احتفاء كبير بالكاتب خالد منتصر والكاتبة سماح أبو بكر عزت في كندا ”لامين” و ”ويليامز”... وخيانة الوطن The Erosion of Civility, A Canadian Crisis للمرة الـ4 في تاريخه.. منتخب إسبانيا بطلاً لـ”يورو 2024” رسميا... ريال مدريد يعلن موعد تقديم كيليان مبابي جوارديولا ... أفضل مدرب كرة قدم في العالم محامي اللاعب المصري الراحل أحمد رفعت يكشف تفاصيل الأزمة لماذا ينبغي تغيير ملابس السباحة المبتلة فوراً؟ هل يساعد خل التفاح على التنحيف؟ دراسة تؤكد ارتباط مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن ما أسباب تشنجات باطن الساق؟ غزوة موتيابا

خالد منتصر يكتب: هوامش على تصريح ولي العهد

أثار حوار ولي العهد محمد بن سلمان مع الإعلامي عبد الله المفرد على إحدى القنوات السعودية جدلاً ولغطاً كبيراً ، كان بمثابة الزلزال الذي هز ماكان ثوابتاً عند المجتمع السعودي ، وامتدت توابع الزلزال إلى الدول المجاورة ومنها مصر ، وتفاعل مع التصريحات الشباب والنخبة الأزهر والسلفيين ، و تأرجحت ردود الفعل ما بين الفرح والغضب ، واعتبرها تيار التنوير تصريحات تصب في مصلحة حركة التنوير والحداثة ، وهي فعلاً كذلك، فالتصريح جرئ ومنطقي وواضح ولم يمسك العصا من المنتصف ، لكن السؤال هل هي نقطة البداية أم النهاية؟، هل بهذه التصريحات نكون قد وصلنا إلى حلم العلمانية والحداثة ؟.

 مخطئ من يتصور أننا قد حققنا الحلم بتلك التصريحات ، ومخطئ أيضاً من يهون من قيمتها وتأثيرها ، فتلك التصريحات عن عدم إلزام أحاديث الآحاد التي هي عماد التسلط الوهابي على عقول الناس ، لابد أن توضع في سياق الزمان والمكان ، لابد أن نعرف أنها خارجة من السعودية المليئة بالتيارات المتشددة ، ونظرة واحدة فقط على قائمة المتهمين في أحداث سبتمبر وبرج التجارة العالمي ، يعرف جيداً حجم التطرف ومساحة الأفكار التكفيرية هناك ، فأن يتصدى ولي العهد ولا يلقي بالاً لكل تلك التهديدات فهذا مكسب في حد ذاته ، إنها بداية لكن لابد أن نعمل عليها وننميها ونعمقها.

 فمصر بدأت بذور العلمانية منذ أكثر من قرن ، وظهرت فيها جامعة على أسس علمانية قبل تأسيس المملكة نفسها ، وقطعت أشواطاً هائلة ومنذ مدة طويلة وقبل أي دولة عربية في ترسيخ قيم الدولة المدنية  ، لذلك التعامل مع تصريحات ولي العهد لابد أن توضع في إطارها وحجمها ولايتوقع من تأثيرها ولايبنى عليها أحلاماً أكثر من الواقع بالنسبة لمصر ، فالتأثير سيكون سعودياً بالأساس ، وقد بدأت السعودية خطوات ثورية في مجال الحريات الإجتماعية والخروج من قفص الوهابية الخانق ، لكن للأسف ستظل مصر هي الرقم الصعب في معادلة التغيير والتجديد بعد أن كانت هي في المقدمة ويقتدي بها كل العرب عندما كانوا يريدون تطبيق قيم العلمانية ، يقلدونها ويتأثرون بقواها الناعمة ، لكن لماذا مصر هي الرقم الصعب برغم كل هذا الماضي الليبرالي والعلماني في أوائل القرن الماضي ؟، الإجابة هي أن المؤسسة الدينية في مصر لم تعد مثلها في السعودية مسيطراً عليها من الأسرة المالكة ، هناك لايسمحون للمؤسسة الدينية بإنشاء كل تلك المدارس والمعاهد الدينية التي صارت في كل قرية، على عكس مصر التي في عصر مبارك تسارعت وتيرة بناء تلك المعاهد الدينية حتى صار هناك ٢ مليون طالب أزهري وهو عدد ضخم يقسم التعليم المصري بسيف بتار ويخلق إزدواجية تعليمية رهيبة تضرب الجهاز العصبي المركزي لمنهج التعليم الذي غرضه الأساسي خلق ثقافة المواطنة والإنتماء ، فخريج أي مدرسة دينية هو شخص جاره في الفصل أو المدرج ليس بنتاً بالضرورة ولا مختلفاً معه في الدين بالحتمية ، إذن سيخرج أحادي التفكير ، وهذا معوق خطير ضد إنطلاقنا إلى العلمانية والحداثة.

 ثاني المعوقات التي تجعلنا الرقم الصعب هو إيمان العلماني بضرورة التسول من الدولة ، العلمانية تصنع ولا تتسول، وساحة معركتها الشارع الذي تم إحتلاله والعقل الذي تم إستلابه ، المعركة ثقافية بالضرورة قبل أن تكون سياسية ، المعركة طويلة النفس، ماراثون وليس سباق مائة متر ، سباحة ضد التيار وليست معه، ولابد أن يتوقع المثقف العلماني سباباً وتهديدات وتلويث سمعة وإغتيالاً معنوياً ، لابد أن يعرف ويتيقن أنه ليس خارجاً في رحلة صيد ممتعة على بحيرة الفيوم ، مصر لابد أن تنفض غبار السلفية الوهابية من على الثياب والروح ، السعودية بدأت لكننا في مصر للأسف مازلنا مترددين ..نطبطب وندلع !!.

ReplyForward