إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة استريحوا قليلا

ابرام مقار يكتب: عام بين الإنكسار والإنتصار

منذ عام تقريباً وتحديداً في الاول من ديسمبر 2012، كنا نتظاهر امام مبني برلمان اونتاريو بوسط مدينة تورنتو، في تظاهرة شرفتُ بتنظيمها مع الزميلةُ "ليلي دسوقي" منسقة حركة "مصريين كنديين من اجل الديمقراطية"، وبمشاركة كل المنظمات المصرية والقبطية في كندا تقريباً. وكانت تلك هي التظاهرة الثالثة في مدة اسبوع، إحتجاجاً علي الإعلان الدستوري الذي اصدره مرسي في الثاني والعشرين من نوفمبر. وبينما كانت السماء تملأها السحب، وبرودة الجو تصل الي عشر درجات تحت الصفر، وبينما نحن نهتف ضد مرسي ومرشده وجماعته، ونطالب بالعدل لدماء ضحايا جماعة الاخوان، جاءنا الخبر ان "محمد مرسي" لم يبال بكل تلك التظاهرات في الداخل والخارج، وأنه اعلن في خطابه "دعوة الشعب للاستفتاء علي الدستور". والحقيقة اعترف انني اصابني "الإحباط" وخاصة وانا اري مرسي في مشهد تافه وهو يمسك نسخة من الدستور ومعه الغرياني، وتحول "الإحباط" الي "حزن" علي مصر، ذلك البلد العظيم وانا اري اسوأ من فيها يحكمها، وأجهل من بها يضع دستورها. وسرعان ما تحول "الحزن" الي "خوف" علي مستقبل وطني، وتساءلت هل كنت مخطئاً عندما قلت لزميلي "الايراني" قاطعاً أن "مصر ليست ايران"، عندما حذرني يوم خطاب تنحي مبارك وقال "احترس ففي عام 79 كنت أسعد منك وكنا نعيش نفس الاجواء، ثورة قام بها شباب ومات في سبيلها ليبراليون ويساريون لتسرقها التيارات الدينية ولم ننجح في استعادتها حتي اليوم". وجازت في عقلي وقتها كل الصور المخيفة بدءًا بما فعله "الخوميني" بأيران وانتهاءً بما فعلته "حركة طالبان" بالمجتمع الافغاني المثقف والمتحرر في ذلك الوقت قبل ان تدمره تلك الحركة. أوطان عدة وقعت اسيرة لحركات وجماعات دموية غير وطنية في لحظة "تمكين" فارقة. وهنا تحول "الخوف" الي "رعب" من ان تكون تلك هي لحظة "التمكين" التي وقعت فيها مصر فريسة لمليشيات ذلك التنظيم الدولي السري ولكن بعد الليل لابد أن ياتي نهار، فبعد عام تماماً وتحديداً يوم الاول من ديسمبر عام 2013، جلست اشاهد علي الهواء اللحظات الاخيرة في عمر لجنة الخمسين، فقد تغير المشهد كلية: شتان بين من يكتب دستور لاجل "وطن"، وبين من يكتب دستور لاجل "جماعة" شتان بين رئيس وحضور وانضباط ونظام ومناقشات لجنة دستور 2013 ، وبين رئيس وحضور وعبث لجنة دستور 2012 شتان بين من يقول "مصر حفنة تراب"، وبين من يقول "تحيا مصر" شتان بين لجنة رفضت بأكملها اجبار رئيس الدولة علي تعيين نائب قبطي او امرأة، وبين لجنة وافقت بأكملها علي مادة تضمن تمثيل عادل للاقباط والمرأة بالمجالس النيابية شتان بين لحظة الإنكسار في ليلة الاول من ديسمبر 2012، ولحظة الانتصار في الاول من ديسمبر 2013 وأختتم هذا المشهد الرائع للجنة الدستور الجديد بالكلمات التي قالها الدكتور المستنير "سعد الدين الهلالي" أستاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر وأحد اعضاء لجنة الدستور، حين قال "هذا الدستور وضعه بشر ليحكم العلاقة بين بشر، هذا الدستور لم يتاجر بالدين، هذا الدستور مشرف لثورة 30 يونيو التي حمت الدين من المتاجرين به