرلمان والنتيجة لا شيء! ولا يفوتني عزيزي القارئ الكريم أن ألفت أنتباهك إلى أن هذا النائب "عجينة" يشرع القوانين للدكتور مجدي يعقوب والدكتور محمد غنيم وأمثالهما ورغم ذلك مازلنا ننتظر أن تكون بلادنا في مقدمة بلاد الدنيا ولا تتعجب أطلاقاً! والجدير بالذكر أن ما قام به سيادة النائب الهمام من تصوير فيديو للزيارات المفاجئة للمستشفيات ما هو إلا حلقة في سلسلة من الفيديوهات التي تُنشَر على السوشيال ميديا بين الحين والآخر لمحافظ يعنف طبيب أو مسؤول كبير يعنف أو يقيل مدير مستشفى ولا أعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة لمعاملة الطبيب المصري، لا أحد ينكر أنه قد يوجد تقصير في المستشفيات شأنها شأن أي مرفق عام ولكن المحاسبة والتعنيف لا يجب أن يكون على الهواء بهذه الطريقة. ومن الجدير بالذكر أيضاً أنه منذ أيام تعرض الأطباء المصريين أيضاً لهجمه شرسة على السوشيال ميديا وللحق وقفت نقابة الأطباء موقفاً محموداً في الدفاع عن الأطباء ووقفت الدولة أيضاً بجانب الأطباء وتقرر أن يمنح الطبيب الذي يتوفى أثناء أداء عمله معاش شهيد متساوياً مع شهداء الجيش والشرطة وللحق أنها خطوة جيدة وقرار صائب يستحق الثناء عليه، وهنا أيضاً أريد أن أؤكد أنه على الرغم من صعوبة الموقف للأطباء و الغبن الذي يتعرض له الطبيب المصري فأن أي تلويح أو تلميح بالامتناع عن أداء الواجب في هذا الوقت هو خطأ لا يجب أن يفكر فيه طبيباً أو أي فرد من أفراد الكتيبة الطبية، فمستقبل البلاد وصحة المواطنين هي مهمتكم الأساسية رغم ما تلاقون من متاعب وظروف مستحيلة. أعلم أن الطبيب المصري يعاني من ضعف المقابل المادي الذي يحصل عليه من عمله في المستشفيات الحكومية فضلاً عن قلة الإمكانيات بها مما جعله يبحث عن فرص عمل خارج البلاد وبعضهم هاجر إلى بلاد المهجر ويواجه تحديات كبيرة وصعبة وتضحيات ليست بالقليلة في معادلة شهادته ليحصل على رخصة مزاولة المهنة كطبيب، لدرجة أن بعضهم قد يرضي في الهجرة بتغيير الكاريير نفسه على أن يعود ليمارس مهنة الطب في مصر. والحق يقال أن الطبيب المصري الذي يعتمد دخله على المستشفيات الحكومية فقط لا يستطيع أن يعيش في مستوى المعيشة الذي يتمناه، أخيراً أؤكد أنني لست مع أضراب الأطباء ولا مع امتناع الأطباء عن أداء واجبهم المقدس وخصوصاً في تلك الأوقات، ولكني أيضاً ضد أي تطاول على مهنة الطب من أي أحد و ضد أن يتباهى أي مسؤول مهما أرتفع شأنه أمام الكاميرات بتعنيف طبيب أو أي أحد من العاملين في الحقل الطبي، فالطبيب وطبيب الأسنان والصيدلي والممرض وعامل النظافة في المستشفى الآن يقدمون للبلد أكثر بكثير من نائب برلمان يهتم ببنطلون زميلته الضيق أو بكشف عذرية فتاة قبل دخولها الجامعة، وأؤكد أني أُثمن قرار الحكومة المصرية بمعاملة شهداء الطب كباقي شهداء الوطن