From Hospitality to Hostility: A Silent Transformation اغتالوا علماء المعامل.. لا علماء الفتاوي من ينتصر في الحرب الإسرائيلية الإيرانية: ومشهد دولي معقد؟ مصر والخليج يخططان لزعامة العالم... وسينجحون‎ متى سيخدمنا الذكاء الاصطناعي؟ وفي يوم خرج مرجعش !‎ تعليم مصر في خبر ”كان” ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (10) للحرية أسطول!! إن فسد الملح رسالة من ”ميامي” نشأة الثقة بالنفس “ Basic Trust ” بين علم النفس... وبين الرجاء المسيحي ” لأننا سنراه كما هو“ (١يوحنا ٢:٣)

خواطر مسافر إلى النور (٢٠١) ”موسى نبي.. عيسى نبي.. محمد نبي … وكل من له نبي يصلي عليه“ فماذا عن (عيسى) المسيح؟

"إثناء كتابة المقال، تذكرت هذا النداء الذي كان ينادي به الباعة الجائلون لجذب الانتباه إلى ما يبيعونه عند صعودهم للترام في مقتبل العمر بالقاهرة. ففعلت مثلهم واخترته عنواناً للمقال لعله يكون مناسباً في لفت الانتباه للمقال أيضاً".

يتشابه النبي موسى والنبي محمد تاريخياً واجتماعيا في عبقرية قيادة شعب بدائي غير متحضر عن طريق شريعة حاكمة ضابطة للإنسان والمجتمع بالحديد والنار وصلاحيتها لها صبغة سماوية.

فالشعب العبري كان مستعبداً في مصر، والشعب العربي كان مثله مستعبداً لحياة بدائية. ولم يكن متاحاً له نظام اجتماعي متحضر. ولم ينعم بفرصة للتعليم والرقي والتفكير.

أفتقد الشعب وجود أجهزة قضائية لإصدار الأحكام وفض المنازعات وأجهزة شرطية لتنفيذ أحكام القانون، ولا سجون ولا غير ذلك.

ولقد تمخضت عبقرية النبيين موسى ومحمد في أن يجعلا من الشريعة نفسها أداة الحكم وإدانة الأخطاء والمخطئين، وأن يجعلا من المجتمع رقيباً على تنفيذ الشريعة ومن الإنسان نفسه منفذاً للشريعة على غيره.

ومن أمثلة ذلك في شريعة موسى نبي اليهود أن الأخ يقتل أخيه المرتد بنفسه :

” وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلًا: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ 7 مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكَ، الْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ الْبَعِيدِينَ عَنْكَ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا،8 فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ، 9 بَلْ قَتْلًا تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلًا لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا.10 تَرْجُمُهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ الْتَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.11 فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ.“ (سفر التثنية ١٣)

وكذلك تأمر الجماعة برجم الزانية المتلبسة :

21 يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.( تثنية٢٢)

و الأبن العاق الذي يشهد عليه أبواه يرجمه كل أهل الحارة :

18 «إِذَا كَانَ لِرَجُل ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لاَ يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلاَ لِقَوْلِ أُمِّهِ، وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلاَ يَسْمَعُ لَهُمَا. 19 يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلَى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلَى بَابِ مَكَانِهِ، 20 وَيَقُولاَنِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لاَ يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا، وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ 21 فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ، وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ. (تثنية ٢١)

ولا يختلف الأمر كثيراً في شريعة نبي العرب. ولن أطيل بأمثلة في ذلك .

وبهذا نجح النبيان موسى ومحمد في وضع أطار ضابط ومُحكَم ومخيف لتنفيذ الشريعة التي وضعها لشعبه، خاصةً أن نَسَبها إلى الله، فمن يعصي شريعة موسي أو محمد فهو يعصي الله نفسه. ومن ثمَّة فهو مستحق الرجم أو القطع أو أي عقوبة أخري علي الأرض، ناهيك عن عقوبة نار جهنم في الآخرة .

وبالإضافة إلى حاجز الخوف الذي وضعته شريعة موسي وشريعة محمد من انتقام الله من المخطئين، فقد جندت الشريعة المجتمع كله للحكم على بعضه وتنفيذ الشريعة، وهذا ما أوجد مجتمعاً مستغرقاً في الازدواجية والرياء.

فبينما الجميع مهزومين من أخطائهم وخطاياهم فإنهم في نفس الوقت لهم صورة التدين وطاعة الشريعة. وكل منهم يدين ويحكم على نقائص أخطاء غيره. بل وكلما بالغ في الحديث باسم الشريعة وإدانة الآخرين على مخالفاتهم، كلما يبدو في عين نفسه وربما غيره أنه أكثر تديناً وبراً وإكراماً لشريعة الله ونبيه عبد الله ورسوله.

