المسيح يوسف يكتب: ”فلنتخلص من منظمة الصحة العالمية”
بقلم: المسيح يوسف
من منا لم يكن عام 2020، عاما صعبا عليه، فقد فيه حبيب وغالي أو تعرض لأزمة، أو مر بظروف صعبة، بسبب الفيروس اللعين كوفيد المعروف مجازا باسم كورونا؟ بالفعل كان عام 2020، عاما صعبا، وهو علي الأبواب ليرحل، أتمني أن يرحل بأقل الخسائر مع اقتراب نهايته. عام رغم صعوبته، لن يستطع أحد أن ينساه أو يتجاهله، سواء علي المستوى الشخصي أو على مستوى التأريخ. إنه عام وباء كورونا الذي حبس العالم منذ ديسمبر 2019، عندما انطلق الفيروس في مدينة ووهان الصين، وبعد أن غزا العالم، مع بدايات مارس 2020، وحتى الآن. هناك أكثر من 70 مليون مصاب بالفيروس، وعدد يقترب من المليون فقد حياته بسبب الفيروس اللعين.
نعم بدأت عملية التطعيم سواء للقاح فايزر بيونتك أو لقاح مودرنا، لكن عدد يعتد به من العلماء يؤكد أنه يجب استمرار الحفاظ على معايير السلامة الصحية المتمثلة في التباعد الاجتماعي، ووضع الكمامة، وغسل الأيدي!! وهذا كله يعيد للأذهان الاشتياق إلي ماضي، متى تعود لمتنا، وتواصلنا مع الآخرين، مثلما كان الحال قبل ديسمبر 2019؟
بعد أن كانت صفة التواصل الاجتماعي من أهم سمات الإنسان السوى، تحول أنماط الحياة، ليصبح التواصل الاجتماعي ملمح من ملامح اللامسؤولية الشخصية والمجتمعية لأنها تعرض حياة الإنسان والمجتمع للخطر.
على الرغم من النجاح في التوصل إلي لقاح فاكسين للفيروس، بدأت منذ أيام عمليات اعطائه للفئات ذات الأولوية، إلا أنني مندهش من أنه حتى الآن لا أحد قادر علي تحديد من المسؤول عن إطلاق هذا الفيروس اللعين. من يدرس ويهتم بتاريخ الاوبئة في العالم يجد دائما أن الفيروس كان ينتقل من الحيوان للإنسان. أما في حالة كورونا فيتم التضليل علي بدايات الفيروس، وهل هو حسب الروايات من مرقة الخفافيش، التي يعشقها الصينيون؟ أم أنه مخلق في معمل مدينة ووهان؟ وهذه الرواية الأخيرة، هي التي يدعمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أما عن دور منظمة الصحة العالمية، فهو بالنسبة لي، رغم متابعتي للأمور عن قريب، غير واضح وغريب، ويذكرني تاريخيا بما حدث بعد الحرب العالمية الأولي، والدعوة والتنفيذ لهدم عصبة الأمم المتحدة، التي كانت منظمة دولية دون فائدة. فهل حان الوقت للتخلص من منظمة الصحة العالمية، هذه المنظمة العاجزة، وغير المجدية، والمقصرة في أداء وظائفها لحماية الصحة العامة للإنسانية. إن دعوتي للتخلص من هذه المنظمة العاجزة، لا يعني صياغة وتأسيس منظمة جديدة، تمتلك من القوة والأدوات والآليات، ما يمكنها بفاعلية من حماية الصحة العامة للمجتمع الدولي، بدلا من منظمة دولية يتمتع موظفيها بوجاهة اجتماعية ومرتبات عالية، دون أن يكون لهم دور حقيقي في حماية الصحة العامة للمجتمع الدولي.
علي ما يبدو أن صياغة الأمم المتحدة بكل منظماتها الفرعية، اصبحت مجرد وجاهة دولية لبعض الدول، وعندما تريد دولة اتخاذ قرار لتصبغ عليه صفة الدولية تلجأ لهذه المنظمات، ولننظر لطريقة تعامل ترامب على مدار سنوات حكمه الأربعة لمنظمات الأمم المتحدة، على أنها منظمات عقيمة و قاصرة وعاجزة، وغير قادرة علي إدارة المجتمع الدولي عبر أعضائها.
إن المجتمع الدولي، بعد فيروس كورونا، يمر بمرحلة مفصلية جديدة تتطلب البحث عن صور وصياغات جديدة لضمان حياة أفضل للدول وسكانها، خاصة وأن من أوجد حل اللقاح لم تكن الأمم المتحدة أو منظمة الصحة العالمية، بل شركات متعددة الجنسية في الأساس أمريكية وألمانية، هي من نجحت حتى الآن في التوصل إلى لقاح ذو فاعلية حسب التقييم العلمي والمختبري. ويكفي أن نعرف أن الدواء الذي تعتمد الهيئة الفيدرالية الأمريكية للأدوية، غالبية دول العالم، إن لم يكن كلها تعتمده "عمياني!!". وإن كانت بعض الدول الغربية لاعتبارات كسب ثقة المواطن في دولها، تطلب من سلطات الصحة الوطنية فيها دارسة الدواء أو اللقاح، ولكن خلال أيام نجدها هي الأخرى تعتمد الدواء.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل أصبحت منظمة الصحة العالمية، شأن منظمات أخري تابعة للأمم المتحدة، عبئا على المجتمع الدولي؟ هل هناك من آليات لتطوير هذه المنظمات العاجزة، أو هدمها والتخلص منها مثلما حدث مع عصبة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى وتأسيس منظمة جديدة، يفترض أنها كانت أكثر فاعلية من العصبة؟
الأيام القادمة ستكشف هل نستطيع أن نتجمع مرة أخري بعد الحصول على الفاكسين، الذي يمر بعمليات صعبة في توزيعه، وفق كميات محدودة على السكان، وفق أولويات معينة لفئات محددة من السكان؟ أم أنه حتى بعد الحصول علي اللقاح سيكون من العسير أن لحياتنا الطبيعية قبل ديسمبر 2019؟