From Speed Cameras to Street Violence: The Challenge to State Power المهرجان الثاني لفنون الشرق الأوسط.. احتفالية الثقافة والإبداع والتراث ”روايتان جديدتان تتحديان المحرمات في ندوة إنسانيون الثقافية” الاستقواء بقوانين الازدراء تشارلي كيرك ”شهيد الكلمة” ... و”فرج فودة” الغرب كورال هوس إيروف يضيء ويرتل أنغام السماء في شرق كندا أنا حمار... أنت مش عارف أنا أبن مين ؟!‎ بين التقليد والتجديد.. صِراعٌ أم تكامُل؟ هل عرف المصريين قيمة الرئيس السيسي؟‎ كيس الشيبس: أنا عملت كل ده؟!! اعملوا مادام نهار

أعظم شريك

لا يرتاح الجسد إلى الصلاة، ويحاول بكل الطرق أن يتهرب منها سواء بالتعب أو المشغولية أو بإقناع العقل أن العلاقة الحقيقية تكمن فقط في القلب. ولكن إلى متى سيظل الإنسان أخيرا لهذا الخداع؟ ما الأسباب التي تجعل البعض لا يفضل الصلاة وأن يتهرب منها تحت أي مسمى؟

في رأيي أن أحد أهم هذه الأسباب هي غياب التعريف الصحيح لكلمه صلاة بل والأدهى من ذلك هو سيطرة بعض الأفكار الغريبة التي تسبي العقل ولا تعطي فرصة للفكاك منها. فأحد هذه الأفكار هو الاعتقاد بأن الصلاة هي إحدى الأدوات المستخدمة لكي ينال بها الإنسان البر. فالبر هو أن يكون الإنسان بلا لوم أمام الله. فيصلي الإنسان لكي يرضى الله عنه فيتبرر!! للأسف إن هذه الفكرة تُعد إحدى الفيروسات الخطيرة التي تهدد علاقة الإنسان بالله بل والأكثر من ذلك إنها تشوه صورة الله وتضعه في وضع إستاتيكي كل ما عليه أن ينتظر عمل الإنسان بل وتحنن الإنسان عليه الذي يكون بدوره في وضع ديناميكي يسعي ويتحرك ويبحث عن الله!!

أولا: الله ديناميكي الحركة أي هو من يبحث على الإنسان، فهو البادئ بالعلاقة مع الإنسان، وما على الإنسان إلّا الاستجابة. ولعل بشارة معلمنا يوحنا هي خير دليل علي ديناميكية شخص المسيح، فهو من سعي وذهب للقاء السامرية وكذلك المفلوج. بل والعجيب أننا في صلواتنا اليومية نعلن هذه الديناميكية حينما نصلي الصلاة الربانية قائلين: "ليأت ملكوتك". فمن يذهب إلى من؟؟

ثانيا: بالنسبة لنقطة البر؛ فالصلاة أو الجهاد عامة ليس الهدف منه أن يحصل الإنسان على البر كمكافأة إلهية للإنسان على جهاده لأن الإنسان قد تبرر أصلاً في شخص يسوع المسيح. وهذا ما كتبه معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى رومية: "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح."(رو٢٤:٣). فيا لشقاء الإنسان الذي يبحث عن البر وهو أصلا مبرر وهذا البر براً مجانياً بدون أي تعب من الإنسان بل قُدم له من خلال دم المسيح. إذاً فالله ليس محتاجا لصلاة الإنسان ولا هي أداة للحصول على البر. فحصول الإنسان على البر يكون بنعمه الله من خلال عمل الروح القدس الذي يأخذ من المسيح ويُعطي للإنسان (يو١٤:١٦)، فيحصل الإنسان على سمات المسيح فبالتالي يحصل علي بره دون أي جهاد من الإنسان. وهنا تأخذ صلوات الإنسان وضعها الطبيعي فبدلاً من أن تكون أداة للحصول على البر أصبحت ذبيحة شكر يقدمها الإنسان لله على هذا البر المعطي مسبقا. فيقف الإنسان أمام الله ليس باحثا عن البر بل شاكرا عليه. فينظر الآب إلينا مبرَرين في ابنه يسوع المسيح. فبرحمة المسيح وحبه نتقدم بجرأة وثقة إلى عرش النعمة، إلى الآب السمائي مستندين ومتكلين علي دم المسيح الذي بدوره يشاركنا الصلاة. وفي هذا الصدد كتب الأب متي المسكين في كتابه توجيهات في الصلاة: "إن المسيح حاضر في الصلاة شخصيا الذي يرفعها إلى الآب باستحقاقاته، لذلك فالصلاة ليست من طرف واحد فقط؛ ولا قيمة لكل ما نصلي به إذا لم يقل المسيح آمين، أي يصدق عليها باستحقاقه لدي الآب مزكيا ضعفنا لديه ومتشفعا في ذنوبنا أمامه".

يا لمجد الإنسان الذي يقف أمام الآب رافعاً صلاته شاكراً له، فينظر الآب إليه مبرَرا في ابنه يسوع المسيح.

ألا تدري عزيزي القارئ، لماذا يتمهل الآب علينا بالرغم من كل شرورنا وخطايانا؟؟

لأنه وبكل الحب ينظر إلى ابنه يسوع المسيح فينا وأعظم شريك لنا في الصلاة.