٢٠٠ صاروخ إيراني... والقتيل ”فلسطيني” ! تقارب بين ترامب وهاريس قبل شهر من انتخابات 5 نوفمبر القادم ”روبرتو باچيو” الرجل الذي مات واقفا ... دون داعي!‎ كما تتفاقم الأخطاء…كذلك أيضا تتوفر الفرص! اضطراب التسوق القهري... ”إدمان التسوق ” كبار السن.. بين الجنون والتقديس! ”تيتا زوزو”... وحلم الهروب من الجامعة من الخاسر في معركة لبنان‎؟! وصباح الخير يا سينا!! الخروج من القمقم أحد لم يفقد ”وتعرفون الحق...والحق يحرركم” (أنجيل يوحنا ٣٢:٨)

هاني صبحي يكتب: إن أردت شيئاً بشدة ... إنتش وإجري!!

الأسبوع الماضي استقبل هاتفي رسالتين على تطبيق ماسينچر في يوم واحد عكس بعضهم، لكن كانت لهم دلالات خلتني مجبر على التأمل وإعادة صياغة أفكاري فيما وصل له حال المجتمع المصري، وكيفية التعامل مع ظواهره بشكل واقعي وموضوعي.. الرسالة الأولى كانت عبارة عن ڤيديو للفنان إياد نصار بيخبط على صدره ويرقص على خلفية صوت مجهول لشاب بيقول اتي مونتو! اشتر يوجو! موبين كيرا! ... شئ من هذا القبيل.. بس الشهادة لله سمعت جملة مساكن شيراتون فحسيت إن الموضوع فيه عمق ورسالة ما لسه معرفتش أفك شفراتها. سألت الصديق اللي بعت الفيديو هو ايه ده؟ لأني فعلا كنت مشغول شوية ومش عارف ايه اللي جد على السوشيال ميديا اليومين اللي فاتوا.. اتأخر عليا في الرد شوية لأنه مكانش باعتهولي انا شخصيا، هو استخدم خاصية تحديد الكل ثم الإرسال، المهم أنه اخيرا رد وعرفني بالترند مع قدر لا بأس به من السب والسخرية من صاحب الفيديو الأصلي. وقال لي ادخل صفحتي هتلاقيني ناشره عندي، دخلت فعلا ولقيته عامل عنده بتاع 20 ألف مشاهدة على كمية شير معتبرة، ولقيت شبه إجماع من المعلقين على إن المحتوى مبتذل وتافه ولكِ الله يا مصر!! المفارقة بقى إن في نفس اليوم جاتلي رسالة من صديقة بتدعوني ادخل على موقع للتصويت لدكتور مصري اسمه أحمد الزغبي على مسابقة عاملاها جامعة هارفارد، اللي بمنتهى الأمانة فعلا معرفوش، وعرفت أنه عامل بحث عن تطوير جسيمات نانومترية لمواجهة سرطان البنكرياس.. دخلت طبعا على الفور وصوت له، وعرفت في وقت لاحق أنه حصل على المركز الأول في المسابقة. بعدها لمحت بالصدفة بوست عند أحد الأصدقاء، شفت فيه أهالي قرية الشرقي بنجع حمادي متجمعين على القهوة جلوسا وقياما.. مش عشان ماتش كورة ..دول بيتابعوا حديث تليفزيوني لابن قريتهم الدكتور مصطفى عبد السميع الباحث بجامعة فري بورج السويسرية وهو بيتكلم عن أبحاثه العلمية. وتابعت ردود الفعل الغاضبة من الناس، على خبر تعاون إحدى شركات الاتصالات مع الأخ مايكل جاكسون الغلابة ده، والاستعانة بكلمات أغنيته في خدمة الكول تون نظير مبلغ مالي، وشوفت ثورة الغضب والانتفاضة الشعبية ضد الرأسمالية المتوحشة، والمعايير الملتوية، والانهيار الاجتماعي والثقافي اللي صعَّد على السطح كل ما هو ردئ ومبتذل، ودفن وطمس كل ما هو جيد وراقي ومتحضر. ويا خسارة التعليم والسنين اللي راحت من عمر مهندس ولا دكتور ولا باحث أو عالم أو أديب.. والتساؤلات المُحبَطة اللي بيسألها الناس وسط دموع القهر واليأس عن جدوى التعليم والإخلاص في العمل، والاجتهاد في لقمة العيش الحلال إن كان الطريق المتاح للشهرة والمال هو الانحطاط والسطحية والاسفاف ده .. سألت نفسي سؤال معرفش ليه مسألتوش للصديق اللي بعت لي رائعة مساكن الشيراتون انتش وأجري.. هو مين اللي بينشر ويروج للتفاهات دي؟؟ مين اللي لما بيتصفح ويشوف محتوى ردئ مبيخليهوش يقف عنده ويكفي الناس والمجتمع شره؟ . كام واحد اتكلم عن أحمد الزغبي اللي حصل على المركز الأول في مسابقة عاملاها جامعة هارفارد؟؟؟ كام واحد فينا اتكلم وقام بدوره أنه يعرف المحيطين بيه حتى على عشرات غيره؟ أو كام واحد شافهم وكسل يكتب بوست أو يشير إليهم أو ينده عياله يقولهم خدوا من اللي زي دول القدوة والمثل؟ في المقابل كام واحد بدل ما يشوف الرديء ويتجاهله ويجعل الابتذال يقف عنده، ساهم في نشره اكتر وهو بيبكي على المجتمع اللي انهار وعلى الفساد اللي انتشر . كام واحد شاف محتوى جيد على اليوتيوب ومفكرش ينشره ويدعم قناة صاحب المحتوى؟ كام واحد قرا كتاب مميز وكسل يشجع كاتبه ويعرف الناس اللي عنده بيه؟ كام واحد شاف نماذج طيبة وناس أصحاب حرف أو مواهب مميزة ومحترمة وتجاهل الإشارة ليها عشان يتفرغ لانتقاد كليب شيماء أو يتريق على تيك توكر أو يهاجم عيل بينتش ويجري؟؟ كام واحد فطن للمنهج السائد في تصدير كل ما هو قبيح وسئ وتافه في الإعلام والمواقع، وفرضه على العقل الجمعي، وطرحه بإصرار وتكثيف للجدال والهري اللي بلا عائد أو مردود إيجابي؟ في المقابل التجاهل والتعامي عن كل ما هو ناجح وراقي ومتحضر؟ هو ده السؤال اللي نسأله لنفسنا قبل ما نتفرغ لجلد الذات وصب اللعنات على المجتمع اللي بيدعم فساد الذوق وانهيار القيم. احنا عايشين في زمن انتش وأجري .. وما أكثر من تخلى عن الأخلاق والمبادئ واتجه لتطبيق نظرية انتش وأجري من غير ما يكون سرسجي أو من ساكني السطوح المغضوب عليهم . هو عمرو دياب لما بدا يغني من اشعار الفنان البوهيمي تركي آل شيخ وقفش له مليون دولار عشان يغني لبرج الحوت مكانش بينتش ويجري؟ الفنانين اللي مفترض كبار تخلوا عن الجيد والمضمون المحترم واتجهوا لكل ما هو سيء وردئ عشان كل واحد فيهم يمشي حاله ويعمل له ملايين من الدهلكة والتفاهة مش بينتش ويجري؟ هو لعيب الكورة اللي بيتحكم في مزاجك ويحرق دمك وبياخد ملايين من غير اي مردود فني مش بينتش ويجري؟ اللي واخدين فلوسك انت شخصيا وبيصرفوا على مدرب في الشهر مرتب يفتح 50 مركز شباب عيالك يمارسوا فيه الرياضة مش بينتش ويجري؟ نحن في زمن انتش وأجري .. السطحية والتفاهة سوق موجود في العالم كله وبيفتح بابه لكل اللي بيقلع له برقع الحياء والكرامة والأخلاق، ودي طبيعته وطبيعة مريديه.. متفتحش بابه وتبص عليه وعلى فلوسه طالما رافضه..اللي مش حابب الردئ يقاومه بالتجاهل ..يسعى في سكةاحترامه لنفسه ..ويطور من قدراته ويفكر ويجرب ويحاول..متصبش لعناتك على اللي اتربح من الإسفاف لانك أنت اللي عملت له سعر لما اهتميت بيه..  ومتزعلش من قلة فلوس الطريق الصحيح لأن ده طبع الحياة...الحق والجمال طريق يعاني من قلة سالكيه اساسا ... إذن اختار .. إما انك تمشي في سكة تكسب فيها ذاتك وربك وسلامك النفسي .. أو انزل ملعبهم ...و اعمل زيهم ..إنتش وإجري