“What Happened to the Canada We Loved?”… Welcome to the new Canada هل لطفي لبيب وزياد رحباني دخلوا الجنة؟؟! لماذا لا تجرب أن تعطي صوتك للحزب الليبرالي الكيبيكي؟ (1) نشأة وتطور الإنسان علي كوكب الأرض معا لإلغاء وزارة ”التربية والتعليم” المرأة.. وتُهمة التورّط بانفلات الذكور! أنأكل الطعام وبنو غزة جوعى؟!! بين ما أريد ... وما احتاج الصراع ضد الطبيعة القديمة لا تغيير في نسبة الفائدة هذه هي أغلى المقاطعات الكندية من حيث تكلفة المعيشة جدل في أونتاريو بعد منح عقد بـ140 مليون دولار لشركة أمريكية

عماد برسوم يكتب: بين النقد الفكرى والإساءة

مع النمو الفائق للسرعة الذى تشهده البشرية في مجال تكنولوجيا المعلومات وسرعة تداولها وتوافرها لكل البشر، صاحب ذلك أيضا الكثير من الأعراض الجانبية الخطيرة والتي لها أضرار شديدة تساوى في حجمها الفوائد الإيجابية التي حصلنا عليها من خلال هذا التقدم التقنى المذهل.

نحن هنا لسنا بصدد مناقشة مشاكل فنية أو اضرار أمنية من قرصنة وسرقات من خلال شبكة المعلومات، ولكننا نواجه خطرا أشد بكثير وهو فوضى الفكر والأيديولوجيات والعقائد على جميع المستويات الإنسانية من دين وسياسة واجتماع وحتى العلاقات العاطفية والحميمية. عالم أصبحت فيه كل الصفات والخصائص البشرية سلع معروضة للبيع والشراء والإيجار، ويا له من عالم سوف يتجرد فيه الكائن البشري من إنسانيته في يوم ما. 

ويبقى أخطر ما يواجه الإنسانية هى الصراعات الفكرية والتي تؤدى دوما الى العنف، والنزاعات التي تصل الى حد المواجهات المسلحة، ويشهد التاريخ بأن أعداد ضحايا الخلافات والصراعات الفكرية يفوق بكثير هؤلاء من سقطوا في حروب استعمارية، بل ما زالوا يتساقطون يوميا أصحاب التنوير والحداثة، أولئك اللذين يواجهون الفاشية الفكرية، حاملون على عاتقهم رسالة الدفاع عن الإنسانية وحمايتها من ردة فكرية وحضارية قد تأخذ البشرية إلى عصور حالكة الظلام.

ومع الأسف الشديد ساهمت التكنولوجيا، من خلال شبكة المعلومات العنكبوتية (الإنترنت)، في تهيئة ساحات هائلة للصراعات الفكرية والهجوم الوحشى على أصحاب الفكر الإنسانى المتحضر و جعلوها منصات لحشد الغوغاء و الجهلاء ضد التطور و المدنية، وتبعثرت الأفكار و الأوراق، و تاهت الإنسانية بين أفكار و دعوات شديدة الرجعية و التخلف، و مما يثير الأسى الشديد هو مشاهدة بعض الأفراد الذين لا نعرف من أي صندوق للقمامة البشرية قد خرجوا علينا بقنوات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعى ينصبون المحاكم و يصدرون احكاما بالتكفير و الازدراء على المفكرين و على كل من تسول له نفسه نقد الفكر الانسانى و خاصا العقائدى منه. وقد ساعد هذا الاستخدام السيئ للتكنولوجيا في سرعة نشر العداء وقسوته وخاصة في أوساط الجهلاء وأنصاف المتعلمين. بل زادت الطينة بلة عندما نصب أصحاب مواقع التواصل الاجتماعى نفسهم رقباء على البشرية وقاموا أيضا بإصدار احكاما وتنفيذها على كل من يفكر أو ينقد أو يبدى رأيا، وكأن هذه المواقع هي أيضا منصات لدعم الرجعية ومحاربة أي محاولة لتحديث الفكر الانسانى بشكل عام والخطاب الدينى بشكل خاص.

واستسلمت أو وقعت المجتمعات الشرق أوسطية، حتى خارج الشرق الأوسط نفسه،  أسيرة للديكتاتورية العقائدية التى لم تسمح للبشر بالتساؤل أو حتى بمجرد التفكير في الشئون العقائدية، و قد أستخدم الحرس الحديدى للعقائد قواعد دفاعية لا تقبل المناقشة، مثل "لا تجادل يا أخى المِؤمن" أو "ابن الطاعة تحل عليه البركة" وغيرها من الأقوال المدعمة بروايات الأولين التي ذُكرت بدون سند تاريخى أو حتى بروايات مشكوك في صحتها، و بات كل من يحاول أن يفكر ضحية للأحكام الجاهزة لاتهامات غير موضوعية مثل الإساءة أو الازدراء، و أصبحت القاعدة " أنت تفكر إذا أنت مذنب".