From Speed Cameras to Street Violence: The Challenge to State Power المهرجان الثاني لفنون الشرق الأوسط.. احتفالية الثقافة والإبداع والتراث ”روايتان جديدتان تتحديان المحرمات في ندوة إنسانيون الثقافية” الاستقواء بقوانين الازدراء تشارلي كيرك ”شهيد الكلمة” ... و”فرج فودة” الغرب كورال هوس إيروف يضيء ويرتل أنغام السماء في شرق كندا أنا حمار... أنت مش عارف أنا أبن مين ؟!‎ بين التقليد والتجديد.. صِراعٌ أم تكامُل؟ هل عرف المصريين قيمة الرئيس السيسي؟‎ كيس الشيبس: أنا عملت كل ده؟!! اعملوا مادام نهار

زينب علي البحراني: تهانينا.. نجوتَ من العام الماضي!

من بين ملايين البشر الذين فقدوا حياتهم العام المُنصرِم، ومليارات الحيوانات، والطيور، والحشرات، ومُختلف الكائنات الحية التي كفَّت عن التنفس خلال العام الماضي ولم تعُد بيننا في العام الجديد، فزتَ أنتَ بفرصة جديدة لإكمال لٌعبة الحياة وتأهلتَ للمستوى القادم من اللعبة، الحلقة التالية من المُسلسل، الصفحة الآتية من الرواية، لأن الدنيا مازالت تحتاج شخصيتك في سبيل إكمال دورٍ تعتبره مُهمًا في لعبتها الهائلة، وتلك النجاة تستحق منك الاحتفال. هل تذكر كم شخصًا في العام الماضي فوجئت باسمه بين أخبار الوفيات رُغم أنك وُلِدت على هذه الأرض قبله بأعوام؟ أشخاصُ وُلدت قبلهم بخمس وعشر وربما عشرين عامًا غادروا إلى عالمٍ آخر، ومنهم من غادر بصورةٍ صادمة ومُفاجئة لأتفه الأسباب غير المتوقعة! بينما أنتَ يا صديقي الشجاع الصابر المُناضل، ذو الروح المُكافحة، نجوت من هذا المصير بأعجوبة! نجوتَ من الكوارث والحوادث والجوائح والحرائق والصواعق والسيول والمجاعات والمتحورات والأوبئة وكورونا ومكرونا وثقلاء الدم والمتطفلين والمجانين، ومادمت تقرأ هذه الكلمات فهذا يعني أنك نجوتَ من أمراض كثيرة تمنع عن القدرة على رؤية الحروف، وأمراض عقلية تمنع عن فهم ما تراه، ومادام هذا المقال وصل إلى مكانك فهذا يعني أنك نجوتَ من السجن لأسباب منطقية أو غير منطقية، ومازلتً حُرًا طليقًا تسرح وتمرح على هذه الأرض بحريتك التي سُلبت من كثيرين خلال السنة الماضية. لقد وصلت إلى محطتك الجديدة حيًا قادرًا على التنفس، قادرًا على إبصار ما لا يراه غيرك، وسماع ما لم يعد غيرك قادرًا على سماعه، وشم رائحة الأزهار والبحار والأطعمة الشهية التي فقد غيرك القدر على شمها، تستطيع تذوق المزيد من المذاقات، الركض بساقيك نحو المجهول والسير بقدميك إلى أماكن لم تذهب إليها من قبل، التعرف إلى أشخاص جدد، واكتشاف مخلوقات حية جديدة لم تكن تتوقع وجودها على كوكب الأرض، تستطيع قراءة كتب جديدة، تلقي المُكالمات الهاتفية ممن هب ودب، كتابة الرسائل وإرسالها إلى من تُحب، كسب المزيد من المال، اكتساب المزيد من الأعمال الصالحة، مُساعدة المزيد من المحتاجين والضعفاء، المشاركة في صنع تاريخ المنطقة التي تعيش فيها.. كم أنتَ محظوظ! النجاة من عامٍ مضى بكل مصاعبه وأوجاعه وآلامه وأحزانه أمرُ يستحق البهجة والامتنان والاحتفال، لذا يحق لك أن تحتفل بحياتك الجديدة ليلة رأس العام الجديد بأقصى قدرتك على الاحتفال، ولا تنسَ استغلال أيام هذا العام استغلالاً مثمرًا يؤكد قيمتك على الأرض، ويجعلك مؤهلاً للنجاة في العام القادم أيها الصديق القوي ذو الحظ العظيم.