التقدم العلمي صنعه الازدراء! تصدع الحزب الليبرالي في الكيبيك ... انتخابات العام القادم في الإقليم الصلاة على قارعة الطريق! سيكولوجية ”النفخ في الزبادي”! وعادت مصر إلى مربع الصفر! والشتا كان يومين وشوية مطر‎ لماذا يعشق الناس الأذى؟ نظرية التطور لا تتعارض مع قضية الإيمان بوجود الخالق A Warning from the Graveyard Rising crime and desperation show a society in danger لماذا تثير خطة ترامب لبيع طائرات F-35 للسعودية جدلا واسعا؟ إجراءات استثنائية فى أسبانيا لمواجهة حمى الخنازير خوفا من تفشى المرض تجميد الهجرة من ”دول العالم الثالث”.. ماذا يعني إعلان ترمب وما طرق تنفيذه؟

إيمان عديم الرياء

وصف بولس إيمان تلميذه تيموثاوس (٢تيموثاوس١ : ٥) بأنه عديم الرياء اي غير مزيف صحيح لا غش فيه واضح وصريح، إيمان عامل فعال سكن فيه وفي اجداده واسرته من قبل، لاحظ التعبير الذي استخدمه "سَكَن" وليس موروث، حيث هنا يعلن بولس حقيقة سكني الروح القدس وهو شخص الرب الإله ذاته مؤكدا قول الرب يسوع المسيح بينما كان يعيش وسطنا بالجسد أنه يدخل ويسكن عند من يؤمن به ويتعشى معه وذلك إن سمع الشخص صوته وفتح باب عقله وقلبه وارادته ومشاعره للرب يسوع المسيح مؤكدا أعظم وأشمل وصية والتي هي : تحب الرب إلهك من كل قلبك وفكرك وكل قدرتك وقريبك كنفسك( متي ٢٢ : ٣٩).

فالرياء هو خمير الفريسيين كما وصفه الرب يسوع بنفسه حيث حذّر منه تلاميذه (لوقا ١٢: ١). ماذا يقصد؟ لوقا يشرح لنا ذلك ان هؤلاء القوم (الفريسيين) يقفون ليصلوا في زوايا الشوارع، ويطيلون الصلوات ولا يغتسلون ليظهروا للناس صائمين، كما يصفهم الرب يسوع أنهم قبور مبيضة جميلة المنظر من الخارج وفي الداخل موت ودود ورائحة عفنة نتنة لينالوا المديح من الناس (متى ٢٣: ٢٧). فهم لا يعملون شيء لله بلا مقابل بل يأخذون أجرتهم من ثناء ومديح الناس، وهنا يفقدون كل الصلاحيات أمام الرب الإله الكاشف كل أفكار وخبايا القلب ومميز لدوافع الإنسان ورغباته واحتياجاته.

فالمكر والخبث والرياء جميعها نواتج نفسية خاطئة مريضة تفشي بها مرض الخطية والتي يأمرنا بطرس الرسول ان نطرحها ولا نتعايش معها (١ بطرس ٢: ١، ٢٢) وان تكون محبتنا الأخوية عديمة الرياء او مصطنعة او تتبع مصلحتها بل من قلب طاهر وبشدة تفكر وتساعد الاخرين وتفضلهم على نفسك. فبالمقارنة الإيمان الذي يجب ان يكون من قلب وفكر مصدق وواثق بهذه المعتقدات والأفكار.

فالإيمان بيسوع المسيح وعمله الكفاري على الصليب يحتاج إلى إعلان الروح القدس متأصلا بإيمان عديم الرياء اي غير مفتعل او مصطنع بل حقيقي اصيل. وعندما وصف الرب يسوع الرياء بالخميرة كان قصده انها برغم صغر حجمها فإنها تنتشر بسرعة وتخمر العجين كله، مؤكدا أن هؤلاء الناس يقولون ولا يفعلون اي أن أقوالهم ليست كأفعالهم، كما انهم يحملون الناس اعمال هم أنفسهم لا يقدرون ان يفعلوها وبالتالي يتحكمون في مصائر البشر فلا دخلوا ولا جعلوا غيرهم يدخل ملكوت السموات بسبب أفعالهم وأقوالهم (متي ٢٣).

الرب يسوع خاطب تلاميذه والجموع قائلا: على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فأحفظوا وافعلوا، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون، لا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح، وأكبركم يكون خادما لكم، فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع.

خلاصة قول الرب يسوع ان الإيمان عديم الرياء هو الإيمان العامل الخادم للمسيح أولا ولإخوتي في البشرية ثانيا، وهذا ما أوضحه بولس لتلميذه تيموثاوس المرسوم أسقفا أي خادما لشعبه. لكي يكون أسقف ناجح فعال في خدمة الرب يسوع والمجتمع الذي سمح الرب ان يكون خادما فيه، وهذه عزيزي ليست وظيفة الخادم او الكاهن او الاسقف فقط بل وظيفة كل مسيحي حقيقي قَبَل ان يكون المسيح يسوع سيد وملك ورب على حياته. ليس من اعمال كي لا يفتخر أحد ولكنها نعمة الرب الإله المخلصة العاملة في حياتنا لنريد ونعمل من أجل المسرة في إيمان عديم الرياء. لكن يقول قائل: «انت لك ايمان، وانا لي اعمال؛ أرني ايمانك بدون اعمالك، وانا اريك بأعمالي ايماني» (يعقوب 2: 18).