مدرسة الفرنسسكان تقبل ”فاطمة”... والأزهر لا يقبل ”ماتيلدا”!

هجوم رهيب تم شنه على مدارس الراهبات والمدارس المسيحية بعد ما أطلق عليه إعلاميا قضية الطفل ياسين، ولن أتطرق في المقال عن القضية وتفاصيلها، ولكن ما يهمني هو هذا الهجوم المغرض على تلك المدارس، وما أن كتبت مدافعاً عن تلك المدارس ببوست قصير على صفحتي حتى خرجت عليّ جحافل التتار تسبني وتهددني وبدأت السفالات الوضيعة تنهال على شخصي وعلى أسرتي من الشعب المتدين بطبعه، وأنا عادة لا أهتم لمثل تلك الوقاحات، لكني هذه المرة لمحت نذر فتنة، وشممت رائحة شرارة حريق لنسيج هذا الوطن.
عنوان هذا المقال يلخص كم سماحة ووطنية مدارس الراهبات والإرساليات المسيحية التي تقبل الجميع بدون تفرقة، ومدارس الأزهر بل ومدارس حكومية تحمل الصبغة الإسلامية ترفض دخول المسيحيين والمسيحيات والتحاقهم بها، اسألوا عن مدارس سان جوزيف، أو نوتردام دي زابوتر، أو سان فنسان دي بول، أو الفرنسسكان، أو العائلة المقدسة، أو سان جورج، أو رمسيس كوليدج… الخ، مستحيل أن تجدها تعلن أو تصر أو حتى تسأل مسلماً وترفضه من أجل ديانته.
اما المدارس الأزهرية ومدارس الجمعيات الشرعية السلفية فهي لا تقبل إلا المسلم السني، حتى الشيعي لا يستطيع، وطبعاً البهائي مطرود من جنتهم، ومازلت مصراً على رأيي أن مدارس الراهبات والمدارس المسيحية عموماً من أفضل المدارس في مصر، وإن حملات الهجوم عليها ومحاولات إغلاقها جريمة في حق المواطنة والتحضر والسماحة، فهي تركز على التربية أولاً، وتولي هذه المدارس اهتمامًا كبيرًا بغرس القيم الإنسانية والأخلاقية، مثل الاحترام، النظام، النظافة، والتسامح، منذ الصغر، تُعرف مدارس الراهبات بنظامها الصارم في المواعيد والزي المدرسي والسلوك العام، مما يُعزز من انضباط الطلاب، تُقدم هذه المدارس مناهج تعليمية قوية، مع التركيز على اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية، مما يُؤهل الطلاب لمستقبل أكاديمي متميز.
تستقبل مدارس الراهبات الطلاب المسلمين والمسيحيين على حد سواء، دون تمييز، مع توفير حصص لتعليم الدين الإسلامي بإشراف معلمين متخصصين، تُعتبر مصروفات مدارس الراهبات معتدلة مقارنة بالمدارس الخاصة والدولية، حيث تتراوح بين 5,500 جنيه و20,000 جنيه سنويًا، حسب المدرسة والمستوى الدراسي، هذه بعض المميزات، لذلك أتمنى زيادة تلك المدارس وليس إلغاءها.