٢٠٠ صاروخ إيراني... والقتيل ”فلسطيني” ! تقارب بين ترامب وهاريس قبل شهر من انتخابات 5 نوفمبر القادم ”روبرتو باچيو” الرجل الذي مات واقفا ... دون داعي!‎ كما تتفاقم الأخطاء…كذلك أيضا تتوفر الفرص! اضطراب التسوق القهري... ”إدمان التسوق ” كبار السن.. بين الجنون والتقديس! ”تيتا زوزو”... وحلم الهروب من الجامعة من الخاسر في معركة لبنان‎؟! وصباح الخير يا سينا!! الخروج من القمقم أحد لم يفقد ”وتعرفون الحق...والحق يحرركم” (أنجيل يوحنا ٣٢:٨)

خالد منتصر يكتب: عن أفول الغرب

لست من السذاجة لأنتقد قراءة كتاب لمجرد العنوان، فأنا لا أنتقد شخصا، بل فكرا، وأنتقد أيضا فكرة سائدة عند المؤسسة الدينية، وهي الخصام مع أعمدة الحداثة الثلاثة، وهي نسبية الحقيقية، ومرجعية العقل، وحرية الفرد، فعندما ينتقد الرأسمالية الغربية المتوحشة وأنا شخصيا أنتقد هذا، فهو ينتقد على أساس البناء هذه الأعمدة الثلاثة، لكن نحن ننتقد من مفهوم إقصائي استئصالي. من يقول إن كتابا بشريا هو ثلاثة أرباع الدين ومن ينتقده كافر أو مرتد، فهو يتعارض مع مرجعية العقل، لأن هذا الكتاب يتعارض مع العلم الحديث في أكثر من موقف، وعندما يُقال إن ضرب المرأة ممكن بشرط ألا يُكسر لها ضلع فهذا يتعارض مع حرية الفرد، أو يقال إن المسيحي كافر، وعندما أهاجم أهم نظرية هجوما مكفرا لمن يتبناها، وهي نظرية التطور، إذا أنا على خصام مع الحقيقة العلمية عندما أصر على أن أدرس في مناهج جامعتي أن دية المسيحي أقل من دية المسلم، وليس على الزوج دفع ثمن علاج زوجته والحمل أقصى مدة له أربع سنوات، إلى آخره، فأنا بالطبع على خصام مع هذه الحضارة تماما، ولا أقرأ عن انتقادها بغرض الدراسة، لكن بهدف أن تحل محلها الخلافة الإسلامية التي ذقنا منها الأمرين. للأسف المزاج السلفي هو الأكثر سيطرة وانتشارا منذ زمن طويل، لذلك كان الصوت الأوضح والأعلى هو صوت المتشددين لأفكارهم ووجهات نظرهم، بعدما اختزلوا الخلاف في شخص، مع أنه خلاف مع فكر. رجل الدين له كل الاحترام، ومن حقنا أن نختلف حول أفكاره.. نحن لسنا في خصومة مع مؤسسة دينية بعينها، لكننا ضد تيار معين يريد اختطاف المؤسسة الدينية، عن نفسي، لدّي واحد من أعز أصدقائي أزهري، هو سعدالدين الهلالي وهو أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، ودائما ما يتعرض لنقد جارح من داخل المؤسسة، بالتالي فالتنويري الحقيقي ليس في خصومة مع أشخاص، بل مع أفكار.