Poor Online Service and Review Extortion The Dark Side of the Digital World ضحايا الحكومات الإسلامية بين أيران وسوريا غزوة دينا الكنيسة القبطية بين السماويات والأرضيات! ”المصريين” ... براند خفة الدم الغير قابل للتكرار‎ الإجبار في المعروف والنهي عن الحريات سليمان شفيق سليمان: موهبة العطاء وحب الحياة هل يستطيع اليمين الأمريكي إنقاذ أوروبا والعالم شرطتنا المدرسية.. حلوة بس شقية!! مشاهير الإسفاف وعبثيَّة المُحتوى في الوحدة المسكونية للكنيسة المسيحية (٢) أنتم شهودي

الإجبار في المعروف والنهي عن الحريات

لطالما تأملت هذه المقولة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ظاهرها جميل وباطنها خبيث، ولأنى مثل أي أم مصرية تذاكر المنهج مع أولادها، فعند البحث وجدت أن الأمر يعنى الإجبار على فعل هذا الشيء، والنهي هو الامتناع الإجباري أيضا عن فعل شيء، أي ما يعنى في النهاية إن المعروف هيتعمل "غصب عنك"، والمنكر مش هتعمله "غصب عنك" برضو، وهو ما يعرف بمصطلحات المفكرين والأدباء “تقييد الحريات".

الراقصة دينا عندما افتتحت أول أكاديمية للرقص واعتقد انها مرخصة قانونيا لأنها أعلنت عنها بكل أريحية واحتفلت بافتتاحها، لماذا انقلب المجتمع وكأنها جريمة، مع أن الحل بسيط جدا، من أراد أن يذهب ويتعلم الرقص فليتفضل، ومن امتنع ورفض فليكن كذلك، فالراقصة لم تجبر أحدا على الاشتراك.

وبنفس النهج فهناك اقتراح لا اعلم من أين أتى يرى أن زيادة سعر المشروبات المحلاة بالسكر يضعف الإقبال عليها، وبناء على ذلك فان انتشار مرض السكر والسمنة بين المواطنين تتراجع، من يرى هذا الاقتراح ومن يصفق له يرى انه بالإجبار أيضا سنمنع المصريين من تناول المشروبات المحلاة، وربما نجد الخطوة التالية غلق لتلك المصانع وتشريد للعمال، لماذا كل هذا؟!

فالأسهل أن تقوم وباستمرار وزارة الصحة بحملات التوعية لتجنب مرض السكر والسمنة، وعلى كل إنسان أن يختار حياته بالطريقة التي يراها، فليس رأي صانعو القرار دوما على صواب، خاصة في تلك الأيام، فإننا نرى عجائب القرارات والأمور.

بنفس المنطق والكيفية تقوم الحكومة بغلق محل لبيع السجائر بالشرابية بحجة انه مواجه لمدرسة ويبيع السجائر لطلابها، ومن كان من باب أولى أن نزيد من وعي الطلاب بأخطار التدخين، لا أن نغلق المحلات، كذلك كانت هناك مناشدات ولم أتابع ما جرى فيها لغلق محل للخمور (مرخص) أمام مدرسة أيضا، وكان من الأولى أن نحذر الطلبة من أخطار تناول الكحول... وهكذا

الدولة تركت الوعي، والأهل تركوا التربية، وأصبحنا نبلغ عن بعضنا بعضا، لان من وجهة نظر أحدهم أن هذا هو الصواب، وأصبح المنع والإكراه والإجبار هو المنهج المتبع في أم الدنيا.

ولو تركنا أنفسنا لهذا الفكر ليتوغل سيتوحش أكثر فأكثر، وليس بعيدا أننا سنجد أن الحكومة قد تمنع الخبز البلدي مثلا لأنه يسبب السمنة، وستمنع محلات عصير القصب المنتشرة في الأرجاء لأنها تزيد من أخطار مرض السكرى، وقد تمنع الماء لان زيادة تناول عن الحد المفروض طبيا قد يسبب ارتفاع ضغط الدم، وكذلك تمنع محلات "الطرشى" لأنه يسبب ارتفاع ضغط الدم، وتمنع حمامات السباحة لأنه قد تسبب في غرق أحدهم وهكذا.

أهذا يعقل؟!... ألا نترك أي مساحة من الحرية للاختيار، إن كان الله - جل جلاله- قد ترك للإنسان الاختيار بين "الجنة" و "النار"، ترك لنا حرية اختيار فعل الصواب أو الخطأ، تركنا الله لأرادتنا.. وآخرون يودون بالقانون سلب حريتنا... استفيقوا.. أتركوا من يعمل معروفا ليعمله بمفرده، ومن يعمل منكرا عليه أن يتحمل ما يترتب على ذلك... دعوا الناس تعيش بحرية... انا حر إذن انا موجود.