لماذا يكره السلفيون المتحف؟ عزيزتي جود نيوز.. شُكرًا فوز ممداني في مدينة نيويورك وصناعة الكذب وعدم فهم الغرب غزوة المتحف المصري الكبير ابن الراوندي والفول النابت... وحكامنا الآلهة‎ رسالة من تحت الماء! 9.5% انخفاض في مبيعات اكتوبر النتائج الأولية: وصول 5 من المرشحين الأقباط لجولة الإعادة في انتخابات ”النواب” ومازلنا نعيش في ”الهبل” المقدس‎ من الكاتب؟ (٣) إيمان صريح وقف بناء كنيسة ميت عفيف بالمنوفية

فوز ممداني في مدينة نيويورك وصناعة الكذب وعدم فهم الغرب

أثار فوز زوهران ممداني بانتخابات عمدة مدينة، وليس ولاية نيويورك، الكثير من الغلط والجدال، بين مهللين لهذا الفوز باعتباره مسلما، وبين مفندين للأمر، بأن السياسة لعبة برجماتية لا علاقة لها بالدين، وإن تم توظيفه، فيتم من أجل مصالح، في سبيل الحصول على المزيد من الأصوات من تيار أو جماعية عرقية أو إثينة أو دينية محددة المعالم والهوية. وليس كل من زار الغرب عدد مرات أو من قرأ عنه بعض الشيء يدرك عقله الجمعي وثقافته، إذ من الواجب والضروري أن تعيش فيه لفترة من الشهور أو السنوات، وأن تتفاعل مع معطياته اجتماعيا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا وحضاريا، بحيث لا تعيش في الغرب، وتكون متقوقع في "تابوه" منغلقا على ذاتك أو جاليتك أو مجموعتك العرقية أو الإثنية أو الدينية.

دور الإعلام المتحيز

لا أحد ينكر أن فوز ممداني بالانتخابات في مدينة نيويورك كان بمثابة زلزال سياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، لأسباب عديدة يقف في مقدمتها أن نيويورك، الولاية وليست المتحدة، هي درة الولايات الأمريكية، والمدينة الأشهر، ويعتبرها البعض مجازا العاصمة الاقتصادية، ومركز المال والإعمال والإعلام. يضاف إلى ذلك أن العقل الجمعي الأمريكي خلال هذه الفترة ذو توجهات يمينية محافظة وليس أدل على هذا من نجاح دونالد ترامب في الفوز بانتخابات الرئاسية الأمريكية، ضد الديمقراطيين والآلة الإعلامية الجبارة التي تساندهم دائما، انطلاق من مبدأ "انصر حليفك ظالما أو مظلوما". وطالما اشتكي ترامب من عدم حيادية الإعلام الأمريكي والغربي والذي جعله يدشن وسائل إعلامه الخاصة به، وفي مقدمتها "تروث" كبوابة يستطيع أن يتواصل فيها مع العالم والرأي العام الأمريكي والعالمي بعيدا عن تحامل الإعلام الأمريكي والغربي الذي في جزء يعتد به يتحامل عليه ويعمل ضده، حسب تصريحات ترامب، والمتعاطفين من التيار اليميني المحافظ، بمختلف درجاته.

نيو يورك: المدينة أم الولاية؟

خلاصة القول، أن زوهراني ممداني فاز برئاسة المدينة الأهم في ولاية نيويورك، لكن هناك مدن كثيرة تتشكل منها الولاية. ولكي تفهم الغرب، وتحديدا أمريكا، وكندا، وغيرها من المجتمع يجب أن تعيش فيها لفترة، لكي تفهم العقلية والتوجه العام للمواطنين. السياسيون يتلاعبون بالكلمات، بما يحقق مصالحهم ويهدف إلي كسبهم المزيد من الأرضية بين أصوات الناخبين. عندما تزور الغرب وأمريكا عدة مرات أو تتعمق في دراساته والقراءة عنه، فهذا أمر جيد جدا، لكن الأهم أن تعيش في المجتمع وتندمج فيه كمقيم أو مواطن متفاعل مع فعاليات المجتمع.

زوهراني: مسلم اشتراكي .. ما هي طائفته؟ وعلاقته بباقي الديانات والطوائف؟

ولمن فرحوا وهللوا في الدول العربية والشرق أوسطية، بإعلان زوهراني بأنه مسلم، فهذا أمر مهم، ولكنه لا يتعامل به سياسيا، وإلا خسر، خاصة وأن من صوت له كذلك كاثوليك وبروتستانت ويهود وهندوس وسود وغيرهم حتى لا دينيين، فضلا عن التوجهات السياسية والايديولوجية، لأن الصورة التي يعلنها زهراني أنه مسلم اشتراكي. ولكن البعض تناسي أو تعمد تجنب الحديث عن أن زهراني ذهب لكل القيادات والرموز الدينية لكي تدعمه، وهناك موقف شهير لمجموعة من القساوسة يصلون له باسم السيد المسيح لكل يباركه ويفوز بالانتخابات، لا اعتقد أن أي مسلم عادي يقبل بهذا الوضع، خاصة وأننا لسنا في مجال الحديث عن الأديان، بقدر توضيح الصورة في الغرب.