إن الموروث اليهودي والعربي بما تأسس عليه من شريعة أنشأ الإدانة والغضب والانتقام باسم التأديب والتقويم لأخطاء بعضنا وأبنائنا وزوجاتنا وأزواجنا. فتجد أن رد الفعل الأكثرين على أخطاء الآخرين بل والقريبين هو التنمر والغضب والانتقام والعقاب.

هذه الحالة المجتمعية نقلها لنا بولس رسول المسيحية في رسالته إلي أهل غلاطية (ص ٥): ”فَإِذَا كُنْتُمْ تَنْهَشُونَ وَتَأْكُلُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَانْظُرُوا لِئَلاَّ تُفْنُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا“

إن أسلوب الأنبياء الدموي والإبادة الجماعية قبل مجيء المسيح كان مرجعه عجز الشريعة والقانون - أيَّاً كان النبي الذي أتي بها - عن تغيير الإنسان وشفائه بتجديد طبيعته البشرية. فكانت أبادة الشعوب هي الحل لديهم.

ففي الموروث اليهودي مثلاً: بدلاً من أن يقدموا أطفالهم ذبيحة للصنم "مولك"، قام النبي والقائد يشوع بن نون ورجاله بذبح هؤلاء الأطفال مع أهاليهم في أريحا.

لا شك أن العدد الهائل من أحداث القتل والإهلاك والحروب التي أمتلأ بها تاريخ الأنبياء بتطبيق الشريعة عند اليهود والعرب من أوامر النهب والقتل والحرق واسترقاق النساء والأطفال تؤكد حقيقة واحدة ” أن الموت قد مَلَك“ على البشرية ( رسالة رومية ٥) .

وبالموت مَلَكَ مَن له سلطان الموت أي إبليس :

- ” فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم أشترك هو ( المسيح أبن الله) أيضا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس“ ( عبرانيين ١٤:٢)

- ”فنظرتُ وإذا فرس أخضر( لون شحوب الموت / أخضر باهت علي أصفر“، والجالس عليه أسمه الموت ، والهاوية تتبعه، وأعطيا سلطانا على ربع الأرض أن يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش الأرض“( رؤيا ٨:٦)

- ” لأن رئيس هذا العالم ( الشيطان) يأتي وليس له فيَّ شيء“ (يوحنا ٣٠:١٤).

- ” نعلم أننا نحن من الله، والعالم كله قد وُضِعَ في الشرير“( ١يوحنا ١٩:٥)

لقد أنبأ اللهُ آدمَ أن بسقوطه قد تغرَّبَ عن حياة الله وبذلك صار عبداً للشيطان الذي ”كان قتَّالاً للناس منذ البدء“. وأن الشيطان سوف يقتل نسل حواء ”هو يسحق عقِبك“ .

وكشف الله من خلال شريعة موسي”أجرة الخطية موت“ أي أن الموت هو مصير الأنسان لأنه صار أسيراً لإبليس بالخطية.

ولكي لا يظن البشر أن سلطان إبليس أي ”موت الخطية“ يجعل منه إلهاً موازياً لله الواحد سبحانه، لذلك تحاشي موسى النبي أن ينسب إلي الشيطان أياً من أعمال القدرة، حتي الشريرة منها مثل الموت بسبب الخطية. هكذا سجَّلت الشريعة ذلك المصير للإنسان وكأن الله هو المُنشِئ له، بينما الشريعة كانت كاشفة له فقط. وبذلك فإن الشيطان حتى في تسيده على الإنسان بموت الخطية كان بسماح من الله عن طريق الشريعة.

وبهذا حافظت التوراة علي عبادة الإله الواحد وكتبت أن الله هو الذي يميت ويحيي ”الرب يُميت ويُحيي. يُهبط إلي الهاوية ويُصعد“ (صموئيل الأول ٢).

هذا الفهم توضحه صلاة القداس المسيحي ”والموت الذي دخل إلي العالم بحسد إبليس قد هدمته بالظهور المحيي لأبنك الوحيد يسوع المسيح ربنا “ .

وعلى العكس من ذلك نجد أن المسيح له المجد لم يقل في الأناجيل أن الله يقتل أو يهلك البشر. وفي المرات التي ورد فيها أي من هذه التعبيرات في حديثه كان الفعل دائماً مبنياً للمجهول وغير منسوب إلي الله أبداً. بخلاف الموروث اليهودي والإسلامي الذي ينسبها جميعاً إلى الله صانع الشرور والخيرات بآن واحد.

هذا عن موسي نبي اليهود، ومحمد نبي العرب، أما عن يسوع مسيح المسيحية فهو موضوع المقال القادم..... والسُبح لله