إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة استريحوا قليلا

زينب علي البحراني تكتب: سرٌ ثمينٌ للنجاح

تسلُّق جبال النجاح يتطلب همَّةً عالية واجتياز تحديات قد تكون غير متوقعة لا سيما عند التجربة الأولى، وما لا يُخبرك عنه الآخرون أن اتحاد الموهبة والاجتهاد والشغف وصدق الرغبة لا يكفي لتحقيق الهدف المنشود؛ بل ثمّة سِماتٌ داخليَّة لا بد من توفرها في شخصيَّة الطامح للنجاح لعل أبرزها القدرة على ضبط المشاعر أمام المواقف الجارِحة أو المؤثرة، وهو سرٌّ ثمينٌ اكتشفه رجل الأعمال المصري الشهير "أحمد أبوهشيمة" في مرحلةٍ مُبكرة من حياته، وكان لحظة فاصلة بين سقوطه أو نجاحه. ذكر "أحمد أبوهشيمة" خلال لقاء أجراه معه الإعلامي "معتز الدمرداش" في برنامج "ضيفي" كيف أن أحد تُجار الحديد كان فظًا معه وطرده مُستهينًا بشكل ملابسه لا سيما ربطة العنق التي كان يرتديها ذاك الوقت عند أولى مُحاولاته دخول عالم تجارة الحديد بدايات العشرينات من عمره، وكيف تجمعت الدموع في عينيه وهو يخرج من المكان؛ لكنه سُرعان ما تمالك نفسه لأنه شعر أنها فُرصته التي يجدر به عدم إهدارها وإن كان الثمن أن يدوس على رهافة مشاعره هذه المرة، فاختار أن أن يستدير عائدًا للتاجر الكبير ويسمع طلباته ويستجيب لها مادامت تلك اللحظة الحاسمة ستكون جسر انتقاله إلى عالمٍ يحلم به ويصبو إليه ويتمناه، وقد تحقق له ما أراد. هناك أشخاص يستمرون بالدوران في حلقة مُفرغة من الفشل المُستمر رغم كل ما يبذلونه من وقتٍ ومجهود في سبيل تحقيق هدف كبير يحلمون به، لأنهم ينصاعون انصياعًا كاملاً لأمواج مشاعرهم بتقلبات مدها وجزرها الحادة، يتقدم بهم العمر وهم ينتظرون من كل شخصٍ يعرفونه أو يلتقون به أن يسير على مزاجهم وهواهم وفق السيناريوهات المرسومة في عقولهم سواء كانت منطقية أو غير منطقية! يركلون إحدى الفرص، يصفقون الباب أمام أُخرى، يتجاهلون الرد على هاتفهم الذي يدعوهم لاستقبال فرصة ثالثة، لأن مشاعرهم ترفض أن تنضج بما فيه الكفاية لاكتشاف أنهم لم يكونوا ولن يكونوا "محور الكون"، وأن استبدال أي شخصٍ بغيره وأي موهبة بغيرها يغدو أسهل كل يوم مع ارتفاع مُعدلات سُكان الأرض! الوصول إلى أي نجاحٍ كبير يتطلب شخصية تجاوزت التوق الصبياني لبكاء الطفولة وحَرد المُراهقة على أتفه الأسباب، وبلغت مرحلة النضج النفسي والمشاعري الذي يؤهلها لتمالك نفسها والمقارنة السريعة بين ما ستحصل عليه وتصل إليه إن تجاوزت بعض المواقف واتخذت منها موقف التسامُح أو حتى التغافل وبين ما ستخسره إن أصرَّت على مُراهقتها المشاعريَّة المؤبدة واستثارة المُشكلات التي تُدخلهم في خصام من هب ودب! أنتَ لديكَ هدف، وهذا الهدف يتقاطع في "مصالح مُشتركة" مع آخرين، هؤلاء الآخرون لا يهمهم هدفك ولا يهمهم أنت نفسك؛ بل يهمهم تحقيق مصلحتهم كما يهمك تحقيق مصلحتك تجاه هذا الهدف، استسلامك لنزوات مشاعرك الدامعة يجعلك الخاسر الوحيد في هذه المُعادلة، هل تسعى إلى نجاح أم إلى رصيد من الإحباطات والخسائر المتوالية؟