إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة استريحوا قليلا

إله حياتي

"بالنهار يوصي الرب رحمته، وبالليل تسبيحه عندي صلاة لإله حياتي" (مزمور 42: 8). وصف داود الرب في مزموره هذا بانه إله حياته، فقد سبق له وان وصفه بصفات كثيرة مثل: إلهي صخرتي- حصني- ولي- ملجئي- ترسي- مجني- خلاصي- حمايتي- منقذي... وغيرها من الصفات التي تدل علي جمال قلب هذا الإله وحبه وحمايته ورعايته للشخص الذي يلتصق به كما التصقت راعوث بحماتها نعمي وقالت لها:" شعبك شعبي وإلهك إلهي" (راعوث 1 : 14 )، كما لو كانت تعرف وصية الرب لشعبه اسرائيل في تثنية 30 : 20 حيث أمرهم الرب الإله قائلا: إذ تحب الرب إلهك وتسمع لصوته وتلتصق به، لأنه هو حياتك والذي يطيل أيامك لكي تسكن على الأرض التي حلف الرب لإبائك ابراهيم واسحاق ويعقوب ان يعطيهم إياها؛ وكما وصف مزمور 36: 9 "فوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة".

لكن داود في المزمور الثاني والأربعين يصف الرب الإله بصفة أعمق من كونه يفعل شيء مثل الحماية او الخلاص إذ يصفه بأنه "حياته". أي أنه نسمة روح الرب الإله التي تتحرك في كيانه وتغذي عقله ونفسه ومشاعره ومداركه وإحساساته وأفكاره وأنفاسه، كما لو كان يردد أقوال الرسول بولس في (فيلبي 1 : 21) لي الحياة هي المسيح؛ ويؤكد قول الرب يسوع المسيح: "انا هو الطريق والحق والحياة من أمن بي ولو مات فسيحيا" (يوحنا 11 : 25)؛ لأنه هو الحياة وهو الذي غلب الموت بصلبه وقيامته؛ وذلك لأن داود أيضا قد عَرَفَ قانون الرب الإله الذي أوصى به شعبه في (سفر التثنية الاصحاح 30) حيث أمرهم الرب بالالتصاق به ومعرفته والتقرب له ومحبته بكل قلبهم وعقلهم وقدرتهم فتشهد السماء والأرض عليهم انه جعل قدامهم الحياة والموت؛ البركة واللعنة.

مشجعا هذا الشعب ليختار الحياة حتى يحيا هو ونسله لأن الرب الإله هو حياتك (تثنية 30: 20) والذي يطيل أيامك لكي تسكن على الأرض التي وعدك بأن تمتلكها. وأشار داود إلى هذا التعبير الذي استخدمه من قبل الرب ذاته فيشهد قائلا "إله حياتي".

فداود كشخص مختبر لمعاملات الرب الإله الذي يعبده وكيف أن في يده حياته التي جعل هذا الإله سيدا وربا عليها. فحياة داود كان من الممكن أن تنتهي على يدي الأسد والدب أو يدي شاول او الفلسطينيين الذين سكن وسطهم أو جليات او بالأحرى على يد ابشالوم ابنه او غيره ممن طلبوا أن يهلكونه. لكن لأنه كلل حياته ووضعها في يدي هذا الإله الخالق الحافظ الساهر على أولاده الطالبين وجهه والصارخين اليه نهارا وليلا فانه يمكنهم اعلان صراحة انه إله حياتهم. يشهد يوحنا في رسالته مؤكدا أنه هذه الشهادة: إن الرب أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه فمن له الابن فله الحياة ومن ليس له الابن فليست له الحياة، ونعلم اننا في الحق في الابن (1 يوحنا 5: 11، 12، 20).

نعم عزيزي يمكنك أن تشبع بحياة الرب الإله التي هي بالفعل تتحرك في أعماقك وترشدك وتعينك في وقت ضعفك. فهو الذي خلقك وهو الذي يعرف كيف يصلح ما قد أفسدته بأقوالك وأفعالك وتصرفاتك. لا تشعر عزيزي بالذنب أو صغر النفس نتيجة ما تمر به بل أفرح لأنه لك إله يمكنك أن تصفه وتطلق عليه "إله حياتي".