نسرين جمعة تكتب: عزيزى الفيسبوك

بقلم: نسرين جمعة
بعد التحية و السلام ,
باعتبارنا أصحاب من سنين , علينا ان نصارح بعضنا بعض و من غير لف و لا دوران و لا تزويق فى الكلام و مافيناش من زعل , و أوعدك حأكون صريحة معاك بما لى و ما على .
تتفق معايا إن كل ماهو كائن على الأرض ليس خير مطلق و لا شر مطلق , لكن هناك من له إرادة الاختيار كالإنسان و من ليس له إرادة الاختيار كبقية الكائنات على الأرض , و انت يا عزيزى الفيسبوك صناعة إنسانية مية فى المية , يعنى هناك اختيار و ارادة إنسانية فى أن تكون النسبة الأعلى خير و النسبة الأقل شر أو العكس , علشان نعرف ده حأقولك وجهة نظرى فى ايجابياتك و سلبياتك و طبعا نظرتى دى فردية و من غير احصاءات , تقدر تقول كده أقرب للفضفضة.
لنبدأ بالإيجابيات , التفاؤل مهم و مطلوب , شوف يا عزيزى , انت أعطيت فرصة هايلة لناس كتير من شتى بقاع الأرض يتعرفوا على بعضهم إنسانيا و خلينا نقول تحديدا فى المنطقة العربية و تواصلها مع العالم , لا أدرى من هم الأعلى نسبة فى العالم أصدقائك ؟
ده كان أولا و طبعا توسيع المعرفة بيوسع الأفق و المدارك لو توافرت المرونة الكافية .
ثانيا: ناس كتير فقدوا التواصل مع أقارب , أصدقاء قدامى , رجعوا يتواصلوا مرة أخرى و دى فى حد ذاتها عمل إيجابى إنسانى جميل جدا.
ثالثا: جمعت ناس كتير على فكرة واحدة أو مبادرة إيجابية , ممكن منها اللى نجح و منها اللى فشل , و اللى فشل ممكن ينجح مرة أخرى فى وقت آخر.
رابعا : ناس استفادت بخلق فرصة عمل أو الترويج لأعمالها, فكنت داعم لهم بدون أى تكلفة.
خامسا: و دى نقطة غاية فى الأهمية , أعطيت فرصة لكثير من المهمشين و المظلومين و المقهورين التعبير عن أنفسهم , و يعلموا أن هناك من يسمعهم و يراهم و ليسوا نكرة , فقد ملئت الفراغ النفسى الناجم عن التهميش و القهر و الظلم , ممايؤدى لدعم الشخصية و اعطائها الثقة بنفسها و تكوين مجتمع خاص به دون تسلط أحد أو رقابة قامعة , و قد يتحول المرء من نكرة إلى معلوم, أو يتحول من سلبى إلى إيجابى , مشاركته جعلت لديه انتماء ما تساعده على الاستمرار فى عمل ما مهم له و للمجتمع.
قد يكون هناك إيجابيات أخرى لكننى لست بصدد عمل دراسة , هى مجرد فضفضة و القاء ضوء ما.
أما السلبيات , أولا : نظامك يا عزيزى لا يسمح بمعرفة مدى صدق أو كذب المشاركين , ما أقصده بياناتهم و لا أقصد نوايا , موضوع النوايا ده صعب معرفته, أما مايكتبون فلاندرى أيضا مدى صحته.
ثانيا : أعطيت فرصة عظيمة للأكاذيب و الشائعات للانتشار من خلال صفحات يتحكم فيها أشخاص لا تستطيع معرفتهم , فلا تفهم من هم و ماذا يريدون و ماخلفيتهم و ماهى اتجاهاتهم ؟؟؟
ثالثا: أدمنك الكثيرون مما أثر على حياتهم الخاصة و أثر على أسلوب تفكيرهم , أعترف ليس لك ذنب فى ذلك , لكنه تأثير خطير على المجتمع ككل.
رابعا: أصدقاء الأمس فرقاء اليوم , هذا أيضا لاذنب لك فيه .
خامسا:زيادة الحماسة لدى البعض مع عدم الرقابة توغل الإنسان فى خطأ , يتعدى على الآخرين لفظا بسخرية منهم أو مباشرة بألفاظ لا تليق و كأنها حروب كلامية و ليست مجرد مناقشات , قطعا ليست مناقشات موضوعية.
سادسا:تتبع الأماكن التى يكون بها المشترك هو انتهاك للخصوصية.
عزيزى الفيسبوك , لا أدرى أيهما أقرب لك الخير و لا الشر , لا أستطيع لومك على ما يحدث فى منطقتنا العربية , كثير ما يحدث فيها بأيد حكامها و شعوبها , لكن هناك تساؤل دائما مايدور فى ذهنى هل انتهزت فرصة تهميش الشعوب و عدم وجود منفذ للتعبير عن الرأى و العمل على أرض الواقع فممدت لهم طوق النجاة ليعملوا ما شاءوا بعشوائية و حماس زائد دون تخطيط أو تفكير فأوصلنا لما نحن فيه من تخبط و فوضى عارمة لا إنسانية,
أم أنك مجرد اختراع لشاب أمريكى مجرد من أى أفكار سوى أنه فرصة للتواصل و لكسب العيش بشكل تجارى , و من دعمه لا يهدف سوى للمكسب المادى ؟؟؟
نسرين جمعة
[email protected]