هل يمكن علاج الشخص النرجسي؟
عندما يشعر الأشخاص ذوو الشخصية النرجسية العالية بالإهانة أو الانتقاد، فإن ذلك يهدد ثقتهم بأنفسهم الهشة أو المُبالغ فيها، ما يدفعهم إلى الرد بعدوانية لحماية صورتهم الذاتية. وبطبيعة الحال، عندما يواجه الناس مثل هذا السلوك، غالباً ما يطالبون النرجسي بالتغيير.
لكن في بعض الأحيان، لا يقتصر التأثير على الآخرين فحسب، بل على النرجسي نفسه. قد يكون النرجسيون أكثر عُرضة للشعور بالرفض، ويرجع ذلك على الأرجح إلى نفس السلوك الذي يبعد الناس عنهم. فهل يمكن للنرجسيين أن يتغيروا بالتدخل النفسي؟
الشخص المصاب باضطراب الشخصية النرجسية يعاني من اضطراب نفسي مدى الحياة، ما يعني أنه لا يوجد "علاج"، تشير الأبحاث إلى أن العلاج يمكن أن يساعد في إدارة الأعراض.
ويبدأ علاج الأعراض عادةً بالعلاجات الكلامية، وهو النهج التقليدي، حيث يجلس الأخصائي النفسي مع عميله ويتحدث معه.
وأكثر الأساليب شيوعاً التي يستخدمها الأخصائي مع النرجسيين هي العلاج السلوكي المعرفي، والذي قد يساعد الناس على ملاحظة الأفكار غير الدقيقة أو غير المفيدة وتحديها وتغيير سلوكهم.
ولكن، عندما سُئل المعالجون عن النهج الأكثر فاعلية في دراسة أجريت عام 2015، قالوا إنهم يفضلون أساليب العلاقات الاستبطانية.
ويتضمن هذا النهج استكشاف العميل لمشاعره ودوافعه، بينما يكون المستشار متفهماً وغير مُصدِر للأحكام. وهذا النهج أساسي عند العمل مع النرجسيين، لأن بعض المرضى يفترضون أن المستشار يعتقد أنهم ضعفاء.
وغالباً ما يصاحب الخوف من الضعف صعوبة في بناء علاقة ثقة وتفاهم بين العميل والمستشار.
وعندما يطلب مرضى اضطراب الشخصية النرجسية العلاج، غالباً ما يكونون في حالة أعراض ضعف، بدلًا من حالة تضخم. ولكن يمكن أن تتزامن هذه الأعراض، ما يعني أن سمات التضخم ستبدأ في الظهور أثناء العلاج.
يركز العلاج السلوكي الجدلي على تحدي الأفكار السلبية والمشاعر الجياشة، مع تقبّل الذات. يساعدك العلاج القائم على التعقل على فهم الأفكار والمعتقدات وربطها بالسلوك.
في المقابل، يساعد العلاج المخططي على تحدي المخططات العقلية غير المفيدة لكيفية عمل العالم. على سبيل المثال، إذا تعرضت للإهمال في طفولتك، فقد تطوّر مخططاً عقلياً يقول إن احتياجاتك لن تُلبّى أبداً من قبل أي شخص.


