Poor Online Service and Review Extortion The Dark Side of the Digital World ضحايا الحكومات الإسلامية بين أيران وسوريا غزوة دينا الكنيسة القبطية بين السماويات والأرضيات! ”المصريين” ... براند خفة الدم الغير قابل للتكرار‎ الإجبار في المعروف والنهي عن الحريات سليمان شفيق سليمان: موهبة العطاء وحب الحياة هل يستطيع اليمين الأمريكي إنقاذ أوروبا والعالم شرطتنا المدرسية.. حلوة بس شقية!! مشاهير الإسفاف وعبثيَّة المُحتوى في الوحدة المسكونية للكنيسة المسيحية (٢) أنتم شهودي

من الكاتب؟

أن السبب الذى دفع ببعض الشُراح والمفسرين إلى الاعتقاد بأن لوقا الطبيب هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين هو ما نقله يوسابيوس القيصري عن القديس اكليمندس السكندري في تاريخه قائلا: ”ويقول أن الرسالة إلى العبرانيين كتبها بولس باللغة العبرانية ولكن لوقا ترجمها بدقة و نشرها إلى اليونانيين ولذا فأنه يوجد في هذه الرسالة نفس أسلوب التعبير الذى في سفر الأعمال.

وهذا الاعتقاد مردود على أصحابه فمجرد وجود تشابه بين كتابات لوقا وكتابات بولس الرسول يرجع إلى أن لوقا كان رفيقا لبولس واستمع إلى تعاليمه وتأثر بها بكل تأكيد. كما أن لوقا كان أمميا في الأصل وأنتقل إلى المسيحية دون أن يتهود وهذا يستبعد تماما أي احتمال أن يكون هو كتب للعبرانيين.

يقول القمص متى المسكين في مدخله لشرح الرسالة إلى العبرانيين:

“بحسب التقليد السكندري والتسليم الكنسي، فإن كاتبها هو بولس الرسول، وأول من قال بذلك هو العلامة إكليمندس السكندري، مُبينا أن بولس الرسول كتبها باللغة العبرانية كونها مُرسلة إلى العبرانيين والذي قام بترجمتها إلى اللغة اليونانية هو القديس لوقا الإنجيلي، وذلك بسبب وجود تعبيرات لغوية وكلمات لم ترد قط في رسائل بولس الرسول. أما قول العلامة إكليمندس أن الذي ترجمها هو القديس لوقا الإنجيلي بالذات فذلك بسبب تواجد كثير من التعبيرات اللغوية في الرسالة مطابقة لإنجيل لوقا وسفر الأعمال، مما حدا بكثير من العُلماء الذين أقلعوا عن فكرة كون القديس لوقا هو مجرد مترجم إلى انه قد يكون هو الذي كتبها أصلا وذلك بسبب أنهم لم يجدوا ما يُثبت إنها مترجمة. ولكن ينفى هذا القول إن لوقا لم ينشغل أصلا باللاهوتيات وشرحها بل كانت مواهبه مقتصرة على جمع وثَبت الحقائق والتسجيل الوثائقي فيما يخص سيرة المسيح.

ومعروف أن قول كليمندس السكندري بأن بولس الرسول هو الكاتب الأصلي للرسالة إنما هو مأخوذ عن أستاذه العلامة السابق عليه وهو العلامة بنتينوس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية. والمُحقق عندنا والمعروف أن العلامة السكندري إكليمندس تعلم على يدى بنتينوس حوالى عشر سنوات، لأن بنتينوس تُوفى بعد سنة 190 م بقليل، إذ يقول عنه: ”إن القس المُطوب (لقب بنتينوس) يؤكد و يُصر على أن بولس هو كاتب الرسالة الى العبرانيين”. علماً بان العلامة إكليمندس السكندري استمر محافظا على التقليد السابق عليه بكونه استشهد بآيات من الرسالة إلى العبرانيين على أنها منسوبة لبولس الرسول.

وبعد إكليمندس جاء اوريجانيوس ليرى، ليس في اللغة فقط بل أن الأسلوب نفسه ليس مطابقا لأسلوب بولس الرسول ولكنه قال بأن الأفكار فيها هي أفكار بولس الرسول، وانتهى إلى القول بأن: ”الله وحده يعلم من هو كاتب هذه الرسالة”. وقد ظل اوريجانيوس متمسكاً بالتقليد الآبائى السابق عليه، فقد استشهد فى كتاباته بآيات من الرسالة إلى العبرانيين لتأكيده على قانونية الرسالة، ولكنه لم ينشغل بالتعليق على قول العلامة اكليمندس كون الرسالة إلى العبرانيين كُتبت أصلا بالعبرية ثم تُرجمت إلى اليونانية. كما جاء أيضا في تعاليم اوريجانيوس أن رسائل بولس هي أربعة عشر رسالة وبذلك يضم الرسالة إلى العبرانيين إلى بقية رسائل بولس الرسول.”

ولكن الرأي القائل بأن ما بين أيدينا الآن هو ترجمة ليس رأى صائب، يقول د/ موريس تاوضروس بهذا الشأن: ”لم يُذكر في التقليد شيء عن هذه النُسخة الأصلية فضلا عن أنه ليس في الرسالة ذاتها ما يدعم هذا الرأي، فلا نصادف في الرسالة كلمات عبرانية كثيرة، وعلى عكس ذلك تحتوى الرسالة على كلمات يونانية كثيرة من غير الممكن أن يستعملها إلا من كتب أصلا باليونانية. إن استعمال الكاتب إلى الترجمة السبعينية وخاصة في العدد الخامس من العدد العاشر من الرسالة الذي يشير فيه الرسول إلى المزمور 39: 6 يقطع بأن الكاتب فضل استعمال الترجمة السبعينية اليونانية عن استعمال الأصل العبري للعهد القديم، وهذا دليل آخر على صحة الاعتقاد بأن الرسالة إلى العبرانيين كُتبت أصلا باللغة اليونانية. هذه مجرد لمحة بسيطة لإثبات أن القديس بولس الرسول هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين".