إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة استريحوا قليلا

زينب على البحراني تكتب: الملِكةُ الرَّاحِلة ونساء العالم

على مدى سبعة عُقود من الزمن تربَّعت الملكةُ الراحِلة "إليزابِث الثانية" على عرشِ المملكة المُتحدة قبل أن تُغادر عالمنا عن عُمرٍ ناهز 96 عامًا حافلاً بالأحداث المحفوفة بالدهشة والمنجزات التي لا يُمكن للتاريخ تجاهلها منذ أن تم تتويجها في سن الخامسة والعشرين عام 1953م، وكان لها حضورًا محبوبًا في مواقف ما كانت ستحظى بذات الصدى لو لم تكُن هي سيدتها.. الملكةُ التي التُقِطت لها أكثر من مائتي صورة بورتريه منذ بلوغها سن السابعة، أرسَلَت نحو 300 ألف بطاقة تهنئة سعيدة إلى معمرين وصلوا إلى سن المائة، وأكثر من 900 ألف بطاقة أخرى لتهنئة أزواج يحتفلون بذكرى زواجهم الستين، وإذا كان كُل ما تفعله يحظى بشعبيَّة عالية لدى شريحة واسعة من الناس حول العالم بوجهٍ عام، إلا أن تلك الشخصية كانت تمتاز بمكانةٍ خاصة عند نساء العالم بوجهٍ خاص. لقد كانت الملكة أيقونةً ومثلاً أعلى لنساءٍ كثيرات باعتبارها سيِّدة تحقيق المُعادلات الصعبة التي جمعت بين شخصية الفتاة الحنونة المُهتمة بالحيوانات الأليفة وبين الشابة المُقاتلة الباسِلة المُحاربة التي عمِلت كسائقة شاحنة وميكانيكية خلال الحرب العالمية الثانية، وجمعَت بين شخصية الزوجة اللطيفة والأم المُحِبة لأفراد أُسرتها دون أن تُقصِّر في واجباتها كملكةٍ للبلاد، ثم كانت الجدَّة القويَّة التي رغم مواجهتها لحظاتٍ عصيبة في حياتها الأسريَّة والعامَّة ككل امرأة إلا أنها لم تسمح للأمور بالخروج عن سيطرتها حتى نهاية عُمرها، وظلَّت المرأة الشجاعة التي لم تتوانَ عن قيادة سيارتها بنفسها عندما لم يوجد السائق رغم تجاوزها سن التسعين ذاك الوقت! ومع بزوغ مشهورات وانطفاء مشهورات على مدى الأعوام السبعين الماضية؛ بقيّت هي الأكثر شُهرة في أوساط المُهتمَّات بعالم الأناقة وأساليب اللياقة المُجتمعية بدءًا بملابسها التي تجمع بين الاحترام والاحتشام الرسمي دون أن تُجانب الألوان والتصاميم الأنثوية، مرورًا بأشكال قبعاتها وحقائبها وقفازاتها ومجوهراتها، وصولاً أسلوبها في الإمساك بكوب الشاي وارتشاف ما فيه، دون إغفال المواقف التي تجلَّت فيها روحها المرحة وتعاطفها مع الأحداث العالمية والمحلية بصورة تعتبرها طبيعة النساء حول العالم منتهى الحكمة وقمَّة العقلانيَّة مقارنة بأي ردود أفعالٍ أخرى عنيفة أوغير مُبالية. لقد امتازت تلك الشخصية النادرة بكونها أقرب إلى الشخصيات النسائية الأسطورية المثالية التي لا تُسمع إلا من عالم الروايات الساحرة والأفلام الأسرة، تلك التي تستطيع بروحها القويَّة وشخصيتها الفولاذية فعل كُل شيء ولا تعجز عن شيء في عالم البشر، لذا تجاوزت مملكتها المعنوية حدود مملكتها المادية لتتربع على عرشِ ملايين قلوب النساء حول الأرض.