عقلية واهتمامات الناخب في أمريكا والغرب؟

المواطن العادي والمقيم البسيط ما يهمه في المجتمعات الغربية، ليست ديانة من يحكمه، بقدر السياسية التي يطبقها. هل من سيحكمني إذا كنت لاجئا أو مقيما غير شرعيا سيتخذ سياسيات شوفينية وطنية تفرض عودة اللاجئين إلي بلادهم وتجعل من قوات مكافحة الهجرة غير الشرعية مطاردتهم وإعادتهم إلي بلادهم أم لا؟ هذا ملمح من ملامح عديدة بناء عليها يصوت الناخبين في الانتخابات. وهناك في أمريكا والدول الغربية وكندا، من له حق التصويت يجب أن يكون مواطنا، يحمل الجنسية. يضاف إلى هذا سياسيات اقتصادية واجتماعية تمس الحياة اليومية للمواطن العادي والمقيم، من توفير وسائل مواصلات بأسعار متاحة، وخلق فرص عمل في النطاق المحلي، وتوفير الخدمات التعليمية والصحية وبجودة عالية.

دعم الجماعات المثلية للمرشح المسلم الاشتراكي

من يهللون لكون زهران، أعلن أنه مسلم اشتراكي، هل يعرفون أن الجماعات المثلية من أكثر الجماعات المناصرة له شأن غيره من التيارات الليبرالية الاشتراكية والحزب الديمقراطي، وهي جماعات للديانات السماوية، ملاحظات عليها. في الشرق الأوسط والعالم العربي من حقك أن تنتقد هذه الجماعات وتتمادي لدرجات أكثر من الانتقاد ... بينما في أمريكا والغرب فهذا أمر مجرم قانوني، إذ يمكن أن تبدي عدم اتفاقك معهم وأن لديك ملاحظات عليهم، لكن ليس من حقك أن ترفض وجودهم أو حقوقهم التي يتمتعون بها، ووضعت لها أطر قانونية تحميها، ... وغيرها من الأمور التي لا مجال للحديث عنها.

نشأته وأسرته وتوجهاته حول العدالة الاجتماعية والاقتصادية

زوهراني ولد في في 18 أكتوبر 1991، في كَمبالا، أُوغندا. أبوه، محمود ممداني، رجل أكاديمي، من أصول هندية أفريقية، أمه ميرا نير، مخرجة. زوهراني أصله مهاجر، ذهب إلى نيويورك وهو في السابعة من عمره. وعام 2021 شعل منصب عضو في مجلس الولاية، عن حي آستوريا في كوينز.

ورغم تصريح زوهراني بأنه مسلم، لكن لا أحد يعرف أي شيء عن طائفته، خاصة وأن هناك طوائف عديدة في الإسلام، وخاصة الإسلام في الهند، هل هو سني أم شيعي أم غير ذلك. ويري بعض المحللين أن تصريحاته بأنه مسلم تستهد الحصول على أصوات المسلمين ولاستعطافهم ضد الاسلاموفوبيا في أمريكا والغرب. أما عن توجهه السياسي، فرغم تصريحه بأنه اشتراكي، إلا أنه عضو في الحزب الديمقراطي الأمريكي، ويميل توجهه السياسي نحو اليسار. وبرنامجه الانتخابي يمس قضايا يومية حياتية تهم المواطن البسيط يأتي في مقدمتها، جعل وسائل المواصلات العامة مجانية أو رخيصة السعر، تجميد إيجارات المساكن، دعم حقوق المهاجرين واللاجئين. يتحدث زوهراني في خطابه السياسي عن دعمه لقضايا العدالة الاجتماعية والاقتصادية.

هل يدعم اللوبي اليهودي زوهراني؟

ويبقي النقطة المهم، وهل كيف نجح زوهراني في نيويورك وهو موطن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، ومعروف أن عادة ما يكون حاكم ولاية نيويورك والتوجه العام في المدينة ديمقراطيا يساريا، خاصة وأن اليهود يدعمون عادة الديمقراطيين أكثر من دعمهم للجمهوريين، بسبب الخلاف العقيدي بين الجمهوريين واليهود، في بعض النواحي الدينية. وإن كان هذا لا ينفي العلاقات بين الجانبين في بعض الأمور، خاصة وأن السياسة كما قال نيكولو ميكيافيلي لعبة مصالح، الغاية تبرر فيها وسائل للوصول إلى أهدافك وتحقيقها.

ترامب وزهراني: ما بين الصدام والتجاهل

لا أحد يخفي عليه اختلاف التوجهات السياسية بين الرئيس الأمريكي ترامب، وزوهراني الفائز بعمودية مدينة نيويورك، خاصة وأن كلهما يأتي من تيار سياسي منافس للآخر، ومن ثم ستكشف الأيام القادمة عن السياسات الفعلي للسياسي الشاب تجاه الرئيس الأمريكي، الذي يعود مسقط رأسه إلي مدينة نيويورك، مركز المال والأعمال واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، وطبيعة العلاقة بين زوهراني وترامب هل ستكون صدامية أم تجنبية؟