إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة استريحوا قليلا

الروحانية.....الشعبوية

يذكر دكتور سامي فوزي في كتاب المسيحية المزيفة (لماذا تمتلئ كنائسنا من الفريسين الهالكين) يذكر لفظ النعمة الرخيصة وأنا هنا استنبط مصطلح "الروحانية الشعبوية" الذي يبدو أنه جديد ولكن في حقيقية الأمر هو ليس كذلك فمنذ زمن إيليا النبي وهو معروف، ففي مواجهة إيليا مع الــــ ٨٥٠ من أنبياء ايزايل، قال إيليا للشعب فَتَقَدَّمَ إِيلِيَّا إِلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ وَقَالَ: «حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ». فَلَمْ يُجِبْهُ الشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ. (الملوك الأول ١٨: ٢١).

ونحن نعيش في زمان إيليا، كما هو معروف، أي ما يسبق المجيء الثاني وهي فترة ما بين المجيء الأول لتجسد الرب يسوع والمجيء الثاني الذي يكاد يؤمن به العالم كله، وأكثر شخص عرضة للوقوع تحت تأثير "الروحانية الشعبوية" هو الشخص الذي يستمد إيمانه من الآخرين بدون فحص سواء كان هو من أبوين مسيحيين الوراثة أو من يعتمد على شخص أو آخر يسمع بعض عظاته ويسلم بما فيها سواء لثقته فيه أو لعدم درايته بكلمة الله.

ومن سمات "الروحانية الشعبوية" أن من يقع تحت تأثيرها هي خليط بين التدين الظاهري والتعصب الأعمى لتعاليم شخص أو لطائفة ما أو لمورثات قديمة سواء كتبت وتم تزويرها كما هو الحال في معظم كتب التاريخ أو التعصب حتى للنص الكتابي الحرفي أو التمسك ببعض آيات الكتاب واللجوء إليها في سياقها أو عدم سياقها وعدم رؤية الحق المطلق في كلمة الله.

والأمثلة كثيرة جدا سواء ذكرنا بعض التفسيرات أو بعض الأقاويل الشعبوية الدارجة في السوق الروحي- لو جاز التعبير -، فمقولة "كله للخير ....ومسيرها تنتهي" رغم أنها منسوبة للبابا شنودة الثالث، لكني أكاد أجزم انها أفرغت من محتواها أو الغرض والتخصيص التي قيلت فيه هذه المقولة فاذ أخذتها على العموم فهنا التضليل المريح، ليس كل حدث في العالم هو للخير بالطبع، و ليس كل ما يحدث لي هو لتقدمي الروحي، فما الفرق بين إيمان مطلق بهذه المقولة و بين القضاء والقدر، مع الأسف هذه المقولة استقطعت من الإصحاح الذهبي في رسالة التبرير بالإيمان_ رسالة رومية _ و هي أكثر رسالة مهملة في كنائسنا الأرثوذكسية، إذ أخذنا السياق الكامل للأية ٢٨ "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. ٢٩ لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. ٣٠ وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا. (رومية ٨: ٢٨-٣٠).

فهنا نحن أمام حق مطلق كتابي ثمين أثمن من الذهب الخالص تحول بقدرة ...إذ لاهوت شعبوي مضلل انساق وراءه كثيرين من المسيحيين الذي لا يعرفون من يتبعون !! كما قال إيليا في القديم.

ومع الأسف الشديد جدا إن من يتصدرون المشهد الروحي هم من يتبنون مثل هذه الروحانية الشعبوية، الذين أصبحوا "نجوم شباك" -إن جاز التعبير-، ،ستجدهم من في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وعلى القنوات المسيحية ولهم مستمعين بآلاف إن لم يكن ملايين على مستوى الوطن العربي وخارجه والغريب في الأمر إن هؤلاء لهم تأثير عالي على مستمعيهم فهو مقتنعين بآرائهم لدرجة اصبح إن تنتقد الرأي أو الفكر و كأنك انتقدت الشخص هذا وستجد وابل من الاتهامات قد تصل بل في الحقيقة تصل إلى السباب وشخصنة الموضوع.

إلى هؤلاء أقول -اي الذين يتبعون مما لا يعرفون أو يختبرون - لا أحد سوف يحدد ويجدد نموك الروحي إلا الشركة في الثالوث ما عدا ذاك فهو هراء حتى لو سمعت كل تعاليم هؤلاء وانحزت ودافعت وبذلت نفسك فدية عن من تدافع عنهم.

أيضا أود أن أقول إن لا أحد ممن يحاول إيصال الحق المطلق المعلن في كتب الآباء والمتسق مع كلمة الحق المطلق، أقول لا أحد يريد هدم الكنيسة ولا أحد يريد أن يبشر بدين جديد ولا أحد منا يريد أن يضلل البسطاء ولا أحد يريد أن يستعرض معلومات فقط ولا أحد.

وهنا أتكلم بملء فمي عن نفسي لأني لا أحد يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الساكن فيه.. ولا احد يريد أن ينقل التخم القديم كما يدعون ولكن كل ما في الأمر إنني دخلت مع عمق شركة في الثالوث أدت إلى استنارة ورؤية الحق المطلق الإلهي المعلن بنفس الروح الذي كتب و أعلن من أجله.

واختم بكلمة الله التي تقول "١١ لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. ١٢ وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، ١٣ الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ. ١٤ وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا. ١٥ وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَيُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. ١٦ «لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟» وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ. (١ كورنثوس ٢: ١١-١٦